السعودية تخسر في اليمن!
موقع إنباء الإخباري ـ
زينب حمود:
تزامن تقدم أنصار الله جغرافيا في الحديدة وإب، وإشتعال جبهة البيضاء بينهم وبين عناصر القاعدة، وتصعيد الإحتجاجات في جنوب اليمن المطالبة بالإنفصال عن الشمال، مع وصول التقارب السعودي الإيراني إلى طريق مسدود، يوصلنا إلى نتيجة أولية وقد تكون حتمية، السعودية تخسر معركتها مع إيران في الساحة اليمنية.
بعد أن فرّطت السعودية بورقة حزب الإصلاح المدعوم من قبلها سابقا، للتخلص من إخوان اليمن كما فعلت في مصر، وبعد أن أدركت أن ورقة الرئيس اليمني عبد ربه هادي غير مجدية في ظل عجزه عن إدارة الدولة وفرض القرارات على أنصار الله، تعتمد السعودية اليوم على ورقة القاعدة لمحاربة الحوثيين، إلا أن أنصار الله تثبت جدارتها حتى الآن في إحراق تلك الورقة.
تسلسل الأحداث خير دليل على ما تقدم. سجلت أكثر من حادثة للقاعدة في البداية، ثم هدأت تحركات التنظيم الإرهابي مع فرص نجاح التقارب السعودي الإيراني. وما إن ضاعت آمال أية فرصة في التقارب، إشتعلت الساحة اليمنية بأكثر من حادثة لتفلت خيوط المعركة من يد السعودية لصالح محور إيران المتمثل بأنصار الله.
أولا، عين رئيس للوزراء سيشكل حكومة وحدة وطنية هو رئيس النفط السابق خالد بحاح، بموافقة أنصار الله والأطراف السياسيين كافة. أول ورقة راهنت عليها السعودية سقطت، أنصار الله إختارت الإسم والرئيس هادي فشل في إتخاذ قرار أحادي.
ثانيا، حركت السعودية ورقة القاعدة، فإشتعلت المواجهات من جديد في محافظة البيضاء، وأسفرت الإشتباكات عن مقتل خمسة مسلحين حوثيين وستة عناصر تابعين للقاعدة. وعلى الرغم من كثافة الاشتباكات واستهداف المنازل التابعة لأنصار الله في المحافظة، لم تستطع العناصر الإرهابية التوغل داخلها أو السيطرة على مدينة من مدنها.
ثالثا، يتقدم أنصار الله جغرافيا في المحافظات يوما بعد يوم. الأهم من ذلك وصولهم إلى مدينة الحديدة الساحلية وسيطرتهم على مينائها المطل على البحر الأحمر. وبعد محاولات للسيطرة على الميناء الاستراتيجي في الأيام الماضية، تمكنّ مسلحو الحركة من الانتشار في مطارها ومينائها ومرافقها الحيوية من دون مقاومة تُذكر.
وقال مسؤول عسكري قريب من أنصار الله في وقتٍ سابق، إن الحديدة هي “مرحلة أولى في طريق توسيع وجود الحركة عبر اللجان الشعبية على طول الشريط الساحلي وحتى مضيق باب المندب، على مدخل البحر الأحمر وخليج عدن”.
هكذا تسعى الحركة إلى السيطرة على المضيق، وإذا حصل ذلك، سيشكل الأمر إنتصارا مهما لطهران، وفي المقابل يعد ذلك خسارة كبرى للرياض.
بالتوازي مع ذلك، تتقدم الحركة باتجاه محافظة مأرب، المحافظة الغنية بالنفط، كما سرت معلومات عن سيطرتهم على مدينة إب جنوبي صنعاء.
رابعا، في جنوب اليمن، وعلى الطريقة الحوثية، أعلن عن بدء إعتصام مفتوح في محافظة عدن في الذكرى الواحدة والخمسين لإنطلاق ثورة الرابع عشر من أكتوبر ضد الإستعمار البريطاني. كما أعلن الحراك الجنوبي المنادي بفك الإرتباط والعودة إلى دولة ما قبل الوحدة عن خطوات تصعيدية وخارطة طريق تفضي إلى تحقيق هدفه في غضون شهر ونصف الشهر. ليس هذا فحسب، طالب الحراك الشركات العاملة في تنقيب النفط والغاز، وقف العمل في المحافظات وعدم توريد الثروات إلى السلطات اليمنية، وطالبتها بالتعامل مع ممثليها المختصين في هذا الجانب. وعلى إثر ذلك، ستتكبد السعودية خسائر فادحة إن خسرت النفط اليمني.
هكذا، كرت سبحة الإنتصارات لأنصار الله، رغم إستخدام المملكة العربية السعودية أوراقها كافة. وتبقى ورقة القاعدة الورقة الأخيرة المعتمد عليها.
هكذا، من المرجح أن تشهد البلاد موجة عنف إرهابية في الأيام المقبلة.