استغراب تركي لمواقف سعد الحريري
صحيفة السفير اللبنانية:
استغربت أوساط تركية مقربة من «حزب العدالة والتنمية» ما نُسب الى رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري في الاعلام اللبناني حول السياسة التركية الاقليمية والعلاقات بين انقرة وبيروت وذلك عشية استعداده لزيارة القاهرة.
وتمنت الأوساط المتابعة عن قرب لمراحل التطور التدريجي في العلاقات التركية اللبنانية، ان لا يكون ما نسب الى الحريري مؤخراً حول السياسة التركية «صحيحا»، خصوصا انه يرتبط مباشرة بمشروع تجاري ـ مالي في مدينة طرابلس دفعه للجمع بين السياسة التركية حيال لبنان ومسألة لبنانية داخلية بحتة يراد منها الاساءة الى التقارب التركي اللبناني الاخير الى درجة دفعتنا لقراءة موقف مفاجئ للحريري يقول فيه «إن الهبة التركية مجرد وهم ولن تبصر النور، وتركيا اليوم لا تضعنا في حساباتها بل هي تهتم بأمورها الداخلية، وبدل أن تتبرع لنا بهبة مالية قدرها خمسون مليون دولار لإعادة بناء السرايا العثمانية (في طرابلس)، لتلتفت الى مشاكلها المالية التي تنعكس سلباً على كل قطاعاتها».
وذكّرت الأوساط التركية الرئيس الحريري «بمواقفه السياسية السابقة حيال انقرة»، ومنها إشادته بوقوف تركيا إلى جانب القضايا المحقة في العالم العربي والإسلامي «وهي كانت السند الوفي للبنان في كل الأوقات الصعبة وهي تعمل على الاستقرار الأمني والسياسي ويتجلى ذلك من خلال انضمامها إلى اليونيفيل».
واذ استغربت أسباب تراجع الحريري عن مواقفه، تمنت الا يكون بين اسباب هذا التحول نوع من الحسابات السياسية الداخلية الضيقة او قراءة إقليمية خاطئة دفعته للتخلي عن موقفه السابق الذي كان يردد فيه ان «مساعدة تركيا الديبلوماسية والأمنية والإنسانية للبنان تهدف الى ترسيخ أمنه وسيادته واستقلاله». كما أنه كان دائما يكرر بأنه يتوقع من تركيا «لعب دور إيجابي» في قضية الصراع العربي الاسرائيلي. وذكرت الأوساط التركية بأن ثمة عشرات العقود والاتفاقيات الموقعة بين لبنان وتركيا في الاعوام الاخيرة ومنها إلغاء تأشيرات الدخول، الصحة، الزراعة، التعاون العسكري، النقل، التعليم وتوفير الطاقة الكهربائية للبنان، ورأت أن الحريري لم يكن مضطرا للربط بين زيارته الى القاهرة ومحاولة إطلاق مواقف من هذا النوع، وذلك بناء على توصيات مصرية!
[ad_2]