الأزمة اللبنانية والحلّ المستحيل…
جريدة البناء اللبنانية-
عمر عبد القادر غندور:
في ضوء المسارات الضبابية لمحاولات كسر حدة أزمة انتخاب رئيس جديد لجمهوريتنا المخلوعة، بات من المبكر توقع نهاية وشيكة لانتخاب الرئيس!
والمؤكد انّ لبنان سيخوض أولمبياد اجتياز الحواجز، وسينتقل من فراغ الى آخر، بدليل انّ الدول المهتمة والتي اجتمعت في باريس في وقت مضى، وهي فرنسا والولايات المتحدة والسعودية ومصر وقطر انتهت الى الانصراف من دون بيان ختامي، بعد ان رفضوا الدخول في سراديب السياسة اللبنانية المتشعّبة واكتفوا بدعوة اللبنانيين الى المستحيل من الحوار والتفاهم، وان لا ينتظروا ايّ مساعدات خارجية، في ضوء امتناع الدول المقتدرة عن مدّ يد المساعدة المالية خوفاً من سرقتها على غرار السرقات التي نهبت مالية الدولة والبنك المركزي ونهب المصارف لودائع اللبنانيين، لا بل انّ الاتحاد الأوروبي الذي تمثله فرنسا على وشكّ فرض تدابير احترازية على المستوى الجماعي، وتقول المعلومات انّ اللوائح الاسمية باتت جاهزة، بينما البنك الدولي يطالب بالإصلاح قبل تسليم المساعدات .
وبات واضحاً انّ الأطراف المتشاكسة هم جزء من المشكلة وليسوا جزءاً من الحلّ…
ولا يظنّ أحد من الأطراف المعنية انه خارج هذا التصنيف «وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ» (28) الانعام
اذ لا يعقل ان يتولى مهمة الإنقاذ نفس الأشخاص من جميع الملل والأحزاب، الذين تقاسموا المسؤوليات وإدارة شؤون الدولة منذ ثلاثة عقود! ولا يُعقل أن يكون هؤلاء وكلاء «التفليسة»…
ولا يبدو وجود ايّ حلّ في الأفق، ولو تدخل العديد من الدول، إلا بالعودة الى «فسيفساء» الطوائف في دولة الطوائف ومعاودة الحوار والتفاهم والاتفاق لإنتاج ما يشبه الدولة والأصحّ صيغة الدولة!
ومن غير التفاهم الطوائفي لن يكون للبنان رئيساً وحكومة ودولة… مع الأسف لن يكون لنا دولة حقيقية غير ملغمة ما لم نشطب الطائفية السياسية من قاموس نظامنا ونتوقف عن تقاسم الريع والمراكز على الطوائف.