أناس يشاركون في مظاهرة في باريس بفرنسا يوم 6 يونيو 2020. واحتشد عشرات الآلاف من الأشخاص يوم السبت في باريس وعدة مدن فرنسية أخرى لتقديم التحية لجورج فلويد.
اندلعت المزيد من الاحتجاجات المناوئة للعنصرية ووحشية الشرطة يوم الأحد تحت شعار “حياة السود مهمة” في مدن أوروبية مثل بروكسل وكوبنهاغن ولندن وبودابست ومدريد وبرشلونة.
ونزل عشرات الآلاف يوم السبت إلى شوارع مدن برلين وباريس وميونيخ وهامبورغ وفرانكفورت ودبلن وبراغ لدعم حركة “حياة السود مهمة” التي اجتاحت الولايات المتحدة ودول أخرى حول العالم على خلفية مقتل جورج فلويد، الأمريكي من أصل إفريقي الأعزل، أثناء احتجازه على يد الشرطة الأمريكية.
متظاهرة تشارك في احتجاج “حياة السود مهمة” في بروكسل ببلجيكا يوم 7 يونيو 2020.
وتوفي فلويد، 46 عاما، في 25 مايو في مدينة مينيابوليس الأمريكية بعد أن جثا ضابط شرطة أبيض على رقبته لمدة تسع دقائق تقريبا. واحتضر فلويد وهو مكبل اليدين تحت أقدام الشرطي بينما كان يردد” لا استطيع التنفس”.
متظاهرون يشاركون في احتجاج “حياة السود مهمة” في بروكسل ببلجيكا يوم 7 يونيو 2020.
— أوروبا “لا تستطيع التنفس”
وفي بروكسل، مقر الاتحاد الأوروبي، تظاهر أكثر من 10 آلاف شخص من مختلف الأعمار والأصول بعد ظهر الأحد في بليس بولارت في وسط المدينة. وردد المتظاهرون الذين جاءوا من مختلف أنحاء بلجيكا هتافات منها “حياة سوداء مهمة”، “لا عدالة، لا سلام”.
كما حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها “الشرطة تقتل” أو “لا نستطيع التنفس”، آخر الكلمات التي رددها جورج فلويد قبيل وفاته.
ونقلت صحيفة ((بروكسل تايمز)) عن انجي كازي المتحدثة باسم الشبكة البلجيكية لحملة “حياة السود مهمة” والتى دعت لتنظيم الاحتجاج، إن “مقتل جورج فلويد أيقظ بوضوح العديد من الناس”، وأضافت: “الكثير من الناس ضاقوا ذرعا بعنف الشرطة، وهو ما يؤثر بصورة منهجية على السود”.
وفي العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، تجمع أكثر من 15 ألف محتج بسلام أمام السفارة الأمريكية بعد ظهر الأحد، حيث حملوا لافتات ورددوا هتافات تندد بوحشية الشرطة والعنصرية في إطار تظاهرة لحركة “حياة السود مهمة” الدنماركية.
وبعد التظاهر أمام السفارة الأمريكية لمدة ساعة وهم يهتفون بعبارة “لا أستطيع التنفس”، شق المتظاهرون طريقهم إلى وسط كوبنهاغن باتجاه تمثال حورية البحر الصغيرة على طول شارع كونغيجيد قبل أن يصلوا إلى كريستيانسبورغس سلوتس بلاتس، مقر البرلمان الدنماركي، لإلقاء الخطب.
وفي إسبانيا، أضاف الآلاف من الأشخاص أصواتهم إلى احتجاجات “حياة السود مهمة” في جميع أنحاء العالم. ووفقا لمحطة ((آر تي في إي)) التلفزيونية الإسبانية، شارك ما يقدر بنحو 3 آلاف شخص في تظاهرة بمدريد بدأت خارج السفارة الأمريكية.
وأعطى مندوب الحكومة الإسبانية الإذن لـ200 شخص للمشاركة في الاحتجاج، ولكن حضر عدد أكبر بكثير من المتوقع لإظهار دعمهم، كما حدث أيضا في مدن أوروبية أخرى.
ونظم 3 آلاف شخص أيضا مسيرة في برشلونة من أجل نفس القضية. وشهدت مدن مثل بلباو وسان سيباستيان وفيتوريا في منطقة الباسك في شمال إسبانيا، وكذلك في لوغرونو ومورسيا تظاهرات أيضا.
وفي العاصمة المجرية بودابست، تجمع أكثر من ألف شخص في تظاهرة سلمية أمام السفارة الأمريكية ارتدى خلالها جميع المتظاهرين تقريبا أقنعة الوجه. وكان حضور رجال الشرطة قويا، لكنهم لم يتدخلوا.
ورفع المتظاهرون، ومعظمهم من الشباب المجريين، لافتات كتب عليها “حياة السود مهمة” في مقدمة التظاهرة. وحمل المتظاهرون لافتات أخرى تبعث برسائل منها مثل “الشرطة في كل مكان – العدالة ليست في أي مكان” و”لا عدالة — لا سلام”.
وبعد إلقاء الخطب وبث المقطوعات الموسيقية، ركع المتظاهرون في صمت لمدة ثماني دقائق و46 ثانية، الوقت الذي استغرقه فلويد قبل أن يفقد وعيه بعد جثم ضابط الشرطة على عنقه.
متظاهرون يرتدون أقنعة وجه في ساحة البرلمان خلال احتجاج “حياة السود مهمة” في لندن ببريطانيا يوم 6 يونيو 2020.
— يوم ثان من الاحتجاجات في بريطانيا
وعبر القناة الإنجليزية، شارك عشرات الآلاف من الأشخاص في اليوم الثاني من الاحتجاجات في المدن البريطانية– بما في ذلك لندن ومانشستر وكارديف وليستر وبريستول وشيفيلد–على الرغم من توصيات المسؤولين ضد التجمعات الجماعية بسبب فيروس كورونا الجديد.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية ((بي بي سي)) أن آلافا من الأشخاص تجمعوا في لندن غالبيتهم ارتدوا أغطية الوجه والعديد منهم قفازات.
وفي احتجاج خارج السفارة الأمريكية في وسط لندن جثا المتظاهرون على ركبة واحدة رافعين قبضاتهم في الهواء بينما كانوا يرددون هتافات “الصمت عنف” و”اللون ليس جريمة”.
وفي مظاهرات أخرى في لندن، حمل بعض المتظاهرين لافتات تشير إلى فيروس كورونا الجديد، بما في ذلك واحدة كتب عليه: “هناك فيروس أكبر من كوفيد-19 يطلق عليه العنصرية.” وقالت هيئة الإذاعة البريطانية ((بي بي سي)) إن المتظاهرين ركعوا لمدة دقيقة صمت قبل أن يرددوا “لا عدالة ولا سلام” و”حياة السود مهمة”.
وفي مدينة بريستول بجنوب بريطانيا، أسقط متظاهروا “حياة السود مهمة” تمثالا لأحد أبرز تجار الرقيق في القرن السابع عشر.
وأظهرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي المتظاهرين يقتلعون تمثال إدوارد كولستون من قاعدته خلال الاحتجاجات في وسط المدينة. وفي مقطع فيديو لاحق، شوهد المتظاهرون وهم يلقونه في نهر آفون.
ويقف التمثال البرونزي لكولستون، الذي عمل لدى شركة ((رويال أفريكان)) قبل أن يخدم لاحقا نائبا عن حزب المحافظين في بريستول، في وسط المدينة منذ عام 1895 وكان موضع جدل في السنوات الأخيرة بعد أن جادل نشطاء بأنه لا ينبغي الاعتراف به علنا من قبل المدينة.