الرئيس الأسد: الشعب السوري وحده فقط يحدد من يبقى أو لا وأي كلام مخالف لا نكترث له
وفي مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الرسمي الهولندي، أوضح الأسد أنّ “السياسة الغربية تجاه ملف مكافحة الإرهاب غير موضوعية وغير مستقرة، ولذلك فهي غير مثمرة وتحدث أثراً عكسياً”، مشيراً الى أنّ “دافع بعض الدول الأوروبية في محاربة تنظيم “داعش” هو الخوف وليس القيم بينما يجب أن يكون الأمر مسألة مبدأ مستقر ومستدام”، لافتاً إلى أنّ “العديد من المسؤولين الأوروبيين باعوا قيمهم مقابل البترودولار وسمحوا للمؤسسات الوهابية السعودية بجلب الأيديولوجيا المتطرفة إلى أوروبا وهو ما جعلها مصدراً للإرهاب إلى سورية”.
الرئيس السوري بشار الأسد
وبيّن الأسد أنّ “محاولات تسويق الأزمة على أنها متعلقة بوجود الرئيس هي لتضليل الرأي العام”، مؤكدًا أن “الشعب السوري وحده فقط يحدد من يبقى أو لا وأي كلام من الخارج حول ذلك لا نكترث له أيا كان الطرف الذي صدر عنه”، مشدداً على أنّ “مسألة محاربة الإرهاب يجب أن تكون مبدأ مستقراً ومستداماً وليست مجرد رد فعل سببه الخوف”، وأشار في السياق نفسه الى أنّ “السياسة الأوروبية جزء من السياسة الأمريكية وليست مستقلة”.
وفيما أكّد أنّ “انتهاء الأزمة مرتبط باتخاذ التدابير اللازمة لوقف تدفق الإرهابيين ووقف الدعم اللوجيستي لهم”، لفت الأسد إلى أن ّ”سبب الهجرة من سورية هو الإرهاب والحصار الغربي عليها وأن معظم من هاجر يحبون سورية ومستعدون للعودة إليها”، وموضحاً أنّ “أغلب السوريين باتوا يؤيدون حكومتهم اليوم بصرف النظر عن انتمائهم السياسي وما زالوا يؤيدون وحدة سورية وسلامة مجتمعها”.
ورداً على سؤال حول الدعوة المتكررة التي توجهها الولايات المتحدة له بالرحيل والتي نُسفت بالأمس عبر اعلان وزير الخارجية جون كيري إنه قد لا يترتب على الأسد الرحيل فوراً، ردّ الرئيس السوري ساخراً “شكراً لهم لقولهم هذا.. لقد كنت أحزم أمتعتي وأحضر نفسي للرحيل.. أما الآن فيمكنني أن أبقى.. إننا لا نكترث لما يقولونه.. إنهم يقولون الشيء نفسه منذ أربع سنوات.. هل تغير شيء فيما يتعلق بهذه القضية… لم يتغير شيء.. إذا.. هذه قضية سورية.. وسواء كان المتحدث أوباما أو الولايات المتحدة.. أو أوروبا.. أو أي بلد آخر.. فإننا لا نكترث لذلك.. طالما أراد السوريون أن يظل هذا الرئيس أو أي رئيس آخر في سلطة فإنه سيبقى.. وبالتالي.. فأن يقولوا أن على الرئيس الرحيل الآن أو بعد ستة أشهر أو ست سنوات.. فإن هذا ليس من شأنهم.. بكل بساطة”.
وحول الطرف المستعد لتقديم الحلول فيما يتعلّق بالأزمة، قال الأسد : “روسيا وإيران وحلفاؤهما والبلدان الأخرى التي تقدم الدعم السياسي للحكومة السورية أو الشرعية السورية وحدهم قادرون على ذلك.. أما في الغرب فليس هناك أي طرف مستعد لذلك.. هناك بلدان قليلة مستعدة لذلك.. لكنها لا تجرؤ على التواصل مع سورية لحل المشكلة ما لم تفرض الولايات المتحدة أجندتها عليهم وعلينا”.