’التحالف العسكري الجديد’ إستعراضي هدفه التغطية على هزيمة السعودية في اليمن
فجأة ودون أي مقدمات أعلنت السعودية عن قيام تحالف وصفته بـ”الإسلامي” يضم 34 دولة سيتولى مهمة “التصدي للارهاب”، توقيت هذا الاعلان السعودي المفاجىء يأتي على درجة كبيرة من الاهمية لاسباب عديدة، أولها أنه يعقب فشل عدوان “عاصفة الحزم” التي شنتها السعودية على اليمن، كما يأتي في وقت تتصاعد فيه الاتهامات الغربية والامريكية بالذات الى دول اسلامية ابرزها السعودية وقطر وتركيا بتغذية الارهاب واحتضانه، وبعد أيام من انعقاد اجتماع ما يسمى “المعارضة السورية” في الرياض قبل أيام وتشكيله هيئة عليا للاشراف على أي مفاوضات قادمة مع الحكومة السورية. وبعيداً عن الخلفيات والدوافع فإن التساؤل الأبرز على هذا الصعيد هو هل سيكون هذا “الحلف الجديد” لمواجهة الارهاب حقيقة، علماً أن دولاً منضوية فيه تعد من أبرز داعمي الجماعات التكفيرية، أم أنه تحالف إستعراضي للتغطية على الإرهاب عبر مواجهة محاور أخرى بدفع وغطاء أميركي؟
وزير الدفاع السعودي
العميد المتقاعد أمين حطيط يُوصّف المشهد الخارجي على الشكل التالي:”السعودية تعرضت لهزيمة نكراء في حربها على اليمن واضطرت للقبول بالحوار دون تحقيق أي من النتائج التي أرادتها، وهي بالتالي منيت بهزيمة ذات بعدين عسكري واستراتيجي ستؤثر حكماً على فضائها الإستراتيجي في المستقبل، وبهذا المعنى يكون تشكيل التحالف الجديد خطوة إلى الأمام للتغطية على هزيمتها اليمنية”.
فضلاً عن ذلك، يلحظ العميد حطيط في حديث لموقع “العهد” الإخباري حالة إجماع لدى الخارج على أن موجة الإرهاب التي تضرب العالم ذات بعد ومنشأ وهابي، مما يُحرج الرياض ويدفعها لتشكيل تحالف يصوّرها على أنها في طليعة المواجهة مع التنظيمات الإرهابية، لتخفيف المسؤولية عنها، وهو الأمر الذي يندرج برأيه في سياق التعمية والخداع على حقيقة المملكة الداعمة الأولى للإرهاب.
وعلى صعيد الداخل السعودي، صراع مرير بين “المحمدين” – بن سلمان وبن نايف – الأول يتّصف بالرعونة والخفة وعدم الوثوق به لاسيما وأنه يتحمّل مسؤولية النتائج الكارثية التي أسفرت عنها حرب اليمن، أما الثاني فعلى الرغم من أنه جُرّد من أكثر الملفات السياسية والعسكرية إلا أن الورقة الأمنية في الداخل السعودي لازالت بيده وقد حقّق على هذا الصعيد بعض الإنجازات التي حازت على ثناء الغربيين. هذا الواقع يدفع ببن سلمان للعمل على سحب البساط من تحت أرجل بن نايف وجعل تلك القدرات ملحقة بوزارة الدفاع، فعند ذلك ستكون الإنجازات في حال تحقيقها تصب في صالح بن سلمان وتعزيز مكانته، وفق ما يؤكد العميد حطيط.
وعن مدى فعالية التحالف السعودي الجديد، يرى العميد المتقاعد أنها ستكون محدودة، وللمشككين يقول:”إنظروا إلى نتيجة التحالف السعودي للعدوان على اليمن الذي كان الحديث عن إنضمام ما يقارب العشرين دولة إليه قبل أن يصل به الدرك لحد إستخدام شركة “بلاك ووتر” الأميركية سيئة الصيت، والسؤال اليوم يجب أن يكون هل ستكون هذه الشركة عضواً في التحالف الجديد؟”، يضيف أن “من أصل 34 دولة ورد اسمها كعضو في هذا التحالف الجديد تبين أن هناك 21 دولة ومنها لبنان جرى التفاهم هاتفيا مع مسؤوليها حول الانضمام للتحالف ومن خارج الاطر الدستورية المرعية الاجراء لتلك الدول”.