الأهمية الإستراتيجية لحي الخالدية في حمص
قناة الميادين ـ
تقرير غراسيا بيطار:
ما قبل القصير وما بعدها، لا يمكن فهم بطاقة التعريف الإستراتيجية لحي الخالدية من دون أخذ معركة القصير بعين الاعتبار والانطلاق منها نحو بقية مناطق حمص.
حي الخالدية هو أحد أكبر أحياء مدينة حمص، وفي الصراع الدائر يعد أحد أهم معاقل المعارضة المسلحة. هو حي سكني عريق ومن أشهر شوارعه النهضة، سيطرة الجيش السوري عليه من شأنه قطع إمكان تنقل المسلحين داخل الأحياء المجاورة التي يسيطرون عليها كلياً أو جزئياً وهي: باب هود، باب الدريب والحميدية. فحي الخالدية يعد ممراً إنسحابياً وإستراتيجياً للمجموعات المسلحة من شمال المدينة باتجاه الريف أو حتى ضمن الأحياء الواقعة تحت سيطرة المسلحين.
من أبرز معالم حي الخالدية جامع خالد بن الوليد، اسم الحي مشتق من اسم الجامع. وفي إطار تبادل الاتهامات يقول الجيش السوري بأن المعارضة كانت تتخذ من الجامع درعاً لكي تمارس إرهابها وفخخته بالعبوات الناسفة، بينما تتهم المعارضة الجيش بأنه قصف الجامع بلا هوادة.
على الأرض، اقتحم الجيش السوري الخالدية من ثلاثة محاور هي: شارع القاهرة، وادي السايح والقرابيص. وتقدم الجيش حتى مواقع متقدمة من الحي برغم مقاومة المسلحين الكبيرة ووفق معلومات عسكرية “للميادين” اعتمد الجيش السوري في إقتحامه الخالدية على فرق المشاة وقوات الدفاع الوطني، تقدم ببطئ بسبب زرع المعارضة ألغاماً كثيرة في مباني الحي.
إقتحام الخالدية يمكن قراءته أيضاً كجزء من كل حمص، فمعركة مهمة لضبط الطريق الدولية بين دمشق والساحل السوري وقطع الطريق الإمداد على المعارضة في ريف المدينة ولا سيما منطقتي الرستن وتلبيسة شمال حمص المدينة.
باقتحامه الخالدية يسيطر الجيش السوري على خط الدفاع الأول للمعارضة باتجاه الأحياء القديمة جنوب الخالدية وباتجاه مدينة حمص القديمة.