الحالم العثماني والدعم الفرعوني
صحيفة البناء اللبنانية ـ
شبلي بدر:
كان ينقص رجب أردوغان، الحالم العثماني الجديد، في حكمه المنهك لبلاد الأناضول، دفعاً خارجياً يشد عزيمته ويسانده في عمالته العمياء للمشروع الصهيوني الغربي الأوروبي الأعرابي « الإسرائيلي» إلخ… كان ينقصه الدعم «الفرعوني» لينفض عن كاهله غبار الخيبات المتلاحقة من جراء تآمره على بلاد الشام من العراق إلى سورية فلبنان وفلسطين، بالتعاون مع حلفائه المستعربين، الذين ينقلون النفط الغربي على ظهورهم، وشعوبهم عطشى وجائعة لحرمانها خيرات بلادها التي تصرف على المجرمين والقتلة لتدمير ما أنتجته حضارة جاوزت ألوف السنين وما أعطته إلى البشرية جمعاء من دون مقابل.
كان على المشروع التآمري أن يدفع بمحمد مرسي، البيدق المتحرك على رقعة الشطرنج، وعلى مساحة خريف العقل المسمى بـ»الربيع العربي» إلى إعطاء جرعة مقوية لأعصاب أردوغان الذي أجاد تمثيل دوره في لعبة الغيرة على فلسطين والمقاومة، خاصة حين مثّل دور الحريص على المقاومة إبان الحرب على غزة، وأتبع تمثيله المكشوف بإرسال سفينة «مرمرة» التي دفع فيها بعض الأبرياء من دمائهم ثمناً غالياً لغرور حاكم تركيا، عله يكسب ثقة المقاومة ومن يساندها من الأشراف والأحرار، وما لبثت أن انهارت جميع أدواره المصطنعة وسقط قناعه الزائف وبانت تقاسيم جمال باشا السفاح على وجهه وظلامية السلطنة العثمانية بكل أشكالها، فعاد إلى دوره الموكل إليه في مسرحية المطالبة بـ»الإصلاحات والغيرة على مصالح الشعوب وحرياتها» التي ما لبثت أن استحالت مطالبة غير محقة بسقوط نظام الممانعة والمقاومة والتحرير، خدمة لشركائه في الإجرام الممنهج لتدمير الدولة السورية وتقويض استقرارها، فكان أن ظهر الـ«مرسي» على المسرح التركي رافعاً يد حليفه، محاولاً شدّ عزيمته في إكمال ما بدأه من احتضان وتسليح لعناصر التكفير والتهجير، حالماً بانتصار موهوم على جيش وشعب ونظام ما زالوا بالمرصاد لكل المتطاولين على أرض مجبولة بعرق الشهداء والأبطال ودمائهم منذ ألوف السنين إلى اليوم.
الدولة السورية، بشعبها الأبي وجيشها الباسل وإدارتها الحكيمة الصامدة في وجه أعتى الرياح «الإسرائيلية» والصهيونية الغربية والأعرابية، لن يقوى عليها الفرعوني والطوراني الجديدان الطالعان من منابت التكفير والسلفية، حتى لو رفع ذلك الفرعوني الجديد يد حليفه العثماني إلى آخر الدهر، فسواعد الأبطال السوريين التي أقسمت على التصدي لكل متطاول على سيادتهم وكرامتهم ستبقى الأقوى والأمتن في صدّ جميع المؤامرات من أي جهة أتت وإفشالها، لأنها سواعد ناصعة البياض لم تتلوث بقذارة المال القطري والسعودي ولا رضخت لـ»مكرمات» لا في الخفاء ولا في العلن، وستبقى مرفوعة بالحق والصدق والإيمان لتحرير الأرض من رجاسة التهويد التي يسعى إليه أعداء الأمة مهما تكن التضحيات في سبيل قناعاتها وثوابتها القومية والوطنية غالية الأثمان.
سجل التاريخ في بلادنا الكثير من الفتوحات والاجتياحات الهمجية والبربرية، وعاث الاستعمار التركي والانتداب البريطاني والفرنسي فساداً في أرضها المقدسة. كل تلك الحوادث الظالمة وقفت حجر عثرة في طريق تقدمها وإنمائها على جميع المستويات. أما اليوم فإنها تشهد نقلة نوعية في وضع حد نهائي لتلك الاعتداءات المتمثلة في شذاذ الآفاق من صهاينة وأعراب وأغراب، إلى الأبد، بفضل الانتصارات الحاسمة التي يسجلها الجيش السوري على اتباع البداوة والغباء الذين يظنون أنهم بقذارة أموالهم يمكنهم شراء ما يفتقرون إليه من عزة وكرامة.