السعوديون يهددون بالتسلح النووي
موقع إنباء الإخباري ـ
علي مراد:
كثر الحديث مؤخراً حول الخيارات المتاحة أمام الاطراف المتضررة من أي اتفاق نووي نهائي بين إيران والدول الست، وأبرز تلك الدول السعودية والكيان الصهيوني اللتان وعلى مدى الشهرين الماضيين أطلقتا تصريحات تقاطعت في أكثر من مكان، فزيارة قادة الدول الخليجية الأخيرة إلى واشنطن واجتماعهم مع أوباما في ١٤ أيار/ مايو المنصرم لم تفلح في طمأنة الحلفاء، الذين جوبهوا برفض أوباما الصريح لأي إقحام للأنف الخليجية في أسرار المفاوضات مع إيران مصادر خليجية ومنها المغرد السعودي “مجتهد” عبر تويتر أن أوباما، خلال الاجتماع بالخليجيين، طلب من حلفائه عدم إضاعة الوقت في الحديث عن الاتفاق النووي وإيران والتركيز بدلاً من ذلك على سوريا والعراق واليمن وخاصة سوريا. وبدا واضحاً حجم الامتعاض السعودي من أوباما وحرصه على إنجاز اتفاق مع إيران قبل نهاية موعد ٣٠ حزيران/ يونيو الجاري، دون أخذ مخاوفهم التي تتعلق بتعاظم قوة طهران إقليمياً بعد انجاز الاتفاق بعين الاعتبار.
إزاء كل ذلك، ظهرت تصريحات إسرائيلية سعودية متقاطعة حول التخوف من الاتفاق النهائي مع إيران، فنتنياهو لا يكاد يفوّت خطاباً واحداً إلا ليحذّر من صفقة مع إيران على حساب مصالح كيانه وأمنه، ليتحول مؤخراً إلى مطالب بأمن “جيرانه” الذين يصفهم “بالدول المعتدلة” في كل مناسبة، قاصداً بذلك السعودية وأخواتها في دول مجلس التعاون.
هذا المشهد المرتبك دفع بالسعوديين إلى إرسال لوائهم المتقاعد أنور عشقي للقاء مدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلية دوري غولد بحضور ومباركة رمز من رموز المحافظين الجدد إليوت إبرامز (مستشار الأمن القومي في إدارة بوش الابن). محور اللقاء كان خطر إيران على كل من إسرائيل والسعودية في ظل صفقة تكرّس طهران قوة نووية لا يستهان بها في منطقة الشرق الأوسط.
مخاوف السعوديين لن تنتهي بانتهاء مهلة ٣٠ حزيران/ يونيو الجاري على ما يبدو، فسفير المملكة السعودية في لندن محمد بن نواف ألمح الاثنين في مقابلة أجرتها معه صحيفة “ذا ديلي تلغراف” إلى أن “كل الخيارات مطروحة على الطاولة أمام حكومة بلاده” في حال فشل المفاوضات النووية بين إيران والدول الكبرى، غامزاً من قناة سعي بلاده إلى حيازة السلاح النووي إذا لم تحقق المفاوضات الحد الأدنى من الأمن في المنطقة.
بن نواف قال: “نثني على جهود الرئيس الأمريكي في مفاوضات الملف النووي مع ايران، ولكن أي اتفاق يتم التوصل إليه يجب أن لا يكون صفقة تعطي إيران ترخيصاً لمواصلة سياساتها الخارجية لزعزعة الاستقرار في المنطقة”. ويتابع بن نواف محذراً من خطر البرنامج النووي الإيراني قائلاً: “البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديداً مباشراً للمنطقة برمتها، ويشكل مصدراً رئيسياً وحافزاً لانتشار التسلح النووي في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها إسرائيل”.
وفي ظل إمساك واشنطن بمفاصل المفاوضات النووية على حساب حلفائها الغربيين، بدت حالة يأس السعودية واضحة في حديث سفيرها محمد بن نواف عن الدور البريطاني في المنطقة الذي حذر من تراجعه، لما له من “انعكاسات سلبية”، فهو أشار في حديثه للدايلي تلغراف إلى أن بريطانيا لطالما لعبت دوراً تاريخياً في المنطقة نظراً لماضيها الاستعماري، فهي تعرف العالم العربي جيداً، داعياً إياها إلى تفعيل هذا الدور، لا سيما في المفاوضات النووية.
أياً تكن نتائج مفاوضات الدول الكبرى مع إيران، فإن القادم من الأيام سوف يشهد مزيداً من الصراخ السعودي الإسرائيلي المرتفع، فحرب السعوديين على اليمن لا يمكن فصلها عن حالة الغضب من الاتفاق النووي ونتائجه المرتقبة، والغزل الاسرائيلي باتجاه الخليجيين، وتحديداً السعوديين، سوف يشهد في المستقبل القريب مزيداً من العلنية.