إنتشار للجريمة في إدلب و تحرير الشام تلاحق الإستثمارات والمهاجرين
وكالة أنباء آسيا-
عمر قدور:
يعاني سكان ادلب من انتشار الفقر وسوء الأوضاع المعيشية، بالتوازي مع ارتفاع معدلات الجريمة، فيما تعمل ما تُسمى بحكومة الإنقاذ لتوسيع دائرة استثماراتها لما تسيمها بالأراضي والعقارات الوقفية، التي تمت مصادرتها من أصحابها، في ظل مناشدات من سكان المخيمات لمساعدتهم، أما ملف ملاحقة المقاتلين الأجانب في ادلب، فعلى ما يبدو بات يحتل أولوية لدى تنظيم تحرير الشام.
انتشار كبير للجريمة في ادلب
بالتوازي مع سوء الأوضاع المعيشية في ادلب ، حيث يسيطر تنظيم تحرير الشام، يتزايد الفلتان الأمني المتمثل بالعثور على جثث في طرقات وأراضي زراعية، فضلاً عن ارتفاع معدل الجرائم بشكل كبير، مما يعكس تهتك القيم المجتمعية في تلك المناطق وفق رأي أحد اختصاصيي علم النفس والاجتماع، والذي قال لآسيا نيوز بأن ادلب وبسبب ما تشهده من أحداث أمنية وتسلط جهلة على زمام الأمور فيها، إضافةً لانتشار التطرف والعقائد والأفكار البالية، وانتشار السلاح العشوائي، مع صعوبة الأوضاع المعيشية والفقر، كل ذلك أدى إلى تفشي الجريمة والرذيلة وكذلك انتشار الخلافات الزوجية بشكل كبير والتي انتهى جزء منها بعمليات قتل طالت الأزواج أو الزوجات.
في هذا السياق أفادت مصادر محلية في ادلب بأن مئات الشبان من مناطق حماة قد اتجهوا نحو بلدة أريحا في ادلب ثأراً لابن منطقتهم الذي تم قتله على أيدي عائلة زوجته بسبب تطليقها، حيث وقع إطلاق نار وقُطعت الطرقات عبر عناصر لتحرير الشام، وسط اتهامات بتورط بعض عناصر الهيئة في قتل الشاب.
وتضيف المصادر: إن عائلة الزوجة المطلقة تربطها علاقات واسعة مع قياديين وعناصر في تحرير الشام، و هو ما يفسر من عناصر الهيئة من تقديم القتلة للمحاسبة، وكذلك منع الشبان الغاضبين والطالبين للثأر من تجاوز طريق ادلب نحو الريف وفق قولها.
إلى ذلك قال أحد المعلمين الذين يعملون في مدرسة بإحدى قرى ادلب، بأن الواقع الاجتماعي بات مخيفاً في ادلب بسبب انتشار جماعات وتنظيمات متشددة كثيرة، أثرت في إدخال قيم ومعتقدات غريبة على سكان ادلب الأصليين، إضافةً لانتشار السلاح و تحول أمراء الحرب الأميين إلى قادة وحكام للمنطقة، مضيفاً : قسم كبير من الأطفال بات متشرباً لأفكار دموية ، ويعود ذلك لمشاهدتهم عمليات قتل أو لجثث مرمية في الحقول أو على الطرقات العامة.
استثمارات واعتقالات
لا يكاد يمر يم على سكان ادلب، إلا ويستفيقون فيه على حدث أو قرار أو سياسة يتبعه تنظيم تحرير الشام، ليثير بذلك الغضب والتساؤلات، وفي جديد هذا الملف أفادت المعلومات الواردة من ادلب بارتفاع جديد طالت أسعار المحروقات عبر شركة وتد المملوكة للهيئة، إضافةً لارتفاع أسعار الكهرباء.
حول ذلك تقول مصادر محلية: بأن هذا الارتفاع هو الثاني بعد آخر سبقه قبل أسابيع، والأمور مرشحة للارتفاع أكثر، فيما الناس لا تجد ما تسد رقمها، كما أن انخفاض الليرة التركية مقابل الدولار أثر كثيراً على أسعار مواد الطاقة، وبات المواطن هو الحلقة الأضعف بسبب ذلك وفق قول المصادر.
إلى ذلك تسبب افتتاح شعبة للتجنيد الألزامي في كفرتخاريم بادلب بأمر من تنظيم تحرير الشام، غضباً وجدلاً بين الأهالي، واعتبروها تمهيداً لسوق أولادهم للقتال على الجبهات، بعد أن كانت تقول الهيئة بأن القتال في صفوفها تطوعي، ما أثار مخاوفهم من الأيام القادمة.
وفي سياق متصل قامت ما تُسمى بحكومة الإنقاذ التابعة لتحرير الشام، ، باستثمار عقار وقفي وسط مدينة أريحا من أجل تحويله إلى سوق تجاري يتكون من ثلاثة طوابق بمساحة 600 متر مربع للطابق الواحد، فيما سيكون عدد المحال التجارية بالعشرات، وسيتم تأجيرها.
مصدر محلي في أريحا قال لآسيا نيوز بأن حكومة الإنقاذ تلك تتعامى عن معاناة سكان المخيمات، وتلتفت لبناء مولات تجارية ومراكز تسوق، فيما الفقر يجتاح ادلب، بالتالي لمن تبني هذه الحكومة تلك المراكز إن كان الغالبية فقراء؟
على صعيد آخر يتصاعد الخلاف بين تحرير الشام وحزب التحرير الإسلامي، حيث تقوم الهيئة بملاحقة منتسبي الحزب الأخير، وهو ما وصفه البعض بأنه خطوة جديدة ضمن خطة تحرير الشام للتخلص من أي جماعة أو تنظيم أو كيان سياسي قد يكون منافساً محتملاً لها في المستقبل، وسط توقعات بزيادة وتيرة الاعتقالات والمداهمات في الأيام المقبلة بحق عناصر ذلك الحزب.
فيما يستمر تنظيم تحرير الشام بملاحقة من يسميهم بالمهاجرين، أي المقاتلين الأجانب، فقد أشار مصدر في ادلب وصف نفسه بالمطلع إلى أن تحرير الشام مستمرة في حمل الاعتقالات والمداهمات التي تطال قياديين وعناصر في تنظيمي حراس الدين وشام الإسلام، فضلاً عن اعتقال بعض ساكني المخيمات من
أجل طردهم من خيامهم، إذ تم اعتقال عدة أشخاص من مخيم أطمة بهدف الضغط عليهم للخروج من خيامهم وفق تأكيدات مصادر محلية في المخيم لآسيا نيوز.