السعودية ومأزق المعركة البرية في اليمن لتغيير موازين القوى
قناة الميادين:
الغارات الجوية السعودية على اليمن لم تصل إلى مراهنات تغيير موازين القوى من الجو، لكن الاعتماد على الحلفاء في معركة برية، قد يعترضه مأزق أكبر.
التعهد الذي أطلقه التحالف السعودي على نفسه لمنع الجيش وأنصار الله من الوصول إلى عدن، ربما كان يتوخى اتخاذ المدينة قاعدة انطلاق إلى باقي الأراضي اليمنية، أو اتخاذها دولة منفصلة استناداً إلى ما يعرف بحركة الدعوة إلى فك الارتباط بين الشمال والجنوب. التحالف السعودي كان يأمل أن تؤدي الضربات الجوية إلى هذا الخيار، كما حاول أن يستدل بالضربات الجوية التي أدت إلى دولتين في ألمانيا في الحرب الثانية. في هذا الأمر يجيب بعض قياديي أنصار الله حين يسألون عن الرد على الغارات بأنهم يردون بإفشال مراهنات التحالف السعودي، بالوصول إلى عدن ومنع التحالف من موطىء في الأراضي اليمنية، انتظاراً للتدخل البري المتوقع. بيد أن التحالف الذي توقع التدخل البري إذا لزم الأمر- كما قال- ربما وجد نفسه في مأزق آخر حين دقت ساعة الحقيقة. فالقوى الحليفة التي تراهن عليها دول الخليج في البر، كمصر وباكستان وغيرها، تبدو متأنية حذرة قبل الموافقة على إرسال جنودها. كما تبدو الاعتراضات في داخل هذه البلدان مؤثرة قبل سقوط خسائر بشرية. المسألة الأخرى التي تعترض التدخل هي رغبة السعودية في تدخل شامل، بينما تتحدث هذه الدول عن مشاركة محدودة في الأراضي السعودية. اللافت أن المداولات في أروقة التحالف لا تأخذ في حسبانها إمكانية الرد اليمني في عمق الأراضي السعودية، ولا التحركات المناوئة لتصعيد الحرب في إيران أو بين روسيا والصين. في البدء كان التحالف السعودي واثقاً من مراهنات باءت بالفشل، في بحثه عن تدخل بري مع حلفائها، يبدو أنه يبني على الفشل مراهنات نجاح.