إيران بخير.. البرلمان الايراني دائم الاستنفار في مواجهة الأزمات والحصار
موقع العهد الإخباري-
د. زكريا حمودان:
عندما تدخل البرلمان الايراني تشعر بعظمة الاحساس بالمسؤولية، فهنا الكل مستنفر في خدمة الأمة. دخولنا البرلمان الايراني صادف يوم تسلم الموازنة ومناقشتها، كما صادف كذلك يوم مناقشة القرار الاوروبي في فرض عقوبات على شخصيات مرتبطة بالحرس الثوري. اللقاء كان مع المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني أبو الفضل عموئي الذي شرح لنا بالتفصيل أهم القضايا الاستراتيجية في الوقت الحالي. في هذا المقال سنتناول قراءة لأهم القضايا الاستراتيجية التي تم التطرق اليها من خلال تحليل وقراءة خاصة.
يتميز النظام في ايران بقدرته على الاستفادة من تراكم التجارب التي تسمح له بتطوير نفسه، بالاضافة إلى أهمية الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية.
* الملف النووي
انتصرت ايران في المفاوضات النووية بالرغم من عدم اقرارها، فالأميركي الذي عطل التوقيع متذرعًا بسطر أو سطرين من اجمالي ٢٦ صفحة، أثبت أنه ضعيف حتى في اتخاذ الموقف، وأن أهدافه ليست توقيع اتفاق نووي بل هدفه الأساسي ضرب مسار الجمهورية الاسلامية التصاعدي، بالرغم من الوصول الى اتفاق رفع العقوبات.
لذلك على الغرب اليوم أن يسير باتجاه انهاء هذا الملف وتوقيع الاتفاق النووي اذا ما أراد فعلًا تأكيد مصداقيته التي يفتقدها دائمًا. وخلال اللقاء مع الدكتور عموئي أكد أن ايران تسعى لاتفاقية ثابتة وطويلة الأمد، ولا تبحث عن خطة مؤقتة، كما أنها تتمسك بثوابت لا تقبل أن تتخطاها.
* الاتحاد الاوروبي والعقوبات على شخصيات من الحرس الثوري
خلال زيارتنا للبرلمان الايراني صادفنا حادثة طرح الاتحاد الاوروبي لمشروع وضع شخصيات من الحرس الثوري على لائحة العقوبات. طبعًا وبما ان الجمهورية تعيش لخدمة نفسها والجميع فيها متأهب لمشروع وطنه ومواطنيه وقواته المسلحة، منذ الصباح الباكر كانت الاجتماعات المتعددة على رأس اولويات لجنة الامن القومي، ووزارة الخارجية، وقائد الحرس الثوري.
لم يكن الموقف الايراني مهادنا، ولا ضعيفا، ولا مساوما، لقد واجهت الجميع هذه القرارات بقرارات مشابهة وتساهم في ضرب المصالح الاوروبية، بحيث سيتم وضع مسؤولين وقيادات اوروبيين على لوائح الارهاب. ومن الجدير بالذكر انه خلال المفاوضات الاخيرة كان واضحًا لدى الغرب اهمية سحب اسماء من تم وضعهم على لوائح الارهاب، الامر الذي يشير الى خطورة ان تضع ايران شخصيات اوروبية على لوائح الارهاب، وتبعات هذا الامر خطيرة بالنسبة للغرب برمته. وعلى الصعيد القانوني تم وضع خطة قانونية وتمت مناقشتها في البرلمان.
* موازنة ايران في أروقة البرلمان
خلال دخولنا إلى قاعة البرلمان حيث الأماكن المخصصة لوسائل الاعلام والضيوف، أنصتنا إلى جزء من مناقشة الموازنة العام لايران. ما لفتني شخصيًا هو التوقيت الذي يتم تحديده عبر عداد زمني لكل مداخلة وكان عشر دقائق لكل نائب.
البرلمان الذي انشغل بموضوع الاتحاد الاوروبي المستجد والطارئ، لم يلغِ أو يؤجل جلسته حول الموازنة، بل عمل الجميع على استكمال هذا الملف وهنا أهمية الاحساس بالمسؤولية.
الموازنة الخاصة بالأقسام الحكومية والصناعية وغيرها تبلغ ٥٠ مليار دولار. لا ينكر أحد في ايران أن الأزمة الاقتصادية مؤثرة، فالتصخم وصل الى ٦٠٪ ولكن استطاعت الاصلاحات الجديدة مؤخرًا أن تساهم بخفضه خلال عام الى قرابة الـ٤٠٪، وبالرغم من عدم رضى المسؤولين عن هذه النتيجة وأن أهدافهم أسمى من ذلك في خدمة شعبهم، لكن لا يوجد توقعات بامكانية تخفيض التضخم في المدى المنظور إلى أقل من ذلك.
* العلاقات مع لبنان.. الحب كُله يتركز في سماحة السيد نصر الله
خلال مختلف اللقاءات كان واضحًا تمسك ايران بعلاقاتها مع لبنان، حيث قال الدكتور عموئي إنه يوجد لجنة صداقة برلمانية بين البرلمان اللبناني والبرلمان الايراني، وأن لهذه اللجنة دور مهم دون أن ينكر أهمية تعزيزه في المرحلة المقبلة.
أما المسيطر على القلوب في مختلف اللقاءات ولدى الشخصيات العريقة فهو ذكر مدى محبة الشعب الايراني لسماحة العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي يذكره ويعشقه كل من جلس مع وفدنا خلال الزيارة.
اليوم ومن خلال ما شاهدناه داخل البرلمان الايراني يمكننا القول وبكل ثقة أن المسار الاداري والتشريعي يسير بخطى ثابتة وبمسؤولية عالية نحو الحفاظ على الثورة الاسلامية المواكبة لشعبها وللأمة في مختلف التفاصيل التي رأيناها خلال الزيارة. فـإيران اليوم بخير، والبرلمان الايراني دائم الاستنفار في مواجهة الازمات والحصار.