اسرائيل وحزب الله … استعدادات واسعة لحرب أنفاق وصواريخ مفتوحة
تقول مصادر واسعة الاطلاع لـصحيفة المنــار نقلا عن دوائر أمنية أن حزب الله واسرائيل أمام مواجهة عسكرية ، قد تكون محدودة وقد تكون واسعة، لكنها بالتأكيد ستكون شرسة و “كسر عظم”، وأن المتابع لما يجري على جانب الحدود بين اسرائيل ولبنان يؤكد هذه الحقيقة، ويتفق معها.
تقول هذه الدوائر أن الموقف في اسرائيل يتحدث عن أن حزب الله هو التهديد المركزي والرئيسي لاسرائيل، وأن الحزب استفاد بمستويات غير مسبوقة من القتال الذي تخوضه عناصره داخل سوريا، وهناك معلومات قادمة من الجنوب اللبناني تتحدث عن مئات الانفاق المفخخة، والمخصصة للانتقال من منطقة الى اخرى أعدها حزب الله خلال العامين الاخيرين، واسرائيل ترى في هذه الانفاق تهديدا أساسيا في أي اشتباك مستقبلي بين الطرفين، والأخطر في هذه الانفاق هي المخصصة للتسلل، وتقوم اسرائيل من فترة الى اخرى بعمليات ميدانية من خلال المركبات الهندسية الضخمة لاحداث حالة ارتجاج واهتزاز في بعض المناطق للمساعدة في انهيار تلك الانفاق، لكن ، تبقى هناك بعض الانفاق التي لم ينجح الجيش الاسرائيلي حتى الان في نزع مخاطرها.
وذكرت المصادر نقلا عن الدوائر الأمنية المذكورة أن سلاح الطيران الاسرائيلي سيقوم في أية مواجهة قادمة مع حزب الله باستهداف مداخل الانفاق داخل جنوب لبنان، مستندا الى معلومات استخبارية، غير أن اسرائيل لا تدرك مدى دقتها الا في المواجهة الميدانية المقبلة، والقيادات الاسرائيلية تعتبر حزب الله ومقاتليه خبراء في القتال تحت الأرض، ولهذا السبب تعمل العديد من الوحدات العسكرية المختارة على تهيئة وتدريب عناصرها على أساليب القتال داخل الأنفاق.
وعلى الرغم من محاولات الطرفين حزب الله واسرائيل ضبط النفس، ورغم “المشاحنات” التي يقوم بها كل طرف ضد الآخر يبقى اشتعال فتيل المواجهة القادمة أمرا حتميا، ولا يمكن تعطيله ، فالجانبان حزب الله واسرائيل استكملا بناء قوتهما التي تضررت بعد حرب لبنان الثانية، ومنذ أن وضعت تلك الحرب أوزارها تتواصل المشاغبات على “نار هادئة”، لكنها غير كافية لاشعال الاوضاع بصورة خطيرة، كمحاولات الاغتيال وعمليات تفجير للعبوات الناسفة وقصف بالقذائف، لكن، جميع هذه الحوادث لم تتجاوز الخطوط الحمراء، وتدرك اسرائيل أن خطر الصواريخ لن يكون الخطر الوحيد القادم من حزب الله، بل هناك العديد من المخاطر التي ستضطر اسرائيل للتعامل معها، ومن بينها، الطائرات الصغيرة بدون طيار المفخخة، حيث تفيد المعلومات الاستخبارية لدى اسرائيل بأن حزب الله يمتلك عددا لا بأس به من هذه الطائرات التي حصل عليها وعلى خبرة تشغيلها من ايران.
وترى الدوائر الأمنية أن المواجهة القادمة بين اسرائيل وحزب الله ستكون ممتدة ولن تقتصر على الحدود الشمالية، بين اسرائيل ولبنان، بل ستمتد الى مناطق الجولان، والمساعدة الايرانية هذه المرة ستكون واضحة، وتقول الدوائر أن أحدا لا يعلم اذا ما كان حزب الله قد نجح بالفعل في تجاوز الرقابة التي تفرضها اسرائيل جوا على الحدود مع سوريا ولبنان لمنع انزلاق اسلحة متطورة من سوريا الى الحزب، غير أنه من المؤكد أن حزب الله نجح في السنوات التي تلت حرب لبنان الثانية في التزود بالصواريخ المتطورة المضادة للطائرات، وهذه الصواريخ قد تشكل خطرا حقيقيا على طائرات سلاح الجو الاسرائيلي في أية مواجهة قادمة مع حزب الله، اضافة الى التهديد الذي تشكله صواريخ بر ـ بحر على السفن الحربية الاسرائيلية.
وتضيف هذه الدوائر أن المواجهة المقبلة ستكون مفتوحة ليس من الناحية الزمنية، وانما ستكون عابرة للحدود، وهنا، قد تتعرض مصالح اسرائيل البعيدة لخطر الاستهداف ، فأية حرب قادمة بين الجانبين هي حرب حياة أو موت.
وتعترف الدوائر الأمنية بأن جميع الدول العربية سقطت تباعا من قائمة الدول والجهات التي تهدد اسرائيل، ولم يتبق في هذه القائمة الا جهة عربية واحدة، هي حزب الله، وايران على المستوى الاقليمي.
صحيفة المنار المقدسية