الانتحاري نضال المغيّر ينفذ وصيته بعد عامين على كتابتها وأعضاء مجموعته اختفوا جميعا
محمد علوش –
موقع النشرة الإخباري:
خرج انتحاري “غزوة السفارة الايرانية” عدنان المحمد من منزل ذويه في البيسارية قضاء الزهراني وفجّر نفسه في بئر حسن، عندها تم تحييد أهله وأعلنت والدته التبرّؤ من ابنها، ولم تنجرّ القرية لردة فعل مطلوبة ممن اختار أحد سكانها لتنفيذ عمل انتحاري ضد ابرياء.
في 19 شباط وقع انفجار مزدوج في منطقة بئر حسن واستهدف المستشارية الثقافية الايرانية، وتم كشف هوية أحد الانتحاريين وهو نضال هشام المغيّر الذي شاء من خطط للعمل الارهابي اختياره أيضًا من سكان البيسارية.
نفّذ الانتحاري نضال هشام المغيّر وصيته بعد عامين على كتابتها، فهو، وبحسب مصادر مطلعة لـ”النشرة”، أودع أمه وصية كتبها في شهر كانون الثاني عام 2012 اعلن فيها صراحة نيته القيام بعمل ارهابي ضد مذهب لبناني معين، عندها قامت والدته بتسليم الوصية للمعنيين وجرى تطويق الموضوع. منذ حوالي العام اختفى نضال من البيسارية بعد إشكالٍ كبير حصل بينه وبين شقيقته وزوجها على خلفيات مذهبية، وانضمّ إلى احمد الاسير.
فور شيوع صورة نضال بعد تفجير بئر حسن الثاني، توجه الاب هشام المغيّر الى مخابرات الجيش في الزهراني وابلغهم حسبما علمت “النشرة” بأن نضال موجود في فنزويلا، إلا أنّه وبعد مواجهته ببعض الحقائق اعترف الوالد بوجود ابنه في سوريا مقاتلا ضد النظام السوري منذ حوالي العام، وسلّم عناصر المخابرات رقم الهاتف الذي كان يستعمله نضال للتواصل مع عائلته من سوريا.
كان نضال عضوا في الحلقة الارهابية الثانية من مجموعة تضم سبعة أو ثمانية عناصر من البيسارية، اختفوا جميعهم في فترات متفاوتة. ويشكل مروان ح. “الياريني الاصل والذي يسكن في البيسارية” العنصر الابرز فيها، علما ان مروان وبحسب المصادر قد يكون هو انتحاري بئر حسن الثاني، وهو من أخطر المطلوبين الارهابيين كونه شارك في معارك نهر البارد الى جانب “فتح الاسلام” ويشارك في معارك سوريا وهو على رأس الحلقة الارهابية الاولى في البيسارية والتي تضم الى جانب مروان، مطلق ج. الذي كان عنصرا أمنيا رسميا وتابعا لتنظيم “فتح الاسلام” واعترف عند توقيفه بنية “فتح الاسلام” تفجير مقر قوى الامن الداخلي، وبشير ب.، مع الاشارة الى ان اهل بشير يقولون بأن ابنهم ابتعد كليا عن هذا الجوّ.
اما الحلقة الارهابية الثانية والتي كان نضال منضويا فيها، تضم عددا من شبان البيسارية منهم عبد الرحمن، واحمد خ. الذي يعتبر ايضا شخصا خطرا جدا واختفى منذ فترة. وهنا تضيف المصادر: “لدينا اليوم حوالي 10 اشخاص من منطقة البيسارية هم بمثابة مشاريع انتحاريين، واهل هؤلاء يسكنون في القرية المذكورة”. وتلفت المصادر الى ان اجتماعات هذه المجموعات كانت تجري خارج البيسارية، مع دور مهم لأحد رجال الدين (أحمد ع.) في “تثقيف” عقول هؤلاء الشبان، علمًا أنّ الشيخ كان قريبًا من أحمد الأسير وتدخل كوسيط من قبله عند وقوع الاشكال بين نضال المغيّر وأخته، وهو كان من المدافعين عن الموقوف عمر الاطرش الذي اعترف بضلوعه بأعمال الارهاب.
لنضال أولاد عم كثر، أحدهم هو قاسم المغيّر المعتقل لدى مخابرات الجيش اللبناني منذ حوالي العشرين يوماً. قاسم كان احد مرافقي الاسير الا انه لم يشارك في معارك عبرا وفضّل البقاء في منزله، ولكن علاقته بمحيطه قامت بفضحه، فهو وبحسب المصادر أيّد بشدة العمل الارهابي الذي قام به عدنان المحمّد، الامر الذي اعاده الى دائرة المراقبة تمهيدا لاعتقاله. اما بالنسبة لشقيق نضال، ابراهيم، فتشير المصادر الى ان تشدّده لم يصل بعد لحدود التطرف، وهو ترك البيسارية لحظة شيوع خبر مشاركة نضال بتفجير المستشارية الثقافية الايرانية.
والدة نضال واخواته تركن المنزل بعد ظهور صورة نضال على انه انتحاري بئر حسن، وهنّ اليوم حسب المصادر في مكان قريب من البيسارية. وتكشف المصادر ان والدة الارهابي نضال تقدمت بدعوى امام مخفر الزهراني ضد مجهول بسبب قيام عدد من اهالي البيسارية باحراق سيارة نضال وجزء من منزله.
يعتبر موقع البيسارية الجغرافي ذات حساسية خاصة، ففيها “حي يارين” الذي يسكنه سكان يارين الحدودية، و”ضيعة العرب” التي يسكنها بدو من المجنسين، وعلى حدودها خط “العاقبية” خزان اللاجئين السوريين، بالاضافة الى وجود 6000 لاجئ سوري داخلها. هذا التنوع الموجود في البيسارية يشكل بحسب المصادر مَدْعاة قلق لأن احتمال نشوء بيئة حاضنة للارهابيين لم يعد مجرد احتمال بل اصبح من الامور المؤكدة.
قدمت البيسارية اكثر من عشرة شهداء في مواجهة اسرائيل، وهي بحسب اهلها لن تتحول من “فزاعة” لاسرائيل الى “فزّاعة” لاهل المقاومة التي حاربتها، وبالتالي فان وجه البيسارية سيبقى مقاوما وسيتم اتخاذ الاجراءات اللازمة لأجل تحقيق هذا الهدف.