الاستحقاق الرئاسي الى ما شاء الله…
جريدة البناء اللبنانية-
عمر عبد القادر غندور:
انتهى الاجتماع الثلاثي الذي انعقد في الدوحة بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا ومصر والسعودية وقطر الى بيان لا طعم له ولا لون عكسه البيان الرسمي الذي صيغ بكلمات لا تقدّم ولا تؤخر ولا أفكار ولا نوايا ولا مبادرات تؤدّي الى أي مكان !
كل ذلك كان متوقعاً نتيجة الانقسام العمودي بين الأفرقاء المحليين، في ضوء تمنيات حاولت خلاله جبهة «التقاطع» للتعبير عن تمنياتها وفرحها بتعطيل التوجهات الفرنسية بفعل أميركي سعودي قطري ليس من دليل على حصوله، بينما الفريق الآخر لم يغيّر كلمة واحدة من خطابه مؤكداً ومكرّراً وداعياً الى حوار بناء ينتج رئيساً…
وهذا يعني تمديد زمن الاستحقاق الى وقت أطول من الفراغ والضياع وتعاظم البلايا والرزايا، في غياب التفاهم المطلوب، والتفاهم هو الشيء الوحيد الذي يعيد الحياة الى عجلة الدولة ومؤسّساتها وليس النظام…
وهنا أعيد وأذكر بما قلته في بيان سابق ومفاده في العام 1926 وضع اول دستور للجمهورية اللبنانية بإشراف لجنة من رجال الفكر كان في مقدّمهم ميشال شيحا، والذي ما ان فرغ من وضع مسودة الدستور وقراءتها على مسامع أعضاء اللجنة حتى استطرد قائلاً «هذا دستور لبنان المكتوب، أما دستوره الحقيقي فهو انّ لبنان لا يحكم الا بالتسويات وأنصاف الحلول».
وبالفعل لم يحكم لبنان منذ الاستقلال إلا بالتسويات وتفاهم المكونات السياسية والطائفية والمذهبية على الحصص في كلّ مفاصل الدولة، وعندما يحصل ايّ تقاعس او اختلال او احتكار او طمع او استئثار تقوم القيامة وينتصب ميزان الأمن والاستقرار ولا داعي للتذكير بأحداث لا نحبّ ان نتذكّرها…
ولعلّ سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ألمح وباقتضاب الى هذه المخاوف في إطلالته العاشورائية الأولى وقال: نجدّد الدعوة الى الحوار لتحصين الوضع الداخلي وتفادي ايّ خطأ يهدّد العيش المشترك والسلم الأهلي حتى لا يتكرّر ما يُخشى منه.
وخير الكلام ما قلّ ودلّ.