الأسير نجيب مفارجة… منعه الاعتقال من إكمال تعليمه في الخارج فزجه داخل سجن
مركز أحرار لدراسات الأسرى:
التعليم حق للجميع… لربما نسمع هذه الكلمة في اعتصامات ومظاهرات الدول التي لا ينقصها شيء سوى الحصول على الحق في التعليم، لكن هنا في فلسطين الأمر مختلف تماما، فنحن لا يحق لنا أن نطالب بهذا الحق الكبير الذي يسبب الألم ويزعزع سلامة وأمن الاحتلال.
الأسير نجيب أحمد نجيب مفارجة، 27 عاما من بيت لقيا قضاء مدينة رام الله، بقي طالبا جامعيا لمدة عشرة سنوات، ليس لتقصير منه أو لإهمال، ولا من أجل عدم اجتهاده في الدراسة، بل هو سبب حقيقي مؤلم، وهو الاعتقال والسجن من المحتل الاسرائيلي.
الأسير مفارجة، طالب في جامعة بير زيت درس الهندسة الكهربائية، وكان من أبرز القيادات النقابية في الجامعة، فكانت الضريبة السجن أكثر من مرة.
أبو نجيب، والد الأسير، قال لمركز “أحرار” لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان:” نجيب كان نعم الابن ونعم الطالب ونعم الجار والأخ المعين لإخوانه، كان مجتهدا في دراسته، وكان يحافظ دوما على دروسه ويحافظ على الالتزام بالواجبات الاجتماعية، ولا يترك أي مناسبة سوى كانت فرحا أو ترحا إلا ويشارك بها الأصحاب والأحباب”.
ويكمل أبو نجيب:” في كثير من الأحيان، كنت أشعر بالخوف على ولدي نجيب، فالاحتلال كان دوما يعتقل نشطاء العمل النقابي في الجامعات ويطاردهم، ويعلم من عملائه كل سير أعمالهم وتحركاتهم، حتى فوجئنا ذات يوم، بقيام الجيش الاسرائيلي باعتقال نجيب، وكان ذلك في عام 2005 وسجن في تلك الفترة مدة 7شهور، وكان حينها قد انقطع عن الدراسة، إلا أنه وعندما تم الإفراج عنه استطاع أن يكمل دراسته ويكمل حياته الطبيعية”.
ويضيف أبو نجيبب للمركز الحقوقي “أحرار”:” اعتقل ولدي نجيب مرة ثانية في عام 2011 وحكم بالسجن الفعلي حينها مدة 11 شهرا ، وكان متنقلا بين السجون فعاش فيها فترات متفاوتة”.
أما المرة الاخيرة لاعتقال نجيب، والتي كانت فيها الحكاية الأكثر مرارة وقهرا، وترتبت على إثرها مشاكل كثيرة، تأثر بها مستقبل وحياة نجيب، في ذلك الوقت كان نجيب قد أعد نفسه للسفر للخارج، لإكمال دراسته وهروبا من الواقع الأليم الذي عاشه في البلد، من اعتقال وعيش في رعب وخوف، فقرر وعزم على الرحيل، وعندما وصل نجيب للجسر فوجئ باحتجازه من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي، وأخذوه وحققوا معه في غرفة منفردة، وقالوا له” نريد دراسة ملفك الأمني جيدا، فربما يكون سفرك ممنوعا، وأرادوا بذلك إعادته عن الجسر، إلا أن نجيب نسي هويته هناك وعاد للبيت، وفي اليوم الثاني اتصلوا عليه وأخبروه بأن يذهب عندهم بحجة الهوية لكنه قال سأذهب في يوم آخر، وبعد ذلك بيومين اقتحم الاحتلال منزل عائلة نجيب واختطفه من بينهم وحكم عليه بالسجن الإداري.
والد الأسير مفارجة، وهو أسير سابق يشعر بابنه واعتقاله وسجنه يقول بألم شديد:” لم يكفهم ما فعلوا بابني طيلة السنوات السابقة خلال دراسته، ولم يكفهم التعذيب له حتى أنه يعاني من الإغماء الفجائي، ويعاني أيضا من جيوب أنفية وقد زاد وضعه سوءا داخل السجن”.
ويكمل أبو نجيب لأحرار:” قمنا بالتقديم لتصاريح الزيارة والآن ننتظر خروجها، ونحن في أمس الحاجة لمعرفة أوضاع نجيب داخل السجن، وطالب بضرورة الاهتمام بالأسرى وضرورة تأمين المعلومات عنهم أولا بأول لطمأنة ذويهم”
من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لحقوق الإنسان أن هناك إستقصاد كبير وواضح للطلاب الجامعين من خلال تكرار عمليات إعتقالهم ومنعهم من اكمال دراساتهم العليا .
وذكر الخفش أن هناك مئات الحالات التي حرمت من أكمال دراستها خارج فلسطين كونه أسير محرر فتمنعه وتقوم بإعادة إعتقاله حتى يعدل عن فكرة إكمال دراسته .