السعودية وتفليسة العدوان
وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:
الخطوة الأميركية بنقل راية قيادة العدوان على سوريا إلى المملكة السعودية جاءت بعد استهلاك فاضح وفي زمن قياسي لأدوار تركيا وقطر وحماس وإسرائيل واخوان مصر فلم يكد مرسي يصمم على التدخل في سوريا حتى اطاحته انتفاضة يونيو .
أولا ـ سقطت حكومة الوهم العثماني في حلقة اضطراب واستنزاف داخلية نتيجة تورطها بالعدوان على سوريا وهي كانت حصان رهان سعودي بحكم القرب الجغرافي وسعى آل سعود منذ بداية الأحداث لشراء اجتياح تركي للأراضي السورية بأي ثمن لكن موازين القوى المعروفة أسقطت أوهام أردوغان وتهديداته الفارغة بسقوط طائرته الحربية التائهة على خط الحدود والنار فظهرت حدود القوة التركية والأطلسية امام قدرات الردع السورية وقطر خسرت دورها القيادي في العدوان لأن الإمبراطورية الأميركية قررت معاقبة عميلها الأمير وتابعه على ورطة التنحي بعدما اكتشف اوباما ان ترداده لهذا الشعار كان ضربا من الغباء الذي يعيق عليه التجاوب مع المساعي الروسية لحفظ ماء الوجه الأميركي بعد الهزيمة في سوريا وحيث لم تجد نفعا جميع المهل التي أعطاها أوباما لقطر وللسعودية ولتركيا ولإسرائيل من اجل تعديل التوازنات والإطاحة بالرئيس بشار الأسد الذي بات مخططو السياسات الأميركيون يعرفون الكثير عن وقائع تعاظم زعامته لبلاده بفضل مقاومته للعدوان العالمي الذي رسموا خطته وفشلوا في ضمان نجاحه رغم كل ما فعلوه .
ثانيا ـ منذ بداية الأحداث والمملكة السعودية هي القوة النشطة والمنخرطة في حشد فصائل التكفير والإرهاب إلى سوريا وهي التي مولت العديد من صفقات السلاح وآخرها شراء سلاح إسرائيلي وإرساله إلى سوريا كما اوردت تقارير الصحافة البريطانية والأميركية وبينما تخشى المملكة من تعاظم وزن الأخوان في المنطقة لانعكاسه على وضعها الداخلي فهي تأوي زعماءهم السوريين لديها منذ عقود والعديد منهم ومن مشايخ التكفير السوريين يتخذون الرياض مقرا لهم ويعملون في صفوف جماعات تكفيرية ومتطرفة يقودها سعوديون عملت على حشد المال والرجال وشحنت الأسلحة إلى سوريا بعدما كانت تعمل على تمويل جمعيات ومساجد طيلة ثلاثين عاما في مختلف انحاء سوريا ، تحولت إلى اوكار مكشوفة قبل عامين وخلعت رداء التمويه الديني لتطل بكامل عدتها العسكرية تحرق وتخرب وتقتل.
ليس لدى بندر بن سلطان جديد يضيفه غير المزيد من المال والسلاح الذي لن يغير شيئا في التوازنات الميدانية المائلة لصالح الدولة و الجيش بقوة الميل الشعبي العارم وحلب ستكون بفعل هذا العنصر بالذات مقبرة الأوهام الملكية السعودية والأميركية في سوريا.
ثالثا ـ أوكل الأميركيون للسعودية إدارة تفليسة العدوان على سوريا فما لدى المملكة من قدرات بذلته وليس لديها الجديد والرهان الأميركي والغربي المزعوم على محاصرة جبهة النصرة بمرتزقة سليم ادريس واحمد الجربا تحت الرعاية السعودية هو هراء فالنصرة جذرها سعودي وبندر هو صانعها وبانيها ومعه قادة الأخوان في سوريا والضباط والجنود المنشقون الذين اكتشفوا خيبة الألاعيب الارتزاقية والعمالة للأجنبي وحاصرتهم كراهية الناس ورفضهم لسلطة العصابات شرعوا في حالة يأس وإحباط بتلمس طرق العودة إلى حضن الدولة الوطنية .
ليست في حوزة السعودية معجزات قادرة على تعديل التوازن وما في الأمر ان الإمبراطورية الأميركية الواثقة بحتمية الاعتراف بالهزيمة امام الرئيس بشار الأسد تريد ان تعزز وزنا سعوديا مضادا للقوة السورية عبر حجز مقعد للسعودية في التفاوض الإقليمي على توازنات ما بعد الانتصار السوري خشية ان تذهب بدورها وتقبره نهضة سوريا وخيارها التحرري المقاوم من جديد على مسرح المنطقة وكما حرك الأميركيون مال السعودية وتوابعها الخليجية لكبح التجذر الناصري المحتمل للفريق السيسي ورفاقه في مصر بعد إطاحة الأخوان فهم يحركون المملكة العجوز لعرقلة انتصار الأسد.
الخطة البندرية العثمانية في حلب محكومة بالهزيمة امام القوة الوطنية السورية المقاومة وسوف تسقط جميع المحاولات الدموية الجارية بفعل رجحان الموقف الشعبي المقاوم هناك وصموده في أصعب الظروف وأشدها اختلالا رغم المجازر ورغم بشاعة السطو السلجوقي الموصوف على الكثير من مقدرات المنطقة الغنية بهويتها القومية وبثرواتها ، القدر السوري المحتوم هو هزيمة البنادرة والسلاجقة في حلب ومعهم القاعديون وسائر المرتزقة ولن يحل الخريف المقدر كخط نهاية لزمن السماح الأميركي إلا بفشل مبرم جديد فلن تتمكن السعودية من تعويم تفليسة أكلت في مسارها الدامي و الإجرامي الرهان على إسرائيل وحماس معا.