الجيش السوري يغلق ثغرة الراموسة نهائياً؟
علي منتش – لبنان 24
أخذ التدخل التركي في سوريا الكثير من الاهتمام على حساب معارك حلب التي رغم كل التطورات الحالية تبقى المعركة الأكثر أهمية في الساحة السورية، والتي على ما يبدو بدأت تأخذ إتجاهاً معاكساً للستاتيكو الذي توقع كثيرون سيطرته على الواقع الميداني في حلب.
يحكى، أن الجهات السياسية القيادية طلبت من القادة العسكريين القيام بهجوم مضاد مهما كلّف من خسائر لسد ثغرة الراموسة والتقدم على جبهات جنوب حلب، كان ذلك يوم حقق مسلحو “جيش الفتح” التقدم الكبير بإتجاه الأحياء الشرقية لحلب، لكن العسكريين طلبوا مهلة إضافية، “لأن أي هجوم مضاد في ظل هذا الزخم القوي للمهاجمين هو ضرب من الجنون”.
وعلم أن غرفة عمليات حلب طلبت مهلة تنتهي في الأيام العشر الأولى من شهر أيلول، يتولى فيها الطيران الروسي ضرب أهداف في الخطوط الأولى للمجموعات المسلحة إضافة إلى خطوط الإمداد في مختلف قرى ريف حلب الجنوبي والخطوط الخلفية في إدلب بهدف إضعاف وضعضعت المهاجمين، وهذا ما حصل.
إعتمد “حزب الله” والجيش السوري على سياسة قضم النقاط الإستراتيجية بهدف إحكام السيطرة النارية على بعض النقاط، لهذا كان التقدم في مشروع 1070 وفي بعض التلال جنوب منطقة الكليات، إضافة إلى دعم الجبهات عند معمل الإسمنت في الراموسة.
أمس، حصل هجوم مفاجئ من قبل الجيش السوري و”حزب الله” على كامل جبهات الريف الجنوبي لحلب دفعة واحدة وفي وقت واحد أدى إلى إستعادة السيطرة على تلة المحروقات والصنوبرات ومنطقة البرادات، كذلك تقدم الجيش السوري وسيطر على أجزاء واسعة من بلدة العمارة.
ولم يؤكد مصدر ميداني ما إذا كان الهجوم المستمر حتى اللحظة هو هجوم شامل أم أيضاً إعادة تموضع لفرض سيطرة نارية شبه كاملة على محور الكليات وعلى خط الإمداد من خان طومان بإتجاه الراموسة.
وأشار المصدر إلى أن الهجوم أدى إلى إغلاق ثغرة الراموسة بشكل كامل وإعادة فرض الطوق على الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وهذا بحد ذاته تطور ميداني مهم وله العديد من الدلالات إذا ما ربط بالتدخل التركي المباشر في ريف حلب الشمالي.