الاحتلال يواصل سياسة ممنهجة لتدنيس المقدسات وتهويدها
كشف تقرير فلسطيني أن مداهمات المساجد والمقابر الإسلامية أو حتى هدمها في فلسطين المحتلة عام 67 أو 48 لم تعد بالأحداث الجديدة، بل هي ممارسة معتادة وممنهجة من الاحتلال “الإسرائيلي”، لما تُحدثُه من ألم نفسي جراء منع مساجد الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه .
فالاحتلال “الإسرائيلي” بات مؤخراً يتعمد اقتحام المساجد والمقابر الإسلامية، وبعضها يقوم باستخدامها خمارات ومطاعم، والبعض الآخر ملاهي ويدنِّسها بإقامة الحفلات الصاخبة والماجنة في ساحاتها، إلى جانب تحويلها أحياناً حظائر، للنيل من قدسيتها، بينما أحياناً يحولها إلى كنس ومتاحف، كما فعل في المسجد الكبير في بئر السبع، الذي يعد المسجد الأول في النقب، والشاهد على بناء المدينة بأيادٍ عربية إسلامية في الحقبة العثمانية .
في الأراضي المحتلة عام 48 لم تعد أسماء “البصة، عين حوض، الخالصة وقيساريا” تُعَرَّف على أنها مساجد إسلامية، لقد حُولت بخبث النية “الإسرائيلية” إلى مطاعم وخمارات وقاعات حفلات لتعاطي المخدرات، بينما المقابر الإسلامية نُبشت من بين ذرات ترابها الهياكل العظمية، وبُنِيَت عليها مواقف السيارات، ومُرر من فوقها شوارع، وأخرى أُنشئت عليها الفنادق الجاذبة للسياح الأجانب، لإيصال رسالة للعالم بيهودية المكان، وثالثة جرفت قبورها التاريخية، وزرعت فوقها آلاف القبور اليهودية الوهمية لفرض أمر واقع، وتحقيق السيطرة على الأراضي الوقفية الإسلامية، وطمس المعالم الإسلامية والتاريخية في الداخل الفلسطيني، أسهم في ذلك الصمت العربي والدولي على الممارسات “الإسرائيلية” على مدار ال 64 عاماً الماضية .
ونقل تقرير ل “القدس أون لاين” عن مدير المركز الاعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث، محمود أبو عطا، تأكيده استغلال الاحتلال للمواسم الدينية اليهودية لممارسة مزيد من التهويد في الأراضي المقدسة، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال بالتعاون مع الجماعات الصهيونية تعمد إلى استجلاب أكبر عدد ممكن من المشاركين في احتفالاتها وطقوسها الدينية، لتغيير الواقع الحضاري الإسلامي العربي الأصيل للمقدسات الإسلامية، وبخاصة المسجد الأقصى، لافتاً الى أنه تعمد مؤخراً تنفيذ الحفلات الصاخبة والراقصة في القصور الأموية المحاذية للمسجد الأقصى، بينما تتعمد الجماعات الاستيطانية القيام بجولات “الاستغفار” في منطقة سلوان والأنفاق المحيطة بالمسجد الأقصى لتظهره بالطابع اليهودي .
وبحسب إحصاءات كشفت عنها مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، فإن المؤسسة “الإسرائيلية” دنست ما يقارب 2350 مكاناً مقدساً إسلامياً ومسيحياً في القرى المهجرة وبلدات الساحل، نحو 1350 منها تقع في شمالي فلسطين من قيساريا خط عرض إلى أقصى الشمال، والمدن الساحلية عكا ويافا وحيفا واللد والرملة، بينما ال1000 موقع الأخرى في القسم الجنوبي من فلسطين .
ويؤكد الشيخ أسامة العقبي -مسؤول الحركة الإسلامية في النقب- أن المؤسسة “الإسرائيلية” عبر ممارساتها الأخيرة باستهداف المقابر والمساجد، وتحويلها إلى كنس ومتاحف وفنادق تهدف إلى تغيير نظرة العالم للمقدسات الإسلامية الفلسطينية، وإظهارها على أنها آثار يهودية ليس لأحد الحق فيها إلا اليهود .
ويرى الناطق الإعلامي باسم مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، محمود أبوعطا، أن الاعتداءات في القدس المحتلة وأراضي ال48 استباحت كل ما هو إسلامي ومسيحي على مستويين: أحدهما أنكى من الآخر، فالاحتلال يسعى لاستنبات تاريخ مزيف على أنقاض المؤسسات الإسلامية والتاريخ والحضارة التي كانت قائمة من خلال طمس معالمها بالهدم والتجريف وإحلال الغير” .