الثورة في اليمن وأول خطوات بناء الدولة المعاصرة
موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
اليمن منبت العروبة، ومع ذلك لم تعترف به دول مجلس التعاون الخليجي لتضمه للمجلس، مع أنهم يرددون أن أمن اليمن هام لأمنهم! بل هناك حرص أقليمي على إبقاء اليمن متخلفا وإجهاض المحاولات الحثيثة للشعب اليمني للخروج من دائرة التخلف! هذه المحاولات ترجع لما قبل منتصف القرن العشرين ابتداء بثورة الدستور عام 1948 والتي قادها عبدالله بن أحمد الوزير، ثم ثورة الدستور عام 1955 بقيادة الشهيد أحمد يحيى الثلايا، وثورة 26 سبتمبر بقيادة الرئيس عبدالله السلال عام 1962.
بل وامتدت هذه التدخلات الاقليمية لاغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي الذي بدأ في بناء الدولة المعاصرة على أرض اليمن وأخذ اليمن بعيدا عن العقلية القبلية التي تحكمت فيه لسنين. باغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي تغير المسار ونكصت حركة الإصلاح؛ لقد كان اغتياله بمثابة وأد للحلم اليمني في التطور والانعتاق من القبلية والدخول في دولة القانون والعدل والمساواة.
ما يزيد عن الستة عقود والتدخلات الإقليمية تجهض محاولات اليمن في التطور وتنجح هذه التدخلات في ذلك تحت مختلف مسمياتها في عرقلة تطور الدولة في اليمن! آخرها كان في ثورة فبراير 2011، والتي قامت ضد فساد ومحسوبية الشاويش على عبدالله صالح وبطانته. وقد تم إجهاض ثورة فبراير من خلال ما يسمى بالمبادرة الخليجية بالرغم من كونها ثورة شعبية عارمة. وقد تم إجهاضها بسبب افتقارها لقيادة قوية وواضحة باستغلال انتهازية عناصر في المعارضة، نصبتها التدخلات الاقليمية كقيادة للثورة. هذا الإجهاض حول التغييرات الثورية إلى مجرد تغييرات شكلية، وكأنك يا بو زيد ما غزيت!
نجاح الثورة اليوم في اليمن تم لأن لها قيادة واضحة؛ فالثورة يقودها أنصار الله في اليمن. وهي بذلك ترتكن إلى قوة ناعمة وقوة صلبة وتأييد جماهيري. وهذا ما يجعل من الصعب الالتفاف على مطالبها. لذا فشلت محاولة إفشال الثورة بقوة السلاح. واضطرت الحكومة إلى الاستجابة لمطالب الثورة بإلغاء الزيادة في أسعار الوقود وإستقالة الحكومة. إن أنصار ألله في نظافتهم وتوجهاتهم في مصلحة الأمة لا يختلفون عن حزب الله اللبناني، وإن كانت البنية تساعدهم أكثر مما تساعد حزب الله من حيث أنه لا يوجد اصطفاف طائفي رسمي في اليمن كما في لبنان. إذن نستطيع القول أن اليمن وفي ظل وجود قوة أنصار الله، حيث تقف هذه القيادة مصدا مانعا قويا أمام القوى الأقليمية التي تلاعبت في اليمن ما يزيد عن الستة عقود، فتسير اليمن اول الخطوات في اتجاه دولة القانون والعدل والمساواة ووأد العقلية القبلية المتعفنة ولا يمكن لاغتيال سياسي فردي أن يوقف هذا التحول في اليمن الحبيب منبت العروبة، وهنا تكمن أهمية قيادة أنصار الله لهذه الثورة المباركة.