الجيش السوري يبدأ عمليات عسكرية لاستعادة خان طومان ويحرز تقدما في ريف دمشق
داعش يهاجم نقاط مدنية ويخطف عشرات المدنيين.. وصراعات بين المسلحين
حرر الجيش السوري وحلفاؤه مزارع نولا الجنوبية الغربية في الغوطة الشرقية بريف دمشق وأحبط كذلك هجوماً لداعش في سلسلة جبال الهايل بريف حمص الشرقي.. وقطع الجيش طريق إمداد المسلحين بين مزارع الركابية ومحور دير العصافير في الغوطة الشرقية، إضافة إلى قطع طريق إمدادهم الواصل بين زبدين وبالا.
كما قامت قوات الجيش العربي السوري بتمشيط المنطقة وتفكيك عدد من العبوات والألغام الأرضية وتدمير شبكة أنفاق.
* سيطرة الجيش على محور دير العصافير وقطع طريق الامداد للمسلحين
وفي حديث لمراسلة العالم أوضح الخبير العسكري حسن حسن، أن الغوطة الشرقية وبصفتها بوابة دمشق المفتوحة على البادية فإن أي تقدم فيها له أهمية استراتيجية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. لكن النقطة الأساس التي لابد من التوقف عندها هو أنه وأمام هذه الخروقات المتكررة على مدار الساعة لا يمكن التعامل على الإطلاق مع هذه المجاميع الإرهابية المسلحة إلا باللغة التي تخرس مصادر النيران.
يذكر أن كل هذه المناطق كانت تقع تحت سيطرة جبهة النصرة الإرهابية التي لها الثقل الأكبر بين الفصائل الأخرى في هذه البلدات.
ونوه الخبير العسكري حسن حسن إلى أن التعامل بسدود نارية لعزل هذه القرى والبلدات عن بعضها البعض سيسحب من تحت أرجل المسلحين إمكانية المناورة ويمنع إمكانية تقديم المؤازرة والمساعدة عندما تتعرض هذه المجموعة أو تلك للقصف هنا وهناك.. وفي الوقت ذاته تصبح إمكانية التعويض عن الذخائر والسلاح شبه منفية.
* صراعات داخلية بين المسلحين بالغوطة تترك للجيش خيارات عسكرية واسعة
هذا وتجني الجماعات المسلحة في الغوطة الشرقية على نفسها في اقتتال داخلي وبين محاولات هجوم فاشلة.. فيما أن حوش العدمل، الذي سيطر عليه الجيش في وقت سابق قد أمن الطريق من الدلبة إلى مرج السلطان، وقلص مسافة التماس مع المسلحين، كما فتح المنطقة أمام خيارات واسعة من ناحية التحرك العسكري.. وقد نشهد معها تغيراً قريباً في الخارطة الميدانية شرق العاصمة.
وأمام انقلاب حسابات المسلحين الساعين لإحداث خرق في غوطة دمشق الشرقية، وتقدم سريع سجل للجيش السوري، تم رصد قيام المسلحين بتهريب عائلاتهم من بلدة زبدين باتجاه دوما البايكة، ما يعني إنهيار في الحالة المعنوية لهذه الفصائل المتناحرة أصلا.
وفي مؤشر على عمق الخلافات بين المجموعات المسلحة التي تتواجد في غوطة دمشق، أجبرت عدة فصائل مسلحة ما سمي بجيش الاسلام على الانسحاب من عدد من النقاط في غوطة دمشق من الجهة الجنوبية، الامر الذي دفع الجيش السوري للتواجد في تلك النقاط منعاً من حدوث أي خرق للمسلحين.
أما ما يسمى (جيش الاسلام) فقد نشر على موقعه الالكتروني سبب انسحابه من بعض النقاط في غوطة دمشق محملاً المسؤولية الكاملة لما سمي بجيش الفسطاط وفيلق الرحمن اللذين قاما باستهداف مسلحي جيش الاسلام واختطاف العشرات منهم.
وقال حسن حسن، في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية: إن الاقتتال بين المسلحين نوع من توزيع الوكالات من قبل الدول الداعمة وفي ظل ذلك التصعيد يمكن القول بأن هناك تدفقا جديدا للأموال والاسلحة النوعية ربما. وأشار المرصد السوري المعارض بأن صراع النفوذ بين الجماعات المسلحة قد اسفر حتى الان عن مقتل (300) من المسلحين منذ 28/ابريل الماضي.
كما وقعت اشتباكات عنيفة بين مسلحي جيش الاسلام من جهة ومسلحي جيش الفسطاط وفيلق الرحمن من جهة اخرى في زملكا وعربين وجوبر على خلفية استهداف المؤازرات وإطباق الحصار على مسلحي جيش الاسلام في بعض مناطق الغوطة من قبل مسلحي الفسطاط وفيلق الرحمن والتي أسفرت عن مقتل عشرات المسلحين.
وقال غسان يوسف، الصحفي والكاتب السياسي في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية: هذه الاشتباكات تأتي بين الاطراف المتنازعة المدعومة من دول معروفة لدعمها للإرهاب كتركيا وقطر والسعودية ولذلك هذه الصراعات هي صراعات بين هذه الدول للسيطرة على مناطق معينة وتحجيم بعض الفصائل المقاتلة.
وفي ظل المعارك الطاحنة بين الجماعات المسلحة التي تقاتل بعضها بعضاً في عدة مناطق بغوطة دمشق أشارت مصادر عسكرية سورية الى أنّ قوات الجيش تتابع بدقة ما يجري هناك وأنها متنبهة في حال حدوث أي اختراق للمسلحين.
كما استطاعت القوات السورية ومقاتلو المقاومة خلال الاشهر الاخيرة، بعد تنفيذ عمليات مختلفة في الغوطة الغربية في ريف دمشق، فرض الحصار الكامل على الارهابيين في منطقتي داريا والمعظمية.
وبعد تنفيذ القوات السورية عمليات ناجحة تم الاتفاق على هدنة في الغوطة الغربية بريف دمشق بين الجيش السوري والمجموعات الارهابية الا ان الارهابيين انتهكوا الاتفاق بإطلاق عدة قذائف هاون على المناطق السكنية.
وخلال الايام الاخيرة استهدفت العناصر الارهابية مواقع الجيش السوري في بلدة داريا باطلاق قذائف الهاون والصواريخ وانتهكوا اتفاق الهدنة مرة اخرى.
ومنذ السبت، بدأت القوات السورية والمقاومة باستهداف مواقع الارهابيين بالقذائف ردا على اطلاقهم قذائف الهاون، وبدأوا عمليات برية من محور صحنايا لتطهير بعض اجزاء البلدة (مواقع اطلاق القذائف والصواريخ) ونجحت في تطهير المنطقة من وجودهم وتدمير معداتهم العسكرية.
وفي سياق مشابه بدأت العمليات العسكرية في ريف حلب حيث بدأ التمهيد المدفعي والصاروخي بمؤازرة سلاح الجو تجاه تجمعات مسلحي جيش الفتح في ريف حلب الجنوبي وتجاه تجمعات النصرة في الريف الشمالي بهدف السيطرة على مخيم حندرات واستعادة السيطرة على خان طومان.
* الجيش يطلق عملية واسعة بهدف السيطرة على مخيم حندرات
وأوضح أحد القادة المرابطين على تلك الجبهة أنه قد بدأ التمهيد مدفعياً وباستخدام سلاح الجو ومن خلال رمايات نارية مكثفة تحضيراً لاقتحام بلدة خان طومان واستعادة كافة النقاط التي تسلل إليها المسلحون.
وبالتوازي مع ذلك أطلق الجيش السوري والحلفاء عملية واسعة على محور مخيم حندرات شمال شرق حلب بمؤازرة سلاح الجو، استهدف خلالها مراكز ثقل مسلحي جبهة النصرة داخل المخيم، ممهداً الطريق أمام قوات المشاة لتتقدم في طريقها نحو السيطرة على كامل المخيم.
وأشار القائد الميداني أنه قد انطلقت فعلياً عملية تحرير مخيم حندرات، وذلك تمهيداً للسيطرة على معبر الكاستلو، المنفذ الوحيد للمسلحين باتجاه مدينة حلب، وذلك لقطع آخر خطوط إمداد المسلحين باتجاه المدينة.
من ناحية ثانية، قضت وحدات من الجيش والقوات المسلحة السورية على مجموعة من إرهابي تنظيم (داعش) تسللت إلى مشفى الأسد بمدينة دير الزور واحتجزت عددا من الاطباء والمرضى والمدنيين.
وذكر مصدر ميداني لـ (سانا) أن وحدات من الجيش اشتبكت مع إرهابيين من تنظيم (داعش) تسللوا إلى مشفى الأسد بدير الزور وأسفرت عن القضاء عليهم.
وأكد مصدر عسكري مقتل كامل أفراد مجموعة إرهابية ومصادرة ذخيرة وأدوية تركية الصنع على اتجاه قرية القنطرة بريف حماة الجنوبي.
وأفاد المصدر بأن وحدة من الجيش والقوات المسلحة نفذت، بعد رصد ومتابعة، عملية نوعية على تحرك لمجموعة إرهابية كانت تقوم بنقل الذخيرة والأسلحة إلى التنظيمات الإرهابية المنتشرة على اتجاه قرية القنطرة بالريف الجنوبي.
وأشار المصدر العسكري إلى أن العملية أسفرت عن مقتل كامل أفراد المجموعة الإرهابية التابعة لتنظيم (جبهة النصرة) ومصادرة ذخائر وأدوية تركية الصنع كانت بحوزتهم.
وقضت وحدة من الجيش السبت على 28 إرهابيا من تنظيم (جبهة النصرة) والمجموعات التكفيرية التابعة له ودمرت 4 آليات مزودة برشاشات قرب تل سكيك شمال مدينة حماة بنحو 48 كم.
ودمرت وحدة من الجيش والقوات المسلحة مقر قيادة وآليات لتنظيم (جبهة النصرة) الإرهابي والمجموعات التكفيرية المرتبطة بالعدو الإسرائيلي في منطقة درعا البلد.
وكانت مصادر محلية أكدت لمراسل وكالة أنباء فارس أن تنظيم داعش خطف العشرات من المدنيين بينهم عدد كبير من النساء بعد اقتحامه لـ (مشفى الأسد الجامعي) و(السكن الطلابي) و(سادكوب) غرب مدينة دير الزور بعد هجوم عنيف شنته مجموعات التنظيم الانغماسية من محوري قرية البغيلية وحقل التيم على نقاط مدنية غرب الأحياء المحاصرة وذلك لاستخدامهم كدروع بشرية.
[ad_2]