السيد نصر الله: استقالة الحريري غير شرعية وغير دستورية والسعودية أعلنت الحرب على لبنان وحزب الله
اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان سعد الحريري محتجز في السعودية وممنوع من العودة الى لبنان، قائلا، لا أتحدث عن تحليل بل معلومات ان السعودية طلبت من “اسرائيل” ضرب لبنان.
وقال السيد نصرالله في كلمة له بمناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع) ويوم شهيد حزب الله “نلتفي في هذه المناسبة في اليوم الذي أفتتح فيه أحمد قصير عصر الإستشهاديين ليبدأ عصراً جديداً من المقاومة والجهاد وهو أمير الإستشهاديين وهو أمير في الفداء والعطاء والبذل والجود بالنفس من أجل عزة وكرامة لبنان وشعب لبنان وكل الأمة”.
ونوه الى ان عدد الزائرين الذين وصلوا إلى كربلاء في ذكرى 40 الامام الحسين (ع) بلغ 20 مليون من أنحاء العالم ومن إيران لوحدها قدر عدد الزائرين 2 مليون.
وتابع، نجحنا في تحرير أرضنا وإيجاد قوة ردع من الأطماع الاسرائيلية والتهديدات الاسرائيلية واستطعنا أن نحافظ على أمننا واستقرارنا واليوم نساهم في إجهاض أعظم مؤامرة على شعوب المنطقة ودول المنطقة وعلى الدين الإسلامي والقيم الأخلاقية للأنسانية التي جسدتها داعش الوهابية التي صنعتها الإدارة الأميركية والسعودية وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة اليوم.
واردف قائلا، ما لدينا في لبنان من كرامة وعزة وقوة وقدرة هو ببركة كل الشهداء في كل حركات وفصائل المقاومة وشهداء الجيش والأجهزة الأمنية والشهداء من الشعب.
ولفت السيد نصرالله الى ان ” منذ يوم السبت الماضي تم ادخال لبنان في أزمة سياسية ووضع لبنان أمام مرحلة جديدة ومهمة وخطورتها تتوقف على كيفية تصرف اللبنانيين، ونسمع تهديدات وتهويلات من هنا وهناك”.
وأضاف، نحن خلال سنة دخل لبنان في حالة استقرار سياسي وكان لدينا حالة جيدة حيث تم إنتخاب رئيس وتشكيل حكومة وحدة وطنية بدأت العمل بشكل فعال وجاد وتم تفعيل عمل مجلس النواب وتم وضع قانون للانتخاب واقرار موازنة وتعيينات عسكرية وأمنية وادارية وقضائية وكان هناك حوار بين القوى السياسية بعد سنوات من الخصومة، وكان لدينا أمن واستقرار لا مثيل له في العالم، وفي السابق قلت أن لبنان أكثر أمنا من أميركا وما يحصل في أميركا منذ ذلك الحين إلى اليوم يؤكد ذلك.
والحريري بنفسه كان يتحدث عن حركة المطار التي تعكس حالة الامن والإٍستقرار التي عرفها لبنان في هذه السنة، والمشهد الإيجابي للبلد يعود الفضل فيه لتعاون كل القوى السياسية والتنازلات التي قدمها الجميع وتوج هذا العام بتحرير الجرود عند الحدود الشرقية.
واردف قائلا، في ظل هذا الوضع الجيد والطيب والمعقول وفي ظل النوايا الحسنة عند مختلف القوى السياسية لمواصلة العمل في الحكومة حتى موعد الإنتخابات النيابية قامت السعودية على عجل باستدعاء رئيس الحكومة وتطلب بلا معاونيه ويجبر على تقديم الإستقالة وعلى قراءة البيان الذي كتبوه هم وتم وضع لبنان أمام مرحلة جديدة وبدأت مجموعة من التصاريح السعودية وصولاً إلى ما نشهده اليوم.
ونوه الى ان “ما تقوم به السعودية تدخل علني غير مسبوق لاجبار رئيس الحكومة على الإستقالة وجميع اللبنانيين باتوا على يقين من خلال المعلومات والمعطيات وكل العالم بات يعرف حتى وزارة الخارجية الأميركية تقول أنها لم تكن تعلم”.
واكد السيد نصرالله ان الحريري محتجز في السعودية وممنوع من العودة إلى لبنان وهناك محاولة لشطبه من زعامته لتيار المستقبل وهذا أمر يجب التوقف عنده ومحاولة فرض زعامة جديدة من دون استشارة تيار المستقبل، وهناك محاولة فرض رئيس حكومة جديد على رئيس الجمهورية واللبنانيين جميعا.
واشار السيد نصرالله الى ان “هم يعتقدون أنهم يستطيعون فرض رئيس حكومة جديدة على لبنان، وفي ما فعلته وتفعله تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض وعندما لا تجد استجابة تتهم اللبنانيين بالضعف والجبن، بالإضافة إلى تحريض الدول العربية والخليجية خاصة لاخذ خطوات تصعيدية ضد لبنان وسحب الرعايا لكن الأخطر هو تحريض إسرائيل على ضرب لبنان، أنا لا أتحدث عن تحليل بل معلومات السعودية طلبت من إسرائيل ضرب لبنان واليوم هناك نقاش في الكيان الإسرائيلي حول هذا الموضوع”.
واضاف، من الواضح أن السعودية أعلنت الحرب على لبنان وحزب الله في لبنان، ويجب أن نفهم ما قيمة ما نحن فيه في لبنان والسعودية تدعوكم لتدميره واسقاطه وإلى أن تخربوا بيوتكم بايديكم فهل سيفعل اللبنانيون ذلك؟ وهل فعلا السعودية تريد مصلحة لبنان؟.
وقال السيد نصرالله، نحن ندين التدخل السعودي السافر في الشأن الداخلي اللبناني وندين هذا التصرف المهين مع الرئيس سعد الحريري منذ وصوله إلى المطار، ونحن نعتبر في حزب الله أن اهانة رئيس الحكومة اللبنانية هي إهانة لكل لبنان حتى ولو كنا نختلف في السياسة.
واضاف، نضم صوتنا إلى كل اللبنانيين وإلى ما صدر بالأمس عن إجتماع تيار المستقبل وكتلة المستقبل بالدعوة إلى وجوب عودة الحريري إلى لبنان وإذا كان مستقيل فليأت إلى لبنان وليقل ما يشاء، وبقاء رئيس حكومة لبنان قيد الاقامة الجبرية لا يجب أن يسكت عنه أي لبناني أو عربي أو أي انسان حر في العالم، ونحن نقول أن الحريري محتجز في السعودية وعلى اللبنانيين العمل على إستعادته إلى لبنان وبعد ذلك هو حر، والاستقالة المعلنة غير شرعية وغير دستورية وغير قانونية ولا قيمة لها لأنها وقعت تحت الاكراه والاجبار.
وتابع، نعمل الاستشارات عندما تكون هناك حكومة مستقيلة ولكن نحن لدينا حكومة فعلية ورئيس حكومة فعلية وإذا عاد رئيس الحكومة وقام بذلك من هنا نكون أمام وضع قانوني ودستوري مختلف، ولادارة الحكيمة والهادئة والمسؤولة لفخامة الرئيس عون والرئيس بري يجب أن تكون محل اجماع كل اللبنانيين الذين يجب أن يتضامنوا ويتحصصنوا خلف الادارة الحكيمة لهذه الأزمة التي استطاعت أن تحفظ البلد وتصونه أمنيا واقتصاديا وماليا.
ونوه الى ان الحرب المعلنة على لبنان وعلى حزب الله في لبنان حرب عشوائية ومن يديره لا خبرة ولا تجربة لهم.
وأضاف، يجب أن نتوقف عند كلام قناة العربية عن اكتشاف محاولة لاغتيال الحريري بالرغم من نفي الاجهزة الأمنية اللبنانية لذلك، الخبر سعودي ولأن البيان المكتوب سعودي، هذا غير صحيح، والحديث عن أجهزة تشويش على طريق المطار وأحد أدوات السعودية مصر على الحديث عن اغتيالات، هذا الكلام خطير ويجب التنبه ولماذا يمهد هؤلاء.
وتابع، في الموضوع الإسرائيلي يجب الإنتباه وقصة حرب حتى لو طلبت ذلك نحن نستبعد هذا الخيار لكن لا نستطيع أ نجزم في ذلك، ومما يزيد هذا الاستبعاد هي أن اسرائيل أمام فرصة لتصفية مع حزب الله ولبنان دون الذهاب إلى حرب وتحمل تكلفة الحرب، والاسرائيلي دخل على الخط ومن الممكن أن يدخل بطرق أخرى ومنها التعميم الصادر إلى السفارات الاسرائيلية لدعم السعودية في حربها على حزب الله وفي سعيها لتصنيفه منظمة إرهابية وبالتأكيد الاسرائيلي سيعمل مع السعودية على هذا الأمر.
ونوه السيد نصرالله الى ان “الاسرائيلي سيسعى أيضا إلى العمل على الفتنة، ومنذ اسبوع حصل حدث مهم جدا في جنوب سوريا من خلال دخول مجموعات ارهابية بتسهيلات إسرائيلية إلى بلدة حضر السورية ذات الاغلبية الدرزية، الاسرائيلي سهل وصول هؤلاء إلى بلدة حضر ولولا بسالة أهل بلدة حضر والجيش السوري والهبة التي قام بها أهل الجولان المحتل كانت الأمور ذاهبة إلى مكان آخر، هذا الأمر من الممكن أن يعمل الاسرائيلي عليه في لبنان من خلال التحريض أو من خلال الوسائل الأمنية واليوم نقول أننا أشد عوداً وأقوى وأحذر الإسرائيلي من أي خطأ في الحسابات ومن أي محاولة لاستغلال الوضع ولا يظن الاسرائيلي أننا خائفون أو مربكين.
وأضاف، في الموضوع الإسرائيلي يجب أن نكون حذرين ولكن الاسرائيليون أنفسهم هم حذرين ويسألون لمصلحة من هذه الحرب وهم يقاتلون لحسابهم فقط.
وأشار الى ان “في سوريا كان لدى السعودية أمال ذهبت أدراج الريح واليوم في البوكمال تنتهي داعش وفي العراق أيضا وكلنا يعرف من جلب داعش إلى العراق وفشلوا في إسقاط العراق، وكلنا يعرف أنهم كانوا يؤيدون انفصال كردستان وفشلوا في ذلك وفي اليمن فشلت الحرب ويصبح حزب الله مرتكب جريمة لانه يعترض على الحرب والمجاعة”.
وأضاف، الحديث عن إطلاق حزب الله صاروخ من اليمن استخفاف باليمنيين ومن أطلقه اليمنيين وهم باتوا لديهم قدرة عالية على تصنيع الصواريخ وعندما يتحدث الحوثي عن تصنيع الطائرات المسيرة في اليمن وسندخلهم في الحرب لا يصدقون لكن عليهم أن يصدقوا ذلك وهم يستخفون باليمنيين ولذلك فشلوا في هذه الحرب.
وتابع، يضعون اللوم على حزب الله وايران في كل شيء وأين هو حزب الله أو إيران في اليمن، الشعب اليمني هو من يضحي، والحديث عن إيران وحزب الله هروب من الفشل، هناك مبالغة في التوصيف وتحميل المسؤوليات ولكن ماذا عن الفشل في المنطقة؟ في الأزمة بين السعودية ومن معها وقطر نحن لم نأخذ أي موقف مع هذا الطرف أو ذلك ولكن السعودية ومن معها فشلوا.
ولفت السيد نصرالله الى ان ” في البحرين، المسار الخاطىء لم يلغ إرادة الشعب وأوصل دولة البحرين التي تقهر شعبها وتقتله بالطرقات إلى حافة الإفلاس، عندما يرى السعودي كل هذا الفشل في المنطقة يأتي إلى لبنان والسعودية لها نفوذ في لبنان وإيران لديها نفوذ أيضا لكن هناك فرق جوهري هو أن السعودية تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني في حين أن إيران لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني”.
وأضاف،عندما تحدث الرئيس روحاني ترجم كلامه بشكل غير دقيق ولكن أنا أقول لكم أن لايران نفوذ في لبنان لكنها لا تتدخل وأنا أتحد العالم كلها اليوم أن تأتي بمثل واحد عن تدخل إيران في لبنان مع دليل.
وتابع، السعودية اعتقدت أنها تستطيع أن تفعل معركة في لبنان وهي جاية تفش خلقها في لبنان لأنها غير قادرة على مواجهة إيران، ولكن الشعور بالقدرة على الإنتصار على لبنان وعلى القوى السياسية الرافضة للخضوع لارادة السعودية خاطىء.
واردف قائلا، إذا كان الهدف معاقبة حزب الله أو القضاء على حزب الله، أدعوهم إلى عدم وضع خيار القضاء على حزب الله لأنها مهما فعلت لن تستطيع القضاء على حزب الله وإلى وضع أهداف واقعية، موقفنا من اليمن لن يتبدل لأنه موقف انساني واخلاقي وعربي وهو خارج الحسابات السياسية، وإذا كان الهدف كما قال الجبير يوم أمس عندما قال أن الشعب اللبناني بريء ويخضع لسيطرة حزب الله وعلينا أن نجد طريقة لمساعة لبنان من سيطرة الحزب، هل الذي تقومون به لانقاذ الشعب اللبناني أو أنكم تريدون انقاذ الشعب اللبناني كما تحاولون انقاذ اليمني؟ هل إنقاذ الشعب اللبناني يكون باهانة رئيس الحكومة وتياره وطائفته وكل الشعب ونشر حالة من الهلع؟
وقال السيد نصرلله، هل انقاذ الشعب اللبناني يكون من خلال بث حالة القلق والخوف ومن خلال تحريض السنة على الشيعة؟ هذا عقاب للبنان لأن لبنان بلد حر ومستقل عزيز وكريم ولا يخضع للاملاءات والارادات الخاريجة وقدم شهداء من أجل أن يكون ذلك والمطلوب معاقبة البلد لأنه لم يسمع الأوامر الملكية.
وأضاف، السيد نصرلله، نحن اليوم جميعا يجب أن نتمسك بأمننا واستقرارنا ووحدتنا ولا يجوز أن نخاف أو نهلع لأننا بوحدتنا سنكون أقوى وقادرين على تجاوز هذه المحنة.