التجمع الأشد رفضا للمبادرة الروسية
موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
ببساطة أنتم تريدون ضرب سوريا حتى لا تستخدم السلاح الكيماوي مرة ثانية، لذا يأتي السؤال التالي منطقيا: هل تريدون العنب أم قتل الناطور؟
إذا كان الأمر يتعلق بالسلاح الكيمياتى، فنذهب إلى الاحتمال الصفري في استخدامه المستقبلي من خلال إشراف دولي عليه.
من هذا الخيار ـ أي الخيار الصفري للاستخدام المستقبلي للسلاح الكيميائي ـ تأسست المبادرة الروسية لوضع السلاح الكيميائي السوري تحت إشراف دولي. ويردف الرئيس بوتين قوله إن هذا الاقتراح لا قيمة له ما لم تعلن الولايات المتحدة أنها لن تستخدم الخيار العسكري إذا ما قبلت سوريا هذا المقترح.
الجهات التي تستهدف قتل الناطور، ولا يهمها أي شيء آخر، بالضرورة لا تريد أن تنظر في المبادرة، لأنه في نظرها يمنع قتل الناطور! هذه الجهات تبلورت في تجمع رافض للمبادرة الروسية. ويتكون هذا التجمع أساساً من ثلاث جهات هي إسرائيل ومجلس التعاون الخليجي وفريق 14 آذار اللبناني!
إسرائيل معروف هدفها تحطيم سوريا، وقطع شريان المقاومة في فلسطين. مشكلة اليهود أنهم أنانيون موغلون في الأنانية. لقد كانت الحقبة الأندلسية، وتحت حكم العرب المسلمين، هي الحقبة الذهبية في تاريخ الفكر اليهودي، ومع ذلك خانوهم مع الفرنجة الذين طردوهم مع العرب المسلمين عندما انتصروا، ولم يجدوا غير الحضن العربي والمسلم ليحتضنهم! وهذا هو ديدنهم.
أرادت إسرائيل ضرب العراق، فحرضت الإدارة الأمريكية على ضرب العراق، وتحرك اللوبي المناصر لإسرائيل لدفع الإدارة الأمريكية في هذا الاتجاه. كان نتيجة ضرب العراق أن الولايات المتحدة نزلت عن كونها القطب المهيمن. فهل رمشت إسرائيل لهذا التغيير؟ لا .. فهذا الأمر لا يهمها! واليوم تريدها أن تضرب سوريا، بغض النظر عن نتائجها على الولايات المتحدة، وحتى لو تفككت الولايات المتحدة. لذا فهي ليس فقط تهاجم المبادرة الروسية، بل تتهجم على الرئيس الأمريكي وتتهمه بالجبن!
القطب الثاني في التجمع الرافض للمبادرة الروسية هو ما يسمى مجلس التعاون الخليجي. وفي الحقيقة مجلس التعاون الخليجي لم ينشأ فقط كتجمع أقليمي، لقد أنشأ جنسية جديدة هي الجنسية الخليجية. جنسية استعلائية جديدة تستند إلى الثروة التي كونوها من خلال عبقريتهم، تماما كما قال قارون؛ فالخليجيون يعتبرون أنفسهم النخبة في المنطقة، أما العرب بالنسبة لهم فهم مجرد تابع تبعية العبد لسيده. وغير هذا التصور، لا مشروع لدى المجلس ليقدمة للعرب. إنهم مجرد مخلب قط في المنطقة. لقد أعلن مجلس التعاون الخليجي رفضه للمبادرة الروسية جملة وتفصيلا! ويتصور المخلب أنه يستطيع تحريك القط.
أما فريق 14 آذار فهم وريث جيش لحد في العمالة لإسرائيل. بمعنى أنهم يجرون أمام المطالب الإسرائيلية ليثبتوا ولاءهم لإسرائيل! فها هو السنيورة في مقال في مجلة فورتشن يحث أمريكا على توجيه ضربة لسوريا!
فمتى تفيق نواطير الأمة لتخلصنا من هذه الثعالب؟!