السيد صفي الدين: أولوية المعالجة السياسية هي مواجهة الإرهاب التكفيري
رأى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أننا إذا أردنا أن يكون بلدنا محصناً وآمناً في ظل تهديدات العصابات التكفيرية، فلا بد أولاً من أن “يحظى الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية بدعم كل الفئات والأطراف السياسية في لبنان”، لافتًا إلى أنه “لا يجوز لأي جهة تحت أي عنوان أو أية ذريعة أن تعمل لإضعافهم، فضلاً عن أنه يجب أن لا نسمع لأحد على الإطلاق، لا من دول ولا من مصالح إقليمية، لأن هؤلاء لم يفتشوا يوماً عن قوة الجيش ومصلحته، لا حينما وعدوا، ولا حينما تخلفوا، فنحن اللبنانيون معنيون بأن ندعم جيشنا، وأن نؤمن له الدعم المادي والمعنوي والقدرات اللازمة للنهوض بوجه هذا العدوان الإرهابي التكفيري”.
وخلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد المجاهد علي شفيق دقيق في حسينية بلدة حاريص الجنوبية، أوضح السيد صفي الدين أن “الأمر الثاني الذي يؤدي إلى تحصين بلدنا فإنه يكمن في العمل على توحيد الجهود السياسية والموقف والخطاب السياسي والإعلامي في التركيز على العدو التكفيري، فحينما نتفق كلبنانيين أن هناك عدواً إسمه الإرهاب التكفيري الداعشي والنصرة وكل هذه الأسماء، يعني ذلك أن نركز سياساتنا وأولوياتنا لمواجهة هذا العدو، وليس هناك أي معنى أن يقوم سياسي أو مسؤول بعد اليوم ليتحدث عن إرهاب أو تكفير أو تهديد، ثم لا يكون معنياً بمواجهة هذا التهديد والإرهاب التكفيري، وبالتالي فإن أولوية المعالجات السياسية التي تتقدم على كل شأن سياسي أو خلافي في البلد، هي مواجهة هذا الإرهاب التكفيري”.
وتابع السيد صفي الدين موضحًا أنا الأمر الثالث، يكون في “رفع الغطاء السياسي والإعلامي عن كل من يدعم هذا الإرهاب التكفيري بشكل مباشر أو غير مباشر”، وإذ أوضح سماحته أنه “ليس مقبولاً بعد اليوم أن يقول بعض السياسيين أو الناس إن “النصرة” غير “داعش”، وأن “أحرار الشام” غير “جيش الفتح”، أكد أن “كل هذه الأسماء هي حقيقة واحدة تنتمي إلى فكر وثقافة ومشروع واحد، وكلهم أعداء وتهديد، ويجب أن يواجهوا من أجل الدفاع عن بلدنا، ووفاءً لدماء شهداء القاع ولكل دم سقط ظلماً وعدواناً من الاستهدافات الأمنية والعسكرية على امتداد كل السنوات الماضية”.
وأردف السيد صفي الدين بالقول أن “الأمر الرابع فيكمن في وجوب معالجة قضية النازحين السوريين بمنطق وعقل ومعرفة، وهذا الإعراض عن التعاطي الإيجابي والصحيح والسليم والتواصل مع الحكومة السورية ليس له أي معنى، بل هو إمعان في الخطأ، وينبغي أن يقلع عنه بعض السياسيين في بلدنا.”
وحول ما حصل في بلدة القاع قبل أيام، رأى السيد صفي الدين أن “هذا العمل هو نموذج لما كان يمكن أن يحصل في كل بلدة وقرية ومدينة لبنانية، ولما كانت تخطط له “داعش” على مستوى لبنان كله في يوم من الأيام، ولكن بفضل الجيش والمقاومة ووعي الناس، تمكنا من دحر هذا الخطر بنسبة كبيرة عن الحدود إضافة إلى التهديد المباشر لهذه البلدات، وبقيت بعض البؤر والأماكن التي ينفذ منها “داعش” و”النصرة” ليقوموا بما قاموا به في القاع أو بما يمكن أن يقوموا به في أي منطقة لبنانية في المستقبل، وإنشاء الله لا يقدرون على ذلك”.
جانب من الحضور
وشدد السيد صفي الدين على أن “التهديد التكفيري والإرهابي يجعل اللبنانيين أمام خطورة جدية وحقيقية، لأن الشهداء الذين سقطوا في القاع، والتهديدات التي عاشها اللبنانيون خلال الأيام الماضية، سواء من استهداف بلدة القاع أو من الإرهابيين الذين تم اكتشافهم أمنياً، تدل على أن هذا التهديد هو حقيقي وجدي يطال كل منطقة وفئة ومجموعة، وليس فئة واحدة، وإذا كان هناك من لا يزال يشك أو يعتقد أن ما نتحدث عنه هو وهم أو خيال، فإن الحقيقة هي في أنه هو من يعيش بوهم وخيال، لأن هذه حقائق موجودة، وبالتالي يجب على اللبنانيين أن يصلوا إلى مرحلة من القناعة والتوجه الواضح نحو العدو الحقيقي الذي يهدد بلدنا اليوم، فهناك عدو إسرائيلي وعدو تكفيري يهددان بلدنا وعيشنا وأمننا في كل يوم”.
وأكد السيد صفي الدين، أن “لبنان قادر على أن يخرج منتصراً من هذه المعركة، ومن التحديات التي يواجهها من الإرهاب التكفيري، سواء كان أمنياً أو عسكرياً، وهو سينتصر حتماً ولا تشكيك في ذلك أبداً مهما تعاظم أو لم يتعاظم التهديد التكفيري له، وما فعلته المقاومة اليوم حينما استهدفت أحد المسؤولين الكبار لـ”داعش” في جرود القاع وأردته قتيلاً، هو رد طبيعي وأولي انتقاماً لدماء القاع ولكل التهديدات التي جاءت بها “داعش” و”النصرة” ومن معهما وخلفهما”.