اسرائيل تعيد سيناريو جيش انطوان لحد.. في سوريا !
أشار مصدر قريب من قيادة “حزب الله” لصحيفة “الراي” الكويتية الى ان “النقطة المستهدفة في جرود جنتا متداخلة بين الحدود اللبنانية السورية وكانت تُستخدم في الماضي كموقع لوجستي وهي تقع على تماس مع الحدود السورية حيث توجد، في المقلب الاخر، مواقع وسيطرة كاملة للمعارضة السورية منذ المراحل الاولى للحرب السورية، ولهذا فان اي زعم او ادعاء بانه تم استهداف سلاح كان يُنقل من تلك المنطقة الى داخل لبنان هو محض خيال، وكلانا، نحن والعدو الاسرائيلي، نعلم ذلك، وبغضّ النظر عن بعض الاضرار المادية التي لا تستحق الذكر، فان الهدف من الغارتين لم يكن إحداث ضربة مباشرة بل لتوجيه رسائل متعددة الوجه”.
وأضاف المصدر “اسرائيل التي تعالج الجرحى من المعارضة السورية لا ترغب بوجود “القاعدة” والتكفيريين على حدودها مما يتوجب عليها من وجهة نظرها ايجاد منطقة عازلة من الراغبين بالالتحاق بركبها وهي تقدم لهؤلاء الدعم اللازم لذلك لتعيد سيناريو جيش انطوان لحد من دون ان تأخذ في الاعتبار كيف اعطى وجود هذه الميليشيا دعماً وسبباً لقيام المقاومة المشروعة ونهوضها، الا ان اسرائيل لم تكن تقوم بذلك من دون ابلاغ حليفها وهذا ما يأخذنا الى احتمالات اخرى ارادت عبرها اسرائيل جس نبض حزب الله معوّلةً على سكوته وعدم تأكيد الغارة”، مضيفاً ان “حزب الله، ورغم تواجد بضعة آلاف من ضباطه في سوريا، لن يتأخر بفتح الجبهة العسكرية بكل اذرعها مع اسرائيل، ووجود قواته في سوريا لن يؤثر على جهوزيته في لبنان وهذا ما لمسه العدو في الساعات الاولى من الاستنفار المتقابل على الحدود اللبنانية الاسرائيلية”.
وأكد المصدر ان “اميركا في حال تخبط بالنسبة الى الوضع في سوريا، فهي لا تريد للنظام ان ينتصر ولا تريد للقاعدة والتكفيريين السيطرة على سوريا دون ان تكون لديها اي خيارات اخرى بديلة، الا انه من ثوابت اميركا المعلنة هي المحافظة على امن اسرائيل، ولذا فهناك دعم كامل لاحتمال تقدُّم اسرائيل وقضم اراضي سوريا من قبلها او من خلال حلفاء لها جدد على الساحة السورية”، لافتاً الى ان “اسرائيل أرادت ان تقول انها موجود وتستطيع التدخل اكثر في الحرب الدائرة في سوريا، ورسالتنا لها عند اعلان حدوث الغارة اننا موجودون ونستطيع تحمل القتال على اكثر من جبهة اذا استلزم الامر ذلك ولن نتردد باستخدام الخبرات المتراكمة والقدرات القتالية والعسكرية اذا فُرضت المعركة”.
وأكد ان “اسرائيل قالت ان حزب الله يملك بضعة آلاف من الصواريخ بعد حرب 2006، واليوم يقولون ان الحزب يملك اكثر من مئة الف صاروخ وتراكم خبرات في سوريا وصواريخ دقيقة متطورة، إذاً فان أي محاولة للحد من جهوزية حزب الله أثبتت فشلها وهم يدينون أنفسهم بلسانهم. ولذلك فان أي رسالة ارادت اسرائيل ان ترسلها الى حزب الله، فان الرد عليها معروف وثوابت حزب الله معروفة، واذا ارادت اسرائيل ايجاد منطقة عازلة في سوريا فنحن سنكون موجودين على هذه الجبهة ايضاً”.