السعودية تواجه فوبيا قناع “فانديتا”
موقع إنباء الإخباري ـ
نور الهدى صالح:
قرار سعوديٌّ مفاجىء بحق قناع فانديتا. حتّى رمز الثّورة والغضب هذا بات ممنوعاً على الأراضي السعوديّة. هالة من القلق تحيط الأخيرة، خوفاً من مجرد تفكيرٍ بانتفاضة تطالها. كلّ ما يدلّ على الحراك الشعبيّ غير مسموح، فالقرارات الّتي تحد من حريّة التعبير باتت له بالمرصاد.
فقد جددت وزارة الداخلية السعودية توجيهاتها بمصادرة قناع الوجه “فانديتا” بعد رصد مواقع على الإنترنت تسوق لهذه الأقنعة. وكانت صحيفة الوطن السعودية، قد ذكرت أن مواقع على الإنترنت تروّج للقناع، وقد أبلغت وزارة التجارة والصناعة فروعها للقيام بجولات لمصادرة ما يوجد من هذه الأقنعة لدى محلات الألعاب والأسواق، لما تحظى به من إقبال كبير يجعل هذه الأقنعة الأكثر مبيعاً خلال الشهرين الماضيين.
“فانديتا” هي كلمة لاتينية تعني الانتقام. بدأت قصة القناع على يد الثائر المناهض للملكية البريطانية جاي فوكس، الذي حاول في عام 1606 نسف مبنى البرلمان الإنجليزي بالتعاون مع مجموعة من الثوار، فارتدوا أقنعة تخفي شخصياتهم، لكن المؤامرة اُكتشفت قبل تنفيذ العملية، وأعدم فوكس قبل الهجوم على البرلمان. وفي عام 2005، استلهم المخرج جيمس مكتيجو شخصية فوكس لإنتاج فيلم أميركي شهير باسم “في فور فانديتا”، فأصبح هذا القناع رمزاً للاحتجاج وانتقاد الأساليب القمعيّة للحكام تحت شعار “لا يجب أن يخاف الشعب من حكومته، ولكن يجب أن تخاف الحكومات من الشعوب”.
وبما أنّ السعوديّة قلقة من أي معارضة لأساليب حكمها، باشرت بمنع هذا القناع، الّذي يعدُّ واحداً من إشارات المعارضة المتبعة.
فمع بداية الثورات العربية في 2011 انتشر القناع بشكل كبير في بلدان “الربيع العربي”، وأضحى رمزاً يرتديه الشباب المحتجون. وبينما غضت بعض الأنظمة الطرف عن دخول القناع لأسواقها المحلية، سعت أخرى إلى حظره كمملكة البحرين، التي قررت سلطاتها حظر استيراد قناع “فانديتا” الثوري بعد اتساع رقعة استخدامه في الاحتجاجات التي بدأت مطلع فبراير/شباط 2011، لتفادي أضرار الغازات المدمعة وإخفاء شخصياتهم الحقيقية.
أثار هذا القرار موجة من التعليقات المتضاربة في موقع التواصل الاجتماعي تويتر تحت هاشتاغ #منع_قناع_فانديتا. حيث غرّد أحدهم: “من السخافة منع أي شيء الآن (خلاص العيال كبرت)” واعترض ثانٍ: “يبدو أن مسؤولي وزارة الداخلية تابعوا الفيلم وخافوا من الشعب”، كذلك سخر آخر مغرداً: “اليوم منع_قناع_فاندينا بكرة يمنعون الحشيش حسبي الله ونعم الوكيل، أين حقوق المستهلك؟”
آراء مختلفة مؤيدة أو معارضة لمنع قناع فانديتا في السعوديّة. الأخيرة تسعى جاهدةً للقضاء على كلّ رمز يدلّ على النقمة. تحسباً من أن تنال نصيبها من الثورات، فتشمت بها الدّول الّتي عانت من تدخلاتها لإشعال الفتن في المنطقة.
هي منعت تداول القناع في أسواقها، لكن رغم ذلك لن تستطيع يوماً أن تمنع فكراً مناهضاً سيؤول بها إلى المذلّة.