’الإمام الخميني .. والوحدة الإسلامية’ .. ندوة من تنظيم المستشارية الثقافية الإيرانية وحركة الأمة
لمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لرحيل الإمام الخميني (قده) نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، وحركة الأمة، ندوة فكرية تحت عنوان: “الإمام الخميني (قده).. والوحدة الإسلامية”، في مركز حركة الأمة الرئيسي في بيروت، بحضور سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد فتحعلي، وممثلين عن قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، وممثلين عن سفراء عدد من الدول العربية والإسلامية، وممثلين عن الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللبنانية، كما شارك فيها المستشار الثقافي الإيراني السيد محمد مهدي شريعتمدار، رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين الشيخ حسان عبد الله، ممثل حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين (لبنان) أبو عماد الرفاعي، والأمين العام لحركة الأمة الشيخ عبد الناصر جبري.
بداية الندوة كانت مع آيات بينات من القرآن الكريم، وكلمة ترحيبية من الشيخ إبراهيم البريدي.
ثم كانت كلمة الشيخ حسان عبد الله حيث قال “إن عمق بصيرة الإمام الخميني (قدس سره) جعله يعرف منذ البداية أن أخطر ما يواجه أمتنا هو الفرقة، لذلك دعا للوحدة الإسلامية كحل وحيد لتأمين القوة التي بها تنتصر الأمم”. وأضاف إن “القضية المركزية التي حَمَلْتَ همّها شاباً ثم عالماً ثم مرجعاً ثم قائداً هي قضية فلسطين، التي هي اليوم، وبفضل الله، وبفضل إرشاداتك لقادة الجمهورية الإسلامية، تحتل المرتبة الأولى في اهتمامات كل مسلم واعٍ مُحب لله ولرسوله”.
بدوره، أبو عماد الرفاعي، قال “لم تكن الوحدة الإسلامية، بالنسبة للإمام، مجرد شعار يردده في فضاء السياسة؛ بل كان منهجاً رائداً، وإطار تفكير دائب، لتحقيق هدف محدد، وغاية واضحة: بناء قوة المسلمين في مواجهة المشروع الاستعماري الغربي الذي يستهدفهم، وممراً إلزامياً نحو تحرير فلسطين”. وأضاف “عندما أطلق الإمام الخميني يوم القدس، فإنه كان يبحث عمّا يجمع الأمة، ويوحّدها، ويشحذ طاقاتها، باتجاه قضيتها المركزية”. وتابع القول “ليست القدس للشعب الإيراني وحده، ولا للشعب الفلسطيني وحده، بل هي قبلة المسلمين جميعاً، هكذا أرادها الله سبحانه وتعالى، آية في كتابه العزيز.. ترتبط برباط إلهي بالمسجد الحرام، لكي تدلّ المسلمين على طريق الوحدة والكرامة والعزّة، عندما تتفرق بهم السبل”.
وأوضح الرفاعي أن “ما يجري في القدس اليوم، وما يخطَّط لها ويدبَّر، ينبغي أن يكون صرخة استغاثة، ونداء استيقاظ لكل الأمة من كبوتها .. فلسطين وحدها تجمع ولا تفرق، ولهذا السبب بالذات نشاهد التوغّل الصهيوني للإطباق على القدس وأهلها وتراثها، ومقدساتها، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك”.
وفي كلمة له، لفت السيد محمد مهدي شريعتمدار الى أن “دعوة الإمام الخميني (قده) إلى توحيد الصف لم تكن نابعة عن موقف سياسي قد تغيّر معالمه تقلبات الزمن وأحداثه، كانت دعوة إيمانية صادقة ثابتة أسست لخطاب إسلامي جديد قادر على نسف تركات الماضي ومواجهة التحديات من أجل بناء أمة وسط يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر”.
وأضاف “كان الإمام الخميني (قده) صادقاً، هادفاً لتجميع طاقات الأمة بأطيافها بعيداً عن المصالح الوطنية والفئوية الضيقة، متطلعاً إلى أن تتجه كل الأنظار الى القضية الأساس، غير آبه بما قد ينتج عن هذا الخطاب من انتقادات من داخل مجتمعه أو مواجهة من المتربصين لوحدة الأمة بالمرصاد”.
ولفت شريعتمدار الى أن “الإمام الخميني (قده) كان حقاً عراب الانتصارات في زمن النكسات”.
من جهته، الشيخ عبد الناصر جبري رأى أن “صورة الإمام كانت جذابة من خلال تربيته لأبنائه، وفريدة، ومسيرة الخامنئي اليوم هي امتداد لمسيرة ومصداقية ذلك الإمام الذي قال “إن الدين هو الطريق لرقي وازدهار الشعوب”، وقد كان الإمام الخميني لا يستحي من الحق، فواجه أميركا وقال عنها “الشيطان الأكبر”، واستطاع العمل بشكل دائم لمواجهة اليهود والعدوان “الإسرائيلي”.