الجيش السوري يفاجئ المسلحين في ريف اللاذقية ويفتح جبهة رابعة في ريف إدلب
صحيفة الأخبار اللبنانية ـ
ليث الخطيب:
من جنوبي البلاد إلى شماليها الغربي، وتحديداً إلى الريف الشمالي ــ الشرقي لمحافظة اللاذقية، تحولت الأنظار بعد سيطرة الجيش السوري على جبل دورين الذي يطل على العديد من البلدات والمناطق الواقعة تحت سيطرة مسلّحي «جبهة النصرة» ولواء «أحرار الساحل» وفصائل مسلّحة أخرى مدعومة تركياً. وعلى مقربة من المقلب الشرقي لسلسلة الجبال الساحلية، تقدّم الجيش في ريف إدلب، وتحديداً في بلدتي بيدر سمشو وقرصايا، القريبتين من طريق جسر الشغور ــ أريحا ــ إدلب.
ففي ساعات الفجر الأولى باغت الجيش السوري، مدعوماً بقوات «الدفاع الوطني»، مسلّحي ريف اللاذقية. العملية التي شاركت فيها الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة على نحو واسع، أحرزت أولى ثمارها بالسيطرة على جبل دورين الاستراتيجي الذي يطل على ناحية سلمى، المعقل الأبرز لمسلحي ذلك الريف. وبالتوازي، شنّ الجيش هجوماً آخر على بلدة كنسبا، لمنع قدوم أي مؤازرة للمسلّحين منها إلى منطقة دورين، فيما كانت تستعد حشود للجيش و«الدفاع الوطني» بالقرب من جبلي دورين والنوبة للتوغل الراجل في تلك المنطقة، والذي بدأ فعلياً بالدخول إلى قرية دورين الملاصقة للجبل من ثلاثة محاور، والسيطرة على قسم منها. وأدّت المواجهات التي استمرت لأكثر من 11 ساعة إلى استشهاد 7 أفراد من القوى المهاجمة وجرح 10 آخرين، في مقابل مقتل وجرح عشرات المسلّحين. وبحسب مصادر ميدانية، فإن من بين قتلى المسلّحين زعيمين ميدانيين.
وجاء هذا التطور بعدما كان يوم أول من أمس قد شهد مقتل 5 من مسلّحي «الفرقة الساحلية الأولى» إثر استهداف الجيش لهم أثناء إطلاقهم قذائف هاون باتجاه قرى وبلدات في ريف اللاذقية. ومن المتوقع بعد السيطرة على جبل دورين أن يصبح عمل الجيش أسهل في مواجهة المسلحين في إحدى أبرز مناطق تمركزهم في الريف الشمالي للاذقية، في سلمى، بسبب التغطية النارية والاستطلاعية التي يوفرها الجبل .
وفي ريف إدلب، أقرّت مواقع المعارضة بتقدّم الجيش في بلدتي بيدر شمسو وقرصايا، القريبتين من طريق جسر الشغور ــ أريحا ــ إدلب، ومن جبل الأربعين وجبل الزاوية في آن واحد. وعبّرت مواقع إعلامية معارضة عن خشيتها من أن يكون هدف الجيش هو السيطرة على قمة النبي أيوب التي تؤمن سيطرة نارية على أكثر من 30 قرية في جبل الزاوية.
أما جنوباً، فقد واصل الجيش استهداف تحصينات المسلّحين في المثلث الواصل بين درعا ـ القنيطرة ـ ريف دمشق. وشملت ضربات الجيش السفوح الغربية لتلال الحارة والمال، إضافة إلى كفر ناسج والطيحة وزمرين وتل عنتر في الريف الشمالي الغربي لدرعا، فيما حقق الجيش إصابات في صفوف المسلّحين في كل من الشيخ مسكين والحراك ودرعا البلد.
وفي ريف دمشق، شهد القسم الجنوبي من حي جوبر وبلدة زملكا، شرق العاصمة، مواجهات عنيفة ، وذلك بعد استهداف مسلّحي هذه المناطق بلدة السيدة زينب بـ5 قذائف هاون يوم أول من أمس، أدّت إلى مقتل طفلة وجرح 7 مدنيين آخرين، إضافة إلى استهداف حي باب شرقي (شرقي العاصمة) أمس بـ3 قذائف وأطراف مدينة جرمانا بواحدة. أما في مدينة داريا، في الريف الغربي لدمشق، فقد دارت اشتباكات متقطعة بين وحدات الجيش ومسلّحين، ترافقت مع قصف جوي لمواقعهم، فيما قتل العديد من المسلّحين في خان الشيح بعد مواجهات متقطعة دارت مع الجيش.
وفي حمص، سيطر الجيش على بئرين نفطيين في حقل جزل، في ريف المحافظة الشرقي، إثر مواجهات مع «داعش» أدت إلى سقوط عدد من مسلحيه قتلى وجرحى، ومن بين القتلى «أمير» عسكري يدعى محمد نبيل طرابلسي، ليبي الجنسية، وزعيم ميداني في «داعش» يدعى عبدالله عبد الرحمن المجدي، سعودي الجنسية.
أما في ريف حماة، فقد أفاد مصدر ميداني لصحيفة «الأخبار» اللبنانية بقيام مسلّحي «داعش» بارتكاب مجزرة في قرية القنافذ، التابعة لمدينة السلمية، إثر اقتحامهم لها وإحراقهم لبيوتها. وتحدث المصدر عن «استشهاد 5 مدنيين على أيدي المسلّحين، واختطاف سيدة وطفلتها، فيما لا يزال مصير عدد آخر من أهالي القرية مجهولاً».