الرؤية المالية ـ الاقتصادية في الانتخابات الرئاسية اللبنانية
موقع العهد الإخباري-
د. زكريا حمودان:
يعيش لبنان مرحلة مالية ـ اقتصادية دقيقة جدًا، فبعد الانهيار المالي والحصار الاقتصادي المفروض على الوطن بشكل ممنهج بات واضحًا أننا نعيش في ظل واقع مالي مُبهم. هذا الواقع المُبهم يتزامن مع انتخابات رئاسة الجمهورية والتي تعتبر اليوم مدخلًا نحو عهد جديد لديه أوراق رابحة يستطيع البناء عليها على المستوى المالي والاقتصادي، لكن اذا لم يكن لدى الشخص الذي سيصل الى رئاسة الجمهورية رؤية مالية ــ اقتصادية واضحة ومتناسقة مع واقعنا الحالي، فلن يتمكن من حصد أي نتائج.
فما أسس الرؤية المالية ــ الاقتصادية في الانتخابات الرئاسية اللبنانية؟
قراءة الواقع المالي قبل البدء بتقديم الحلول
أي شخصية تسعى للوصول الى رئاسة الجمهورية اليوم عليها أن تمتلك قراءة شاملة ودقيقة للواقع المالي في لبنان منذ توقيع اتفاق الطائف حتى يومنا هذا، مع أهمية التركيز على مختلف المراحل المالية التي مرّت، وضرورة التوقف عند مختلف الثغرات التي رافقت انزلاق لبنان نحو الميزان التجاري السلبي.
هذه القراءة للواقع المالي تعطي حتمًا رؤية حول أفق الحلول التي يجب البناء عليها والتي تكون بداية وليست حلولًا كاملة، لأن الكمال يبدأ عند القدرة على وضع لبنان على خط التعافي الحقيقي.
استكمالًا للواقع المالي، يجب أن يكون لدى الرئيس الجديد قرار حاسم حول مصير حاكم المصرف المركزي من جهة، وكيفية النظر لحلول الواقع المالي عبر شخصية قادرة على تقديم حلول علمية ووطنية داخل المصرف المركزي في آنٍ معًا.
تحديد موقف المرشح من الواقع الاقتصادي الحالي وكيفية بناء اقتصاد مقاوم
تأتي مقاومة الحصار الاقتصادي في مقدمة البنود التي يجب أن يجيب عليها أي مرشح طامح لقيادة البلاد، خاصة أنه يجب أن يتماهى مع رئيس للحكومة يشبه وجه لبنان المقاوم. وهنا يعتبر الملف الاقتصادي بالملف الأساسي وليس بالتفصيل البسيط خاصة بعد انتصار المقاومة في تثبيت حقوق لبنان المائية وكسر الاحتكار في ملف التنقيب عن الغاز. لذلك نحن اليوم نحتاج الى رئيس للجمهورية لديه رؤية ثابتة في الملفات الاقتصادية التي تتعلق في رئاسة الجمهورية، خاصة تلك المتعلقة بأي حصار أو محاولة فرض شروط محددة في المرحلة المقبلة.
الانفتاح الكلي في جميع الاتجاهات
تشكل عملية الانفتاح اللبناني تجاه الدول التي تتعرض لعقوبات أمريكية جائرة عقبة أمام أي شخصية تسعى للوصول إلى رئاسة الجمهورية خاصة أن لبنان يمتلك عناصر قوة شبيهة بعمليات كسر الحصار المتعددة التي حصلت في العالم، فكيف اذا كان هذا الرئيس سيأتي اليوم بعد اتفاق تعيين الحدود الذي أعطى ضمانات عديدة يعول عليها في المرحلة المقبلة على المستوى المالي والاقتصادي؟
في الخلاصة، من يريد الوصول الى رئاسة الجمهورية اليوم عليه أن يمتلك رؤية مالية واقتصادية غير تقليدية وذلك لسببين أساسيين هما:
١ــ النموذج اللبناني ليس تقليديًا، بالتالي الرؤية الاقتصادية والمالية يجب أن تكون من رحم لبنان وتركيبته المقاومة وابعادها.
٢ــ يوجد في لبنان ثروة واعدة، بالتالي ان المستقبل المالي واعد، لذلك يحب ان يكون لدى المرشح لموقع الرئاسة رؤية وطنية شاملة للحقبتين السابقة والمقبلة.