إنقلاب السودان: رفض شعبي لـ”حكم العسكر”
وكالة أنباء آسيا-
سامر الخطيب:
لا تزال ردود الأفعال تتوالى حول الإنقلاب في السودان ويتواصل التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بعد الخطاب الثاني لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان تحدث مرة أخرى ليثير جدلا أكبر بالخطاب الذي اعتبر “إعلانا رسميا للانقلاب”.
قال البرهان في خطاب اليوم الثاني بعد الانقلاب إن “رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في بيتي وسيعود إلى منزله إذا أصبح الوضع آمنا”.
غطى التصريح على كل شيء آخر قاله البرهان وتركز حوله التفاعل مع كلمته عبر وسائل التواصل الاجتماعي داخل السودان وخارجه بين مستغرب وساخر.
وطرح المتفاعلون أسئلة تبين عدم اقتناعهم بما قاله البرهان بشأن حمدوك كان أبرزها: “لماذا لم يخرج حمدوك للعلن لدحض ما قيل حول اختطافه هو وأسرته؟”.
أثار تصريح البرهان بشأن مصير حمدوك ووضعه الحالي أيضا موجة من السخرية.
واعتبر كثيرون خطاب البرهان، الذي أريد به تهدئة الوضع، “تجميلا للانقلاب”.
ولاحقا كشفت وكالة رويترز، مساء امس 26 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك وزوجته أصبحا متواجدين في منزلهما بالعاصمة الخرطوم تحت حراسة مشددة.
هذا النبأ أوردته الوكالة العالمية نقلاً عن مصدر مُقرب من حمدوك، رفضت الإفصاح عن هويته.
من جهتها، قالت صحيفة “السودان”، عبر موقعها الإلكتروني: “إطلاق سراح رئيس الوزراء حمدوك، وعودته إلى منزله في (منطقة) كافوري، وانتشار عسكري كثيف حول منزله”.
كما نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة “المشهد السوداني” عن مصادر صحفية في الخرطوم لم يسمها قولها إن “حمدوك عاد إلى منزله في كافوري، وتم تعزيز الحراسة العسكرية على المنزل لحمايته”، دون تفاصيل أكثر.
بينما لم تصدر على الفور إفادة رسمية حتى الآن بشأن هذه الأنباء.
ويتواصل غليان الشارع السوداني وتتواصل ردود الفعل الرسمية وغيرها في التفاعل مع تطورات الوضع في البلاد.
ورغم قطع خدمات الإنترنت والاتصالات في السودان مع بداية الانقلاب إلا أن دفق الصور ومقاطع الفيديو لم يتوقف.
يتداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات صوروها أو نقلوها لما يحدث في شوارع الخرطوم وعطبرة وغيرها من المناطق من تحركات تعبر عن رفض الانقلاب.
وكان أكثر مقاطع الفيديو تداولا يصور اعتداء من عناصر يرتدون زيا عسكريا على مواطنين، ومنهم نساء، بالضرب والعصي في أحد الشوارع.
واستخدم مغردون الفيديو كداعم لرفضهم الانقلاب وكـ”دليل” على ما قالوا إنه سيكون “أسلوب التعامل المعتمد مع المواطنين” لو نجح الانقلاب وأنه “عينة من حكم العسكر”.
ومنذ بداية الانقلاب صباح الاثنين يتداول الرافضون للانقلاب ثلاثة وسوم هي #لاللانقلابالعسكري #العصيانالمدنيالعام و #الردةمستحيلة .
منهم من يرفضه مبدئيا رفضا لـ”حكم العسكر” ومنهم من يتأتى رفضه من الوضع السوداني بخصوصياته ومن تجاربهم السابقة.
كان الرفض هو رد الفعل الغالب والمسيطر في الشارع وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن هذا لا ينفي وجود من يرى أن الحل العسكري هو الحل الأمثل للوضع في السودان.
ومنهم من يعتبر المظاهرات التي يشهدها السودان منذ أيام قبل الانقلاب دليلا على عدم الرضا عن حكم المجلس الانتقالي وبالتالي يعتبر الانقلاب نوعا من الاستجابة لنبض الشارع السوداني.
لكن المتظاهرين والرافضين للانقلاب يقولون إن التظاهر ضد المجلس لم يكن في أي وقت يطالب بحكم عسكري ولا يمكن أن يكون مبررا للانقلاب.
طباعة عودة للأعلى