الحقيقة شيء واعلانها شيء آخر
موقع تيار المردة الإخباري ـ
مرسال الترس:
في خضم العصر “الداعشي” الذي تعيشه بعض دول منطقة الشرق الاوسط، وعلى هامش أزمة الغذاء التي رفع لواءها وزير الصحة وائل أبو فاعور، بدا واضحاً أن معظم اللبنانيين يتابعون المسلسل – الحقوقي – الآتي اليهم عبر القنوات الفضائية بكثير من اللامبالاة أو عدم الاكتراث، ليس لان قضية استشهاد الرئيس رفيق الحريري لا تعنيهم، ولكن لان مستغلي هذه القضية الشريفة قد دفعوا اللبنانيين بقوة الى أن يكفروا بالعدالة الدولية التي لا يبدو أن همها سوى ابقاء السيوف المسننة مسلطة فوق رؤوس اللبنانيين بكل تلاوينهم ومكوناتهم لأجل غير واضح.
فكلما تنفس اللبنانيون الصعداء لاجتيازهم حقبة من المراحل الصعبة المتلاحقة، إن على الصعد الامنية أو السياسية أو الاجتماعية، تشاء – الصدف ربما – أو لعلها المواقيت المبرمجة، لتعيدهم الى نقطة البداية المؤلمة الساعية الى نكء الجراح، وإذكاء الصراعات، وعلى ألسنة شخصيات – أكل على مصداقيتها الدهر وشرب – خصوصاً وأنهم هم انفسهم الذين صالوا وجالوا في تركيب واظهار شهود الزور الذين تحولوا الى مسخرة مساخر العدالة الدولية التي اسقطتهم من كفة ميزان عدالتها بقدرة قادر.
أما اذا كان ما يجري في تلك المدينة الاوروبية – الدولية هو لاعادة إحياء الاتهامات بشأن سوريا والمقاومة تلبية لرغبات مشبوهة، فإن اللبنانيين بأشد اللهفة لمعرفة حقيقة وخلفيات الزيارة التي قام بها نجل الشهيد الرئيس السابق للحكومة النائب سعد الحريري الى دمشق منتصف العام 2010 بهدف إعادة رسم العلاقة مع عاصمة المقاومة على أسس واضحة وواقعية، قبل أن يمحو النهار كلام الليل.
معظم المراقبين والمتابعين لتطور مراحل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان يرون أن كل ما يجري تظهيره في هذه المرحلة من عمر المحكمة الذي قد يطول ويطول وقد لا يجد نهاية في المدى المنظور، لان الحقيقة شيء واعلانها شيء آخر، لا يعدو كونه أكثر من مرحلة مستجدة من استلال السكاكين الطائفية والمذهبية لغرزها في جسم الوطن المثخن بالجراح أصلاً، ولكن باسلوب جديد عله يحقق تطلعات هذه الفئات التي لا يبدو أن لها هم سوى ابقاء الوطن معلقاً على صليب الازمات، وهذا بالتأكيد ما يسعى له الاعداء من دون كلل أو ملل.