“الحوار طار” بعد رفض “القوات” و”التيار”.. ولبنان مقبل على أيام عصيبة
وكالة أنباء آسيا-
زينة أرزوني :
“طار الحوار”، هذا ما أكدته مصادر نيابية مقربة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، مشيرة الى أنّه بعد تمنع “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” عن الحوار، سوف تكون جلسة الخميس حصراً لانتخاب رئيس للجمهورية.
ومع تطيير الدعوة الثانية للحوار، تكون اخر فرصة لإمكانية جمع الأفرقاء السياسيين للتشاور والتوصل الى تسوية رئاسية داخلية قد “ذهبت مع الريح”، بحسب ما أكدت المصادر لوكالة انباء اسيا، مشيرة أنّ ذلك وإن دلّ على شيء فهو يدل على ان فترة الشغور الرئاسي طويلة جداً، في ظل حالة الجمود التي تسيطر داخلياً، وانشغال الدول المؤثرة بالملف اللبناني بإهتماماتها ومشاكلها وأولوياتها.
“الفراغ الرئاسي سيمتد لسنوات وليس لشهور”، هذا ما كشفه الديبلوماسي الأميركي السابق ديفيد هيل الذي يزور لبنان بصفته رئيساً لـ”مركز ويلسون للدراسات” في لقاء خاص جمعه مع عدد من الاصدقاء، قبل ان يسارع الى نفيه، ولعل هذا الكلام يدل على ان لبنان مُقبل على ايام عصيبة بحسب المصادر السياسية، مرجحة ان الفلتان الامني سيعم مختلف المناطق اللبنانية، نتيجة للازمة الاقتصادية الضاغطة على اعصاب اللبنانيين وعلى جيوبهم، مستشهدة بحادثة القتل التي جرت بدم بارد في طرابلس امس على افضلية مرور.
وبعد كلام هيل عن أنّ كل الدعوات للحوار هي مضيعة للوقت لأن التجارب السابقة لا تشجع، أعلنت “القوات اللبنانية” رفضها دعوة بري إلى الحوار، وطالبته بسحبها ودعوة المجلس إلى عقد جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية، لافتة في الوقت عينه إلى عدم رفضها مبدأ الحوار “عندما يُعقد في زمانه الصحيح”.
وعن الدعوة للحوار، علق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قائلاً: “اجريت في لبنان منذ العام 2006 لغاية يومنا هذا ما لا يقل عن 7 أو 8 طاولات حوار، وأول طاولة في العام 2006 استمرت أولى جلساتها لأسبوع كامل، كنا ننام قرب المجلس النيابي”.
واكد ان جلسات الحوار في لبنان عقيمة، لافتاً الى انه “منذ أيام الفراغ الرئاسي بين عامي 2014 و2016، أريد تذكير الجميع أنه عقدت طاولة حوار في المجلس النيابي في ظل الفراغ وانتهت إلى لا شيء. وبالتالي تجاربنا مع طاولات الحوار في لبنان باتت معروفة، لم تتخذ قرارات ولم نستفد منها بشيء”.
موقف “القوات” و”التيار الوطني الحر”، المقاطع والرافض للحوار، أفشله قبل أن يبدأ باعتبارهما الكتلتيْن المسيحيتين الأكبر في البرلمان، وانطلاقاً من هذا دعا عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل ابو فاعور، كل القوى التي أعلنت رفضها للحوار الى إعادة النظر وقراءة موقفها وإعادة مناقشة هذا الامر لأنه لا بديل عن الحوار، بحسب تعبيره، مؤكداً ان الحوار لا يتناقض مع الآلية الدستورية لإنتخاب رئيس الجمهورية ولا يلغي الآلية الدستورية”.
بدوره، اكد عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله ان الحوار أُجهِض من قبل أطراف سياسية معنية مباشرة به، مشيراً الى انه “كان واضحا من الكلام الذي سمعناه في اليومين الأخيرين وبيانات الأمس ان كتلاً سياسية كبرى معنية مباشرة بالاستحقاق الرئاسي لا تُحبّذ الحوار او لديها هواجس منه”، معبراً في الوقت نفسه ان ذلك لا يعني ان الحوار سيتوقف، متوقعاً ان يعقد الرئيس بري حوارات متفرقة، كاشفا انها قد تكون ثنائية وثلاثية ورباعية، بحسب تعبيره.