“السفير”: دور دفتردار في “كتائب عبدالله عزام” كان تخطيطيا وليس تنفيذيا
في خضمّ المحكمة والحكومة، خطف العنوان الأمني الأضواء مجدداً عبر الإنجاز الذي حققه الجيش اللبناني في كامد اللوز، حيث تمكن من إلقاء القبض على جمال دفتردار، أحد رموز كتائب عبدالله عزام، بعد دهم المنزل الذي كان يقيم فيه ومصادرة كميات من الأسلحة منه.
وعلمت صحيفة “السفير” أن دور دفتردار في “كتائب عبدالله عزام” كان تخطيطيا وليس تنفيذيا. هو من مؤسسي حركة “فتح الاسلام”، وأحد القياديين البارزين في “كتائب عبدالله عزام”، بل هناك من يقول إنه يأتي في الأهمية قبل زعيمها ماجد الماجد، وقد أدلى بمعلومات خطيرة في الساعات الأولى من التحقيق معه.
ولد دفتردار العام 1970 في برج البراجنة، ولديه أسماء حركية عدة (من بينها محمد سعيد المصري). متزوج من فتاة سورية من بلدة القصير،عمرها 16سنة، وتم توقيفها معه.
درس دفتردار الشريعة في معهد بخاري في الشمال، وهو مقرّب من أحد المشايخ في طرابلس، وكان قد تتلمذ على يد أبو بكر حمود، أحد مسؤولي “القاعدة” الموقوف في السعودية. مطلوب في لبنان منذ العام 2006، وصدرت بحقه مذكرة توقيف غيابية العام 2007.
تنقل دفتردار في مهامه العملانية بين مخيم عين الحلوة والسعودية وسوريا التي قاتل فيها، حيث أصيب قبل نحو ستة أشهر خلال الاشتباكات التي جرت في القلمون بجروح في ظهره وساقه، ما استدعى نقله إلى “مستشفى فرحات” وإخضاعه لعملية جراحية وكان يتنقل بين مناطق عدة في البقاع أثناء نقاهته.
ويُعدّ دفتردار من المخططين للاعتداء على حاجز الجيش اللبناني في صيدا، ويرجّح أن تكون له بصمات في الهجوم الذي تعرضت له السفارة الإيرانية في بيروت.
وما يؤشر الى قساوة الضربة التي وجهها الجيش الى “كتائب عبدالله عزام” ومتفرعاتها، الإطلالة السريعة للشيخ أحمد الاسير بعد توقيف دفتردار الذي كان من أبرز ممولي الأسير.
وتفيد المعلومات أن مرافق دفتردار المدعو مازن ابو عباس الذي سجن لعامين بسبب انتمائه الى “فتح الاسلام” كان ينوي تفجير نفسه بالقوة العسكرية التي نفّذت المداهمة، لو لم تسارع الى اطلاق النار عليه وقتله.
وقد ساهمت المعلومات التي حصل عليها الجيش بعد توقيف الفلسطيني خالد حسين الحاج في الوصول الى دفتردار الذي كان يشكل مع الحاج جزءا من خلية تولت الاهتمام بالماجد وتأمين المأوى والمستشفى له، بعدما أعطي اسم محمد طالب.
وفي تفاصيل عملية المداهمة ، ذكر مراسل “السفير” شوقي الحاج أن قوة من الوحدات الخاصة في الجيش نفّذت حملة دهم لأحد المنازل بالقرب من “مستشفى فرحات” في الطرف الغربي لبلدة كامد اللوز في البقاع الغربي.
وتعرّضت القوّة لإطلاق نار فيما حاول مازن ابو عباس تفجير قنبلة يدوية، ما دفع الجيش إلى إطلاق النار عليه، فأصيب في رأسه ونقل إلى المستشفى، لكنه ما لبث أن فارق الحياة.
وتشير التعزيزات العسكرية المؤللة التي دفع بها الجيش إلى منطقة البقاع الغربي، ونشر عشرات الحواجز، الى أهمية دفتردار وحساسية عملية اعتقاله.
وأصدرت مديرية التوجيه في الجيش بياناً أعلنت فيه عن توقيف القيادي في “كتائب عبد الله عزام” المطلوب جمال دفتردار بعد دهم مكان وجوده في إحدى قرى البقاع الغربي، وذلك في إطار “التقصّي ومتابعة التحقيق في ظروف الاعتداء الذي قامت به مجموعة إرهابية على حاجز الجيش في صيدا في 15 كانون الأول الماضي”.
وأورد البيان أنه أثناء “تنفيذ العملية، تعرض أحد المسلحين للمجموعة المداهمة شاهراً رمانة يدوية، فأطلقت عليه النار وقتل متأثراً بجروحه.