الرئيس عون: لبنان تفادى امتداد الحروب حوله بفضل التضامن الوطني لابنائه
اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان لبنان تفادى امتداد الحروب التي تدور حولنا “بفضل التضامن الوطني الذي عبر عنه ابناؤه، فحافظوا بذلك على وحدة وطنهم وحموه من النار التي اندلعت حوله”. وشدد الرئيس على ان هذه الوحدة هي التي تعزز الاستقرار والامن في البلاد التي تستقطب العديد من المؤتمرات واللقاءات الدولية، اضافة الى حركة سياحية متنامية خصوصا من الدول الاوروبية والخليجية.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وفداً من بحارة “طريق لبنان” La route du Liban، برئاسة القبطان الفرنسي جان ماري فيدال Jean Marie Vidal، الذين يزورون لبنان ضمن رحلة يقومون بها إلى شواطىء البحر الأبيض المتوسط تحت عنوان “دعم حرية المجموعات الدينية التي تعيش سوية في الشرق ورفض اضطهاد اي منها”، وذلك بحضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، والسفير خليل كرم، والمستشار الاعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
السفير كرم
في مستهل اللقاء تحدث السفير كرم فقال :” استقبلنا امس في مرفأ جونية 150 بحاراً جاؤوا على متن 32 مركبا شراعيا من مدينة مرسيليا الفرنسية، التي انطلقوا منها قبل 3 اسابيع، ومعظمهم مطلع على مسيرة فخامتكم، وذلك بهدف دعم الفئات المضطهدة في الشرق، وهم يعرفون مدى اهتمامكم بهذه القضية العادلة والنبيلة”.
القبطان فيدال
ثم تحدث القبطان فيدال معتبرا ان استقبال الرئيس عون للوفد يعكس الاهتمام الذي يوليه لشهادة أعضائه، “هذه الشهادة المرتكزة على تأكيد حقوق الاشخاص بعيش معتقداتهم وثقافتهم بحرية، كما التأكيد على انه لا يحق لأحد او لنظام بان يفرض افكاره بالقوة على الآخرين”. وأضاف:” نحن نعرف ان هذا الشرق قريب منا جغرافيا ولا يفصلنا عنه سوى المتوسط، وفي الوقت نفسه هو بعيد جدا، وهناك الكثير لنتعلمه عنه. ان بلادكم هي مثال لكيفية عيش المجموعات مع بعضها البعض، ونتمنى ان تقتدي بكم البلدان المجاورة”.
حمادة
وبعدها تحدث احد اعضاء الوفد السيد خالد حمادة معتبرا أن القصر الجمهوري لم يعد فقط بيت الشعب اللبناني بل بيت شعوب العالم، وقال :”احببنا في موسم الصيف ان نؤكد ان الفرنسيين والشعوب الاوروبية لا خوف لديهم من المجيء الى لبنان، ويعرفون من هو اليوم على رأس البلاد، فلدينا الرئيس القوي الذي حلمنا به كلبنانيين منذ زمن بعيد”.
جريصاتي
وتحدث بعد ذلك الوزير جريصاتي مرحبا بالوفد في لبنان، وقال :” انتم اليوم في القصر الجمهوري في حضرة رئيس تميز بمسيرة نموذجية تشبه الى حد ما مسيرة محرر فرنسا الجنرال شارل ديغول. نحن هنا لأن ديمقراطيتنا انتصرت على كل التحديات، وحققت واقعا يعكس الوحدة الوطنية، عبر حكومة الاقوياء الذين انطلاقا من مجموعاتهم يتخطون خصوصياتهم للوصول الى توافق وطني”.
ولفت جريصاتي الى بعض ما حققه رئيس الجمهورية في الفترة الماضية، من اقرار قانون نسبي للانتخابات افضى الى مجلس نيابي يمثل بنسبة 90 % المجموعات المكونة للمجتمع اللبناني، لافتا الى ان طموح الرئيس عون الوصول الى بلد علماني مع الحفاظ على غنى خصوصيات المجموعات اللبنانية.
الرئيس عون
وفي الختام تحدث الرئيس عون مرحبا بالوفد، ولافتاً الى التاريخ الطويل من الصداقة والاخوة والتحالف الذي يربط لبنان بفرنسا، وشاكرا اعضاء الوفد على مبادرة الصداقة والدعم المعنوي التي يقومون بها تجاه لبنان. واشار الى ان فرنسا ادارت وجهها في الفترة الاخيرة صوب المحيط الاطلسي وعليها اليوم ان تديره صوب البحر المتوسط.
ومن جهة اخرى تحدث الرئيس عون عن الحرب التي تدور حولنا، والتي استطاع لبنان تفادي امتدادها الى اراضيه بفضل التضامن الوطني لابنائه.
رئيس مجلس القضاء الاعلى
الى ذلك، كانت لرئيس الجمهورية لقاءات عدة تناولت مواضيع قضائية وتربوية وانمائية.
قضائيا، استقبل الرئيس عون رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد الذي عرض معه اوضاع القضاء وعمل المحاكم. وشكر القاضي فهد رئيس الجمهورية على حضوره الاحتفال الذي اقيم لمناسبة اليوبيل المئوي لمحكمة التمييز في لبنان، واطلعه على القرارات والتوصيات التي صدرت عن المؤتمر الذي عقد للمناسبة بمشاركة رؤساء محاكم التمييز في عدد من الدول العربية والفرانكوفونية.
كذلك اطلعه على نتائج اجتماع شبكة محاكم التمييز الفرانكوفونية التي انتخبت القاضي فهد رئيسا لها، وعلى اطلاق شبكة محاكم التمييز العربية التي اتخذت من بيروت مقرا لها، واشار الى اطلاق مشروعي المكننة والارشفة بالتعاون مع السفارة الاميركية في بيروت.
واوضح القاضي فهد ان البحث مع الرئيس عون تناول ايضا وضع حجر الاساس لمبنى محكمة بعبدا، والصعوبات التي تواجه مبنى محكمة جونيه. وخلال اللقاء قدم القاضي فهد لرئيس الجمهورية الطابع البريدي الخاص الذي صدر لمناسبة اليوبيل المئوي لمحكمة التمييز والمنشورات الخاصة بالمناسبة.
رابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية
واستقبل الرئيس عون وفد رابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية برئاسة رئيس الهيئة التنفيذية للرابطة الدكتور يوسف ضاهر الذي القى كلمة عبر فيها عن تقدير اساتذة الجامعة لجهود رئيس الجمهورية ماضيا وحاضرا ومستقبلا، واضعا اساتذة الجامعة بتصرف الرئيس عون ” للمساعدة في ورشة البناء الكبيرة التي اطلقتموها منذ تسلمكم سدة الرئاسة”.
واضاف الدكتور ضاهر: ” نحن نتساءل كاساتذة نملك كل المهارات، لماذا تستغني الدولة عن خدماتنا وخبراتنا، وذلك منذ نشأة الجامعة تقريبا؟ بينما عشرات الاف الخريجين يعملون في الداخل والخارج ويشكلون اهم اركان البناء اللبناني في الاقتصاد والعيش الوطني والوجه لحضاري، ونرى ان السلطات المتعاقبة كانت دائما لا تعير اهتماما كبيرا لهذه الجامعة التي هي ثاني اكبر مؤسسة بعد الجيش الوطني، اذ فيها ما يقارب مئة الف مواطن بين طالب واستاذ وموظف. ولهذا سميت بحق الجيش الوطني الثاني، لما لها من دور وطني جامع مساعد على تعزيز الوحدة الوطنية بين الطلاب وبين الاساتذة وبين الموظفين داخل الكليات والفروع في كل اصقاع الوطن”.
وقال : “هذه الجامعة يا فخامة الرئيس، رغم مشاكلها الكبيرة، ما زالت تعطي افضل والمع الشهادات وبشهادة الجامعات الكبرى والشركات والمؤسسات التي توظف خريجي الجامعة الوطنية. لكن عدا شهاداتها، فهي بحاجة لعناية الدولة الفائقة على جميع الصعد. ففيها مجمع جامعي واحد في الحدث وربع مجمع في الفنار وربع مجمع جديد في رأس مسقا جنوب طرابلس. اما في باقي المناطق في الجنوب والبقاع وجبل لبنان وعكار، فالجامعة تستأجر مبان مهلهلة متصدعة وبمبالغ طائلة تصل الى حدود الــ 20 مليار سنويا. فلا وجود لمسكن جامعي للطلاب ولا منح تعليمية لهم ولا ملاعب ولا انترنت مقبول، وغالبيتهم يأتون من عائلات متواضعة”.
وطالب ضاهر بتعيين عمداء جدد ليستقيم العمل في مجلس الجامعة، وتحقيق لامركزية تكاملية لكي تهون وتتسرع مهماتها في المناطق البعيدة، وهي بحاجة لقانون جديد ولنظام مالي جديد بعد مرور اكثر من 50 عاما على قانونها الحالي. بحاجة لاستقلالية اقرها القانون لها كما اقرتها توصيات مؤتمر الاونيسكو التي وافق عليها لبنان”.
واورد ضاهر سلسلة مطالب سبق ان عرضت مع وزير التربية والتعليم العالي وتمت الموافقة عليها.
الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد ومشددا على اهمية الجامعة اللبنانية للبنان ككل وحاجتها تاليا الى التطوير في ظل وتيرة تقدم العلوم السريعة التي لا تنطبق بالضرورة على عملية تطوير الجامعة. واذ اعاد التأكيد على ارث لبنان الثقيل من الدين العام، فانه اعتبر ان ما يعترض العمل على تحسين اوضاع الجامعة هو، وبالدرجة الاولى، الوضع المالي الراهن ذلك انه حيث لا مال لا امكانية لتحسين الوضعين الاقتصادي والتعليمي، كما تنتفي امكانية التجديد عامة.
ونوه الرئيس عون بمستوى بعض كليات الجامعة اللبنانية التعليمي العالي والتي يتفوق طلابها في عدد من الجامعات الاوروبية، لافتا الى ان هؤلاء الطلاب هم بمعظمهم ليسوا من ميسوري الاحوال، بل عصاميون يسعون الى العمل والاجتهاد كي يحققوا مبتغاهم، مشددا على ان هؤلاء العصاميين هم من يتكل عليهم في النهوض بالمجتمعات لحرصهم على الاستمرار بمسيرتهم واجتهادهم في العمل كما على مقاعد الدراسة.
وختم الرئيس عون بالاشارة الى اختلاف الجامعة اللبنانية عن سائر الجامعات في لبنان من ناحيتي عدد طلابها ونوعيتهم، لافتا الى متابعته وسعيه الدائمين لتعزيز اوضاعها، متمنيا ان ينعكس تحسن الاوضاع الاقتصادية في البلد في المقبل من الايام تحسنا في اوضاعها وتطويرا لكلياتها.