الأميركي الدجال و العنف في سورية
وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:
يتجدد الكلام عن وقف العنف في سورية وينطلق معه حبل النفاق الأميركي والغربي والخليجي والتركي ويستمر معه التباكي العالمي على الخسائر التي يتكبدها السوريون من أرواحهم واقتصادهم واستقرارهم.
أولا: إن هدنة الإبراهيمي كانت محكومة بالفشل قبل أن تبدأ و على الرغم من تجاوب الدولة الوطنية السورية والقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة ، والسبب المباشر والأهم هو تصميم الدول المعتدية على الأمن السوري ، على منع وقف العنف بشتى الوسائل ، وهذه الدول هي نفسها التي تقف خلف إرسال الأسلحة والأموال إلى العصابات الإرهابية ، وهي التي سهلت انتقال آلاف المقاتلين إلى سورية ، من أعضاء المنظمات الإرهابية الدولية العابرة للحدود وقد بات معلوما أن الكلام يتعلق بكل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا و تركيا والسعودية وقطر وكذلك بالتنظيم العالمي للأخوان المسلمين وشبكة القاعدة.
ثانيا: إن ما يسمى بالمجموعة الدولية تتكون في الواقع من الدول الكبرى صاحبة الفيتو في مجلس الأمن وهي مجموعة منقسمة في الموقف من الوضع السوري كما صرح الإبراهيمي غير مرة ، فالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تريد تدمير الدولة السورية ، وتتآمر عليها وهي تغذي الإرهاب في سورية ، بينما تخلص كل من روسيا والصين بأمانة لفكرة وقف العنف ، و هي تسعى لفتح الطرق أمام الحل السياسي و تحريك حوار بين الدولة الوطنية وقوى المعارضة المفترضة ، لكن جميع المساعي تصطدم بالجدار الأميركي و ملحقاته إن الصين وروسيا تعلمان جيدا أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين يرفضون بالمطلق أي قرار في مجلس الأمن الدولي يتضمن عقوبات على الدول المتورطة في الحرب على سورية ويردع المسؤولين عن إدامة العنف بل على العكس لقد حاولت هذه الدول استعمال مجلس الأمن لتصعيد العدوان على سورية وجرى صدها بالفيتو الروسي الصيني المزدوج.
ثالثا: إن العصابات الإرهابية التي تتشكل من جماعات متعددة ومتناحرة وترتبط بمرجعيات دولية وإقليمية متنافسة ، ليست طرفا محدد العنوان ، أو فريقا منسجما يمكن التفاوض معه على وقف لإطلاق النار ، ولو في حدود هدنة أيام ، والعنوان الوحيد في الواقع الذي يمسك بخيوط التحكم التي تربط الجماعات الإرهابية الرئيسية داخل سورية ، هو عنوان مدير المخابرات الأميركية ديفيد بترايوس ، ولذلك فالسؤال عن فرص وقف النار في سورية ، يتعلق بالموقف الأميركي الذي ليس مؤجلا ، في انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية كما يزعم بعض المحللين.
رابعا : تجري المؤسسة الحاكمة الأميركية تقييما لفرص التصعيد ولكلفة التراجع في سورية وهي تتخذ من الانتخابات الرئاسية غطاء لإبقاء الأمور معلقة لأشهر ، و من السيناريوات التي طرحت أن الإدارة الجديدة يمكنها الاستعانة بالحليفين الروسي والصيني للتراجع وتحاشي دفع الكلفة الكبيرة للفشل في سورية ، كما طرح أيضا خيار التصعيد وتحدث بعض المحللين الأميركيين عن التسليح النوعي للعصابات الإرهابية وعن تدريب قوة جديدة مما يسمى بالجيش الحر في تركيا ، تمهيدا لدفعها إلى ساحات القتال.
الزمن الفاصل عن نهاية العام يستعمله الأميركي لدراسة الخيارات و يغطيه بحملة الأكاذيب و الدجل السياسي ، لكنه أيضا هو فسحة يستطيع بها الجيش العربي السوري قلب الطاولة وفرض وقائع جديدة بفضل الدعم الشعبي المتزايد لدوره الحاسم في تخليص سورية وفي إلحاق الهزيمة بحلف العدوان فالإدارة الجديدة يجب أن تصل من غير أن يكون أمامها خيار آخر غير الاعتراف بالهزيمة أمام شعب سورية وجيشها وقائدها.