الجيشُ اليمني في عام تاسع صموداً: جاهزون
صحيفة المسيرة اليمنية-
عبد القوي السباعي:
ليس من قبيل الدعاية والحرب النفسية، أَو تصريحات عبثية حين قال وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي: “جاهزون لاتِّخاذ أي موقف قتالي بصلابة وكفاءة قتالية عالية”، بل إن هذا القول يجب أن يُفهم جيِّدًا وأن يُؤخذ على محمّل الجدّ؛ لاعتباراتٍ قد لا يفهمها قاصرو الوعي هُنا أَو هناك، لكن هذا القول بالفعل قد وصل إلى حَيثُ أراد به العاطفي أن يصل.
وصل إلى من كان يرى أنهُ من المحال أن ينشأ جيشٌ ما وفي فترةٍ وجيزة؛ يهب ويقاتل ويحرز الانتصار، وأن يواجه بإمْكَاناتٍ محدودة حربًا ضروسًا شنها عليه تحالف إقليمي ودولي، يمتلك من الوسائل والقدرات ما تؤهِّلُه لتدمير أعتى الجيوش تفوقاً، وهذه هي الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها بحسب المنظور العسكري ومنهجيات بحثه المتعددة، لا يمكن القفز عليها وفق الاستراتيجيات العسكرية، ونظرياتها المعقدة والمتشعبة، إلّا إذَا امتلك هذا الجيش استراتيجية خَاصَّة به، وعقيدة قتالية راسخة وواضحة المعالم يتفرد بها حصرياً.
ولو أخذنا بعين الاعتبار كُلَّ تلك المفاهيم والنظريات العالمية على مدى التاريخ، وأسقطناها على ما هو متجسِّدٌ حقاً في الجيش اليمني، سندرك أننا أمام استراتيجيات من نوعٍ آخر وعقيدة قتالية ليس لها نضير، وقوة نظامية مكتملة الأركان، وصلت إلى أرقى وأعلى مستوياتها الميدانية (تكتيكياً وتكنيكياً.. تدريباً وتأهيلاً.. تخطيطاً وأداءً)، إلى جانب مستوياتها العقدية؛ ما تفتقد إليه الكثير من جيوش العالم، ومنها جيوش دول تحالف العدوان.
8 أعوام والجيش اليمني يخوض غمار معاركَ دفاعيةٍ فُرضت عليه، لكنه خاضها عن إيمانٍ بعدالةِ قضيته التي تنبثق من مظلومية الشعب وآماله وطموحاته وتطلعاته التواقة للحرية والاستقلال عن الهيمنة والتبعية لقوى الاستكبار العالمية وأذنابها في المنطقة؛ لذلك لا غرابةَ أن نجدَ اللواء العاطفي يقول مودعاً العام الثامن ومقتحماً العام التاسع للصمود: إن “السيادة اليمنية.. تعد واحدةً من الثوابت التي تهون أمامها كُـلّ التضحيات”.
هذا الإيمَـانُ العميقُ النابعُ من التطور العسكري الاستراتيجي المتصاعد، يتجسد اليوم أمام العالم في الجيش اليمني قادةً وأفراداً، وينطلق وفق ثقافةٍ قرآنيةٍ فريدة لا تحتمل الانتقائية والتسويف أَو الاجتزاء لنصوصها الدينية الثابتة؛ فكان لزاماً أن يؤكّـد العاطفي للعدو الصهيوني “أن عبثه لن يطول أمده”؛ كون المعركة القادمة ستأتي مستحضرةً للتاريخ الجهادي والموروث النضالي للأُمَّـة اليمنية، بعد أن حدّدت مسار انطلاقة وبُوصلة وجهته ثورةٌ.. ومسيرةٌ.. وقائد.