الاحتلال يتراجع عن مشروع برافر التهجيري
حقق فلسطينيو النقب داخل الاراضي المحتلة عام 1948 انتصارا بوجه المخطط الصهيوني “برافر” الهادف الى طرد السكان الفلسطينيين من ارضهم ومصادرة اراضيهم. وتنفس الفلسطينيون الصعداء غداة اعلان الصهاينة التراجع عن المشروع التهجيري بعدما تحول المشروع الى مادة سجالية داخل الكنيست.
فقد اعلن المسؤول المكلف تطبيق مشروع “برافر” بيني بيغن عن تراجع رئيس الحكومة “الاسرائيلية” بنيامين نتنياهو عن تطبيق المشروع، واوضح خلال مؤتمر صحفي في تل ابيب بانه اوصى نتنياهو “بانهاء النقاش على القانون في الكنيست (البرلمان)” وذلك بعد ايام من تقارير حول انقسام الائتلاف الحكومي في اسرائيل حول المخطط، مشيرا الى ان موافقة رئيس الوزراء على هذا الاقتراح”.
وتحدث بيغين عن المعارضة الكبيرة لاقتراح القانون، وقال “ان اليمين واليسار، عربا ويهودا، قد اجتمعوا سوية لتسخين الأجواء إلى درجة الغليان من أجل الربح السياسي”.
الاحتلال الصهيوني
وقد واجه المشروع معارضة كبيرة من نواب اليمين “الاسرائيلي” الذين اعتبروا الاموال والاراضي التي عرضت على البدو في المشروع سخية للغاية، ونواب اليسار الذين اعتبروه مشروعا عنصريا واتهموا الدولة العبرية بسرقة الارض من سكانها البدو العرب الاصليين.
النائب عن حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو ورئيس الائتلاف الحكومي ياريف ليفين قال “انه لن يقوم بتحويل مخطط برافر الى قانون وذلك عقب جدال حاد في لجنة الداخلية في البرلمان هذا الاسبوع”.
ورفض بيغين فكرة ان تكون المظاهرات التي اندلعت في الاراضي المحتلة عام 1948 والضفة الغربية وقطاع غزة ضد المخطط هي التي ادت الى التراجع عنه، واضاف “لم تكن هنالك غالبية في الائتلاف تدعم القانون”.
ورحب النائب العربي في الكنيست محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في بيان بالتراجع عن المخطط، ولكنه حذر من “عدم الغرق في التفاؤل المفرط”، مشيرا الى ان المخطط “ما زال قائما من حيث الجوهر، وهذا ما يتطلب استمرار النضال من اجل سكان النقب”.
ويوجد نحو 260 الف بدوي في “اسرائيل” معظمهم من صحراء النقب في الجنوب، ويقيم اكثر من نصفهم في قرى غير معترف بها دون بنى تحتية وفي فقر مدقع.
ويهدف مشروع “برافر” فيما لو مضت حكومة الاحتلال فيه الى مصادرة أكثر من 800 ألف دونم من أراضي سكان النقب، وتهجير عشرات الآلاف منهم من نحو 35 قرية عربية. وقد اثار هذا المخطط غضب الفلسطينيين ونظمت تظاهرات احتجاجية على هذا المشروع، داخل المدن الفلسطينية المحتلة عام 1948 وفي مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.