السيد نصر الله: لمصلحة عدونا زرع الفتنة السنة الشيعية في صفوفنا
الجزء المتعلق بمحاولة زرع الفتنة السنة الشيعية في لبنان في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عبر تلفزيون المنار
من هنا أنا أُريد أن أدخل إلى الجزء الداخلي قليلاً في لبنان، بالأجواء الداخلية التي يعيش اللبنانيون اليوم همومها، غير البحث السياسي وسلسلة الرتب والرواتب وقانون الإنتخابات والخطف، لأنه حتى الخطف هي ظواهر فردية، عصابات، يوجد شيء أكبر من هذا وأخطر من هذا، والكل بدأ يتكلم عنه بشكل واضح، وأنا أريد أن أتطرق إليه، على سبيل كيف نريد أن نعالج، ولا أريد أن أتكلم فيه من باب التهويل على أحد. كلا هذه وقائع، لا يجوز أن نختبىء خلف أصبعنا، أن نقول كلا كلا لا يوجد شيء، و”مش صحيح”، بالعكس أنا أقول لكم، حتى لا نُخفي الأمور، هناك من يدفع لبنان بشكل متسارع جداً إلى إقتتال طائفي، وهناك من يعمل في الليل وفي النهار كي لا يُريح البلد، ويدفع الأمور بإتجاه إقتتال طائفي وإقتتال مذهبي، وخصوصاً إقتتال يأخذ طابعاً سنياً – شيعياً. كل الوقائع تؤكد هذا المعنى. هل يجب أن نستسلم لهذا الواقع؟ كلا، فكلنا يعرف أن الفتنة الشيعية – السنية ليست لمصلحة الشيعة ولا لمصلحة السنة ولا لمصلحة اللبنانيين، ولا مصلحة وطنية ولا قومية ولا شرعية ولا … ولا… لأي إعتبار، أي إقتتال طائفي أو أي فتنة داخلية سواءٌ بين المسلمين والمسيحيين أو داخل المسلمين أو داخل المسيحيين، هي أمر خطير ومرفوض بكل المعايير والمقاييس. وأود أن أقول للذين يقفون على التل، ويفرحون ويتربصون بقتال طائفي من هذا النوع، لا تفرحوا، لأن هذا يُدمر الجميع، ويقضي على الجميع ويحرق البلد، هذا ليس لأحد مصلحة فيه، وإذا أحد اعتبر أنه توجد لديه مصلحة فيه، هو مشتبه.
حسناً، عندما نأتي لكي نُعالج، هذا طبعاً يحتاج إلى حديث ويحتاج إلى عقلاء يتحملون المسؤولية، وأناس يدخلون في الوسط، وكل الأطراف تسعى إلى تبيين الأمور، وإلى توضيحها، وكل شخص حريص على بلده، إذا نريد أن نتحدث بالإعتبارات الدنيوية، وأقول للمتدينين خصوصاً، الذين يؤمنون بيوم القيامة وبيوم الحساب، أن نكون حريصين على آخرتنا، والله سوف يسألنا. يعني أننا يجب أن نتأكد من الوقائع، أي أن لا نمشي في الغوغاء، وأن لا ننعق مع كل ناعق، وأن لا نصيح مع كل صائح، وأن لا نميل مع كل ريح، وأنا أقول هذا للشيعة وللسنة ولبقية المسلمين وللمسيحيين،أنا لا قصد جهة معينة أو أناساً، كلا، هذا خطاب لنا جميعاً ومعاً، نحن كلنا معنيون أن نُدقق وأن نُحقق وأن نتأكد من المعطيات، لأن عادةً الفتنة كيف تحدث؟، الفتنة أو التقاتل وإستخدام السلاح بوجه بعضنا البعض، هو يأتي نتيجة الإحتقان الذي يصل إلى محل يتعطل العقل معه ، والمنطق يتعطل، تصبح المشاعر والعصبيات هي المسيطرة على الإرادات، يذهب الناس بجنون إلى القتال، ويبدأون بقتل بعضهم.
هذا الإحتقان بالأعم الأغلب من أين أتي؟ يأتي من التحريض الذي ليس له حدود، طيب التحريض على ماذا يستند؟ هل يستند على حقائق؟ أو على إفتراءات وأوهام؟ هذا الذي يجب أن نُدقق فيه وأن نبدأ من هنا، إذاكان يستند على حقائق، تعالوا لكي نُواجه بعضنا بهذه الحقائق، وإذا كان يستند على أوهام وإفتراءات، تعالوا لنُوضح هذه الأوهام والإفتراءات مع بعضنا البعض، حتى لا نحرق بلدنا، وحتى لا نذهب إلى ما يريده أعداؤنا، وإلى ما ليس فيه صلاحنا وصلاح أولادنا وأحفادنا وأجيالنا.
حسناً، الآن يقدر أي أحد أن يخرج ويقول: أنتم يا جماعة حزب الله مثلاً ، إذا أردنا أن نتكلم بالمنطق الطائفي، لأنه يوجد الآن أناس لا يتكلمون إلا بهذه اللغة، أنتم الشيعة (تفعلون) واحد إثنين ثلاثة أربعة خمسة.. ليس مشكلة. لنعرف ما هي المسائل، طبعاً نحن نسمع كل شيء في وسائل الإعلام وفي الجلسات، تعالوا نرى كيف يمكن معالجة هذا الموضوع.
لكن حتى في بعض الحقائق لا يجوز لأحد ـ إذا إفترضناها حقائق ـ أن يأتي ويضع حتى عشرة بالمائة حقائق، أو عشرون بالمائة حقائق، إذا إفترضناها حقائق، ويزيد عليها ثمانين بالمائة أوهام وإفتراءات، وأهجم عليك، وتهجم علي، ونذهب إلى الإحتقان الكبير الذي يؤدّي على التفجير.
أنا اريد أن أتكلم قليلاً بشفافية، يمكن أن يعتبر البعض أنه ليس هناك مصلحة أن أتكلم هذا، لكنني أعتقد أنه توجد مصلحة، وهو أن الكلام الصعب يجب أن يكون في الزمن الصعب.
أنا أعتقد وهذا واضح، يعني آتي بأدلة عليه من التلفزيون، لا آتي بمستندات خاصة، البيانات والتصريحات والمؤتمرات الصحفية والخطابات، التي تطلع في التلفزيونات. يوجد بعض النواب في الطائفة السنية الكريمة، وبعض المشايخ يأخذون منحى تصعيدياً وتحريضياً كبيراً وخطير جداً، طبعاً لا أحد يقول لهم، يا مشايخنا ويا إخواننا ويا نوابنا أين تريدون أن تصلوا؟
الآن إذا كان ما يقولونه خطأ، يوجد في البلد عقلاء كثر، يجب أن نعمل على معالجة هذه الحقائق أو الوقائع، لكن هناك جزء مبني على أوهام، مبني على اتهامات تكبر وتؤدي إلى الاحتقان، وهذا الذي قد يؤدي بنا إلى سوء النية، وعندها كل صغيرة أو كبيرة وحزب الله قطعاً لا يكون له علاقة فيها. وأنا أتكلم كحزب الله وفي دائرة الثنائية الشيعية، أمل وحزب الله قطعا ليس لهما علاقة فيها، أو أي أحد شيعي ليس له علاقة فيها، يأتي من يتهم فوراً الشيعة وحزب الله، هذا إلى أين؟ ما هو التفسير الذي يستطيع أي أحد أن يشرحه لنا أو أن نشرحه لأنفسنا.