الرئيس عون استقبل وفد مجلس كنائس الشرق الاوسط: اسرائيل تمارس سياسة التهجير بحق المسلمين والمسيحيين معاً
[ad_1]
استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عند الثالثة بعد الظهر في قصر بعبدا، وفد مجلس كنائس الشرق الاوسط الذي ضم رؤساء وممثلي الكنائس في الشرق اضافة الى شركاء وداعمي المجلس من كنائس اوروبا واميركا وكندا.
السيدة ثريا بشعلاني
وألقت القائمة بأعمال الامين العام للمجلس السيدة ثريا بشعلاني كلمة شكرت فيها الرئيس عون على استقبال الوفد، وقالت: “ان هذا المجلس الذي يترأسه غبطة بطاركة الشرق وقدس القساوسة، يمثل امامكم برؤسائه او ممثليهم القس حبيب بدر عن العائلة الانجيلية، سيادة المطران جورج صليبا ممثلاً غبطة البطريرك اغناطيوس افرام رئيس العائلة الارثوذكسية الشوفية، سيادة المطران كيال ممثلاً غبطة البطريرك يوحنا العاشر رئيس العائلة الارثوذكسية، واخيراً وليس آخراً سيادة المطران صياح ممثلاً غبطة البطريرك ساكو رئيس العائلة الكاثوليكية، كما حضر ايضاً شركاء وداعمي المجلس من كافة كنائس اوروبا واميركا وكندا.
انكم، واذ طالبتم بأن يكون لبنان مركزاً عالمياً لحوار الثقافات والديانات، كما انكم استضفتم عيد البشارة في صرحكم، فإنكم لتدركون ومؤمنون برسالة لبنان والشرق الاوسط وبخاصة دور المسيحيين فيه واهمية حضورهم ورسالتهم.
ان مجلس الكنائس منذ نشأته سنة 1974، يعمل على الحوار المسكوني بين الكنائس والحوار الاسلامي- المسيحي ودعم قضايا العدل والسلام في المنطقة، وبالتالي فهو الى جانبكم والى جانب كل المسؤولين السياسيين والمدنيين في المنطقة الذين يشاركونه اهدافه ورسالته، ويطلب منكم الوقوف الى جانبه في رسالته وعمله”.
القس بدر
ثم تحدث عضو اللجنة التنفيذية للمجلس، القس حبيب بدر شاكراً الرئيس عون على الاستقبال ومثنياً على الدور الذي يقوم به من اجل لبنان عموماً، ودعمه للوجود المسيحي في المشرق بشكل خاص، مشددا ًعلى استعداد المجلس وضع امكاناته في سبيل المساعدة على تحقيق هذه الاهداف.
الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحباً بالوفد، لافتا الى ان ازمة مسيحيي المشرق “نتجت عن الخلل في التوازن في الشرق الاوسط الذي تسبب به الارهابيون من خلال اشاعتهم اجواء من التعصب شملت المسلمين والمسيحيين على حد سواء، لذلك فان المحافظة على المسيحيين يتم من خلال تشجيع الاسلام المعتدل، ومساعدتهم محليا”.
واضاف الرئيس عون: “يعتقد الناس ان التوازن السكاني هو سبب هجرة المسيحيين، الا ان الازمة في اغلبيتها كانت اقتصادية. ان التطهير العرقي لم يحصل في الدول العربية، بل بدأ في اسرائيل. والسؤال هو لماذا هاجر المسيحيون من هناك وكم بقي منهم في القدس، واحد في المئة؟ منذ اقامة اسرائيل في المشرق وهي تمارس سياسة التهجير ليس فقط للفلسطينيين وللطائفة الاسلامية، بل للطائفة المسيحية ايضاً بعد تجريد ابنائها حقوقهم السياسية ومعاناتهم من ازمة اقتصادية، فيما تستمر اسرائيل باضطهادها للاديان، وحاولت فرض ضرائب على الكنيسة السريانية ولكن التحركات المناهضة لهذا التدبير نجحت في احباط الامر، وكل هذه الاسباب تشكل حقيقة ازمة النزوح المسيحي من الشرق.”
وتابع رئيس الجمهورية: “ان الوضع الاقتصادي والتمييز العنصري في اسرائيل لا يساعدان على ابقاء المسيحيين في اسرائيل، وفي مصر ايضاً، قامت مجموعات متطرفة باستهداف المسيحيين الذين نزح قسم كبير منهم بفعل هذه الاعتداءات، رغم اصرار الدولة المصرية على محاربة هذه المنظمات الارهابية ومواجهتها. إن استهداف المسيحيين لا يقتصر على الشرق، بل في كل دول العالم، ولكن الشرق يحمل معنى رمزياً اساسياً لهم لانه نقطة انطلاقهم، ولا يمكن تصوّر الوجود المسيحي اذا اضمحل هذا الحضور في فلسطين، فأي وجود سيكون من دون كنيسة القيامة وكنيسة المهد والقبر المقدس… فهذه هي ينابيع المسيحية، وجفافها يشكّل الخطر الحقيقي الذي يواجه المسيحيين اليوم، لان هجرتهم بسبب الحروب قد تنتهي بعودتهم الى ارزاقهم في حال توفر الحل السياسي السريع.”
وقال الرئيس عون:” ان وضع المسيحيين في لبنان يبقى الافضل في المنطقة، ولكن هناك خطر يتهدده ايضاً يتمثل بأزمة النازحين السوريين، وما تشكله من خطر في ظل اصرار الامم المتحدة على ربط عودتهم بالحل السياسي رغم وجود اكثر من 80 في المئة من المناطق التي يسودها الهدوء في سوريا، وهو امر غير منطقي لان لا مهلة محددة لهذا الحل وقضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان خير شاهد على ذلك. لذلك، ادعوكم الى رفع اصواتكم اينما كنتم في العالم، من خلال كنائسكم، للتحذير من ان لبنان في خطر بسبب النازحين السوريين الذين بلغ عددهم مليون و850 الف نازح ناهيك عن اللاجئين الفلسطينيين، ونحن نعمل على حل لهذا الموضوع مع الحرص على عدم وجود اي خطر محدق بالعائدين.”