إنتصارٌ مُكرر بتوقيت القاهرة وطهران
موقع عربي برس الإخباري ـ
محمد صادق الحسيني:
وبهت الذي كفر، وانتصرت غزة انتصارا عزيزا وضاعت احلام اباطرة وملوك الانجلو- ساكسون الذين منحوا الضوء الاخضر لربيبتهم اسرائيل، ظنا منهم ان كسر شوكة المجاهدين في غزة كان متاحا لهم في لحظة اضطراب عربية تنزف في اكثر من عاصمة !
واختنق معهم ثنائي نتنياهو – ليبرمان غاصا في حسرته من ان يوظف الدم الفلسطيني في سباقه الانتخابي وغرقت معهما احلام رابين في رمال القطاع الصامد، بدل ان يستفيق يوما ليراه غارقا في البحر كما كان يردد يوما !
بتقنية السلاح والتمويل الايرانيين نعم يا اخواني العرب جميعا انتصرت غزة، وهذا امر ينبغي ان نفخر به ونعتز و على الجانب الاخر بثوابت مصر الكنانة ومستجدات قاهرة المُعز، المحررة من الطاغوت و دماء ثوار ومجاهدي ثورة ٢٥يناير. انتصرت غزة وقبل ذلك وبعده ودائما بسواعد المجاهدين الفلسطينيين واقدام ثوارالشعب الفلسطيني الراسخة في ارض الرباط، انتصر الغزاويين بل و كل الفلسطينيين من رفح حتى الناقورة على عدوهم وعدو الامة التاريخي في واحدة من اروع ملاحم الشجاعة والثبات .
من يقول بغير ذلك مخطئ ومشتبه عليه الامر، وهو اما جاهل او ناكر جميل او ناكر لحقائق دامغة والتي تكرست عبر عقود ، فانتصار غزة اليوم لم يكن ممكنا لولا ان مقاومي لبنان وثوار طهران قد التصقوا ومن وقت مبكر بالثوار والمجاهدين الفلسطينيين وقد قدموا طوابير من الشهداء حتى يقوى عود غزة ويشتد!
تماما فإن من ينكر على قاهرة الثورة والصحوة الاسلامية دورها المميز والرائد في انجاز معادلة ردع اضافية للامة فهو اما اعمى او حاقد او متعصب، وهو الامر الذي لولاه لما خرج الى النور ما انجزه المجاهدون من انتصار على الارض والميدان الى واجهة السياسة والاستراتيجيا، رغم كل الحول الذي رافق بعض من جاء الى غزة سائحا من النظام الرسمي العربي والاقليمي !
لذلك هو زمن تحول الامة رويدا رويدا من زمن ما كان يسمى بالزمن العربي الردئ، الى زمن تحقيق العرب والمسلمين انتصاراتهم المتكررة مع كل يوم يمر رغم انف كل من حاول ان يأد هذه الانتصارات، او يحولها عن مسارها الحقيقي من عرب امريكا او مسلمي امريكا !
انه زمن وحدة البنادق الفلسطينية من جديد زمن كل البنادق نحو العدو الصهيوني، زمن انتصار ابو جهاد خليل الوزير اول الرصاص واول الحجارة وابو علي مصطفى وجهاد جبريل وليس فقط زمن انتصار يحيى عياش و احمد ياسين وفتحي الشقاقي فحسب !
ان انتصار غزة هاشم على عدوها الغاشم ليس انتصارا لغزة فحسب، وكل من يحصر ذلك بجغرافية القطاع فهو اما مصاب بقصر النظر او بعمى الالوان ذلك ان انتصار غزة هو انتصار للخرطوم وانتصار لبغداد وانتصار لبيروت البتة وانتصار لدمشق وطهران بالتاكيد على تل ابيب، بل هو الخطوة الفلسطينية الجديدة الواثقة الكبيرة باتجاه شطب اسم تل ابيب هذا من على الخارطة العالمية واستعادة الاسم الحقيقي لهذه البقعة الجغرافية اي تل الربيع، وهي المقدمة الطبيعية لتحرير فلسطين كل فلسطين من النهر الى البحر !
وعليه فان على ما يسمى بالعالم المتمدن او المجتمع الدولي او ما يطلق عليه بالعالم الغربي ان يتدرب من الان فصاعدا على تلفظ الاسماء العربية الاصلية لمدن وبلدات وقرى فلسطين، ذلك ان قافلة العودة قد انطلقت ولن يوقفها بعد اليوم لا جبروت دويلة او كيان بدأ بانوه انفسهم يقولون انها فقدت قدرتها على الردع !
انه التحول الجيو – سياسي بل والجيو -استراتيجي الاهم منذ الحرب العالمية الثانية يتبلور في هذه الايام المصيرية والتاريخية، والذي بدأ في الواقع منذ نهاية السبعينات بزلزال طهران الذي قلب معادلات المنطقة العربية والاسلامية بطوفان الامة الايرانية ، التحول الذي تثبت على الارض بانتصاري عام الفين والفين وستة للمقاومة الاسلامية -اللبنانية وهاهو يتكرس اليوم بثورة يناير العظيمة في قاهرة المعز، ويعزز اكثر فاكثر بانتصار غزة الجديد وللمرة الثانية !
الا يحق لنا بعد كل ما جرى ويجري في الميدان كما في السياسة كما في وعي الامة العربية والاسلامية القول: بان غالبية العرب والمسلمين باتوا اسودا وليوثا ولم يعودوا نعاجا كما يفضل البعض ان يصف نفسه وقد يكون هذا من حقه، ولكنه ليس من حقه تعميم ذلك على بني جلدته؟ !
انه فعلا زمن الانتصارات بعد ان ولى زمن الهزائم كما يردد منذ فترة وعن حق سيد المقاومة وامين عام حزب الله اللبناني ، الحزب الذي هزم واشنطن وتل ابيب بدعم دمشق وطهران مرتين وهاهو يشارك اليوم اخوانه الفلسطينييين في نصر مؤزر آخر على ذلك الثنائي الشرير ولكن هذه المرة بتوقيت القاهرة وطهران ما يجعل تحرير فلسطين اقرب الينا من حبل الوريد.