الاحتلال الإسرائيلي يحاول تأليب الشارع الفلسطيني على المقاومة
يحاول الكيان الإسرائيلي، بشتى الطرق والوسائل، تأليب الشارع الفلسطيني على المقاومة، بهدف إحداث شرخ بينهما، كي يقضي على حالة الصمود والثبات في المواجهات المقبلة.
ولا تُخفي المقاومة الفلسطينية أن تنسب فضل ثباتها في المواجهات مع العدو الإسرائيلي، للحاضنة الشعبية، التي صمدت، وحمت ظهر رجالها في الميدان، وشكلت سياجًا منيعًا مكنهم من تحقيق انجازاتٍ ملموسة.
وكانت آخر محاولات الاحتلال دق الأسافين، نشره أنباءً تدعي سرقة المقاومة لمعونات ومساعدات اغاثية مقدمة من “جهات دولية” للشعب الفلسطيني.
وخاطب مسؤول “الإدارة المدنية” بجيش الاحتلال في المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية الجنرال يؤآف مردخاي، أهالي قطاع غزة، باللغة العربية قائلًا :”أتوجه لكم اليوم برسالة عن قيام حركة حماس “الإرهابية” بسرقة أموالكم لـ”مصالحها الإرهابية””، على حد وصفه.
وأضاف :” الذي سوف اكشفه اليوم تحدى حدود المعقول. بعد تحقيق طويل، تبين أن “حماس” تستخدم الأموال التي تدعمها دول العالم لعمل المنظمات الدولية مثل World Vision في غزة”.
وتابع مردخاي ادعاءاته :” تم تحويل ملايين الدولارات المخصصة لإقامة مشاريع، مساعدة السكان، وحتى مواد غذاء للمحتاجين، سرقتهم “حماس” وحولتهم الى الجناح العسكري، لبناء معسكرات، زيادة معاشات حفر أنفاق الموت، التي هي السبب الرئيسي بتدميركم وتدمير غزة كلها”، كما أقرّ.
واتهمت “تل أبيب” مدير عمليات مؤسسة World Vision في غزة محمد حلبي، بتحويل عشرات ملايين الدولارات، خلال عدة سنوات، لصالح حركة حماس.
ووجهت محكمة بئر السبع الخميس الماضي، لحلبي تهمًا تتعلق بالمساس بالأمن الإسرائيلي. وتم اعتقاله – كما أُعلن – في عملية مشتركة لـ”الشاباك” والشرطة الإسرائيلية على معبر “إيرز” منتصف شهر يونيو/ حزيران الماضي، وهو في طريق عودته لقطاع غزة.
وادعى جهاز “الشاباك” أن حلبي كان يتحكم بميزانية العمل في غزة، حيث كان يقيم “مزادات مزيفة” لمشاريع تشرف عليها المؤسسة، والشركة الكاسبة، كانت تعلم أن 60% من أموال المشروع، تخصص لحركة حماس.
وبحسب زعم المحققين الإسرائيليين، فإن من “المشاريع المزيفة” بناء دفيئات زراعية، إنعاش حقول زراعية، مشاريع صحة جسدية ونفسية، مبادرة لمساعدة صيادي الأسماك، مركز لمعالجة ذوي الإعاقات العقلية والجسدية، وإنشاء جمعيات زراعية. وبواسطة هذه “البرامج المزيفة”، تمكنت حركة حماس من تضخيم الميزانية، وتبييض الأموال عن طريق المؤسسة، التي يديرها حلبي.
وسمح مشروع بناء الدفيئات الزراعية – كما واصل “الشاباك” ادعاءاته – البحث عن مواقع ملائمة لحفر الأنفاق، بينما تم استخدام برنامج مساعدة صيادي الأسماك لشراء قوارب متطورة، وبدلات الغطس، التي يمكن أن يستخدمها غواصو حماس في عمليات ضد “إسرائيل”.