الرئاسة والحوار المطلوب
موقع قناة المنار-
أحمد شعيتو:
جلسة جديدة لمجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية انعقدت اليوم وكانت كسابقاتها لناحية عدم الوصول لنتيجة.. وفي ظل التوازنات في المجلس النيابي والتي تمنع اتيان اي فريق سياسي برئيس جمهورية فلا بد من التفاهم الاوسع الذي يؤمّن النصاب ثم غالبية الاصوات لمرشح رئاسي…
ويبقى طريق التفاهم هو الحوار الداخلي وليس انتظار توصيات خارجية من هنا وتدخلات من هناك ورضا من هنالك.. فقد اثبتت التجارب ان التدخلات الخارجية اوصلت البلاد الى مزيد من الازمات وتفاقمها لتضاف الى عقلية المناكفة او المحاصصة او التحدي السياسي، اما الازمة الاقتصادية والمالية الكبرى التي سببتها السياسات المالية الخاطئة والفساد والتدخلات الخارجية فتفترض الاسراع في انجاز هذا الاستحقاق الاساسي سبيلا لانتظام عمل المؤسسات الدستورية بالشكل السليم..
واكدت مصادر المنار في هذا الاطار ان مقترح الحوار سيفعّل في العام الجديد على قاعدة أنه طريق الوصول الأقرب إلى خط نهاية الاتفاق على شخصية رئاسية ..
وفيما ينتظر البعض زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون الى لبنان خلال الايام المقبلة لتحقق خرقا في جدار الازمة فإن المطلوب اولاً وقبل كل شيء قرارا بالتفاهم الداخلي واستشعارا بخطورة الاوضاع المالية والاقتصادية والاجتماعية التي تحتم على المسؤولين جدية التعاطي في هذا الملف، لا سيما ان التدخلات الاميركية والضغوط لا تزال مستمرة على لبنان نحو مزيد من التأزم السياسي والانهيارات الاقتصادية ومصادرة قراراته السيادية.
وكان نائب وزير الخارجية الاميركي السابق ديفيد هيل الذي يحمل حاليا صفة مدير مركز ويلسون للابحاث جال في لبنان وحملت تصريحاته مؤشرا على استمرار الضغوط والتبشير بانهيارات اضافية كما بشرت من قبل نائبة وزير الخارجية الاميركي باربرا ليف وقال أنه “علينا العودة إلى بيان الدول الصديقة في نيويورك، والذي يدعو إلى انتخاب رئيس للجمهورية واعتماد المعايير المناسبة التي يطلبها صندوق النقد الدولي وغيره من المؤسسات كالبنك الدولي، وبدون إصلاحات الصندوق المطلوبة سيكون الانهيار”.
وكان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم اكد ان “على الكتل النيابية أن تتوافق مع بعضها، وأن يتفاهم النواب على حد أدنى من التفاهم، فالبعض يستنكر التفاهم، ونقول له هل أنه قادر على القيام بأي شيء بدون تفاهم؟”.
وأكد نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب امس أنه لا يمكن الخروج من الأزمة الحالية في لبنان من دون اللجوء إلى طاولة حوار للتفاهم على القضايا الاساسية وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية.
اذاً المطلوب قرارات داخلية ومصلحة لبنانية وليس استمرار الانتظار والارتهان، فالتفاهم فهو السبيل لقطع الطريق على التدخلات والتحريض ووضع البلد في محطة التفاهم على سكة الحلول.