إنتخابات الصفعات والمال وتدخل السفراء!
وكالة مهر للأنباء –
جهاد أيوب:
وأخيراً… صباح الثلاثاء أُسدلت الستائر على أكبر عمليات في الإنتخابات النيابية اللبنانية، والتي تدخلت فيها غالبية دول العالم، وبالتحديد الأميركية ” سياسة ودولار وإعلام”، والفرنسية والبريطانية، والألمانية، والإماراتية، والسعودية ” سياسة ومال وأوامر وإعلام وديني “، والفائز فيها فعلياً المال الإنتخابي، وبالتحديد في بيروت وكسروان وطرابلس وزحلة والمتن وغيرها دون إحترام للسيادة الكذبة وللجان الأشراف!.
كما أصبح تدخل السفراء عرفاً في لبنان من السفيرة الأميركية العلني، وتجوال السفير السعودي مع أمواله ولسانه السليط، وكثافة إتصالاته، وتوزيع المال الموجود في سيارات مرافقيه!.
فمنذ إنطلاقة فكرة الإنتخابات التي شككت الغالبية بعدم حصولها، إلا أن الدول الحاكمة في لبنان أكدت على إنها حاصلة كانت خطابات وشعارات الجميع غير واضحة، ولا تهتم بمشاكل الناس وأوضاع البلد إقتصادياً ووطنياً، وفي الشهر الأخير أصبحت خطاباتهم ” نزع سلاح المقاومة” دون تقديم البديل لحماية لبنان في ظل عدم موافقة الدول التي تسيرهم على تسليح الجيش اللبناني!.
ومن دون الدخول بالولدنات، والشعارات العنصرية التي رافقت حملات أدعياء التغيير والوطنية خاصة في ” جبيل”، والإعلام المنفلت والمتفلت لصالح جماعات السفارات” هذا لم يعد يحتاج إلى تأكيدات” نستطيع القول أن النتائج كانت صافعة وصادمة للجميع، وأكدت أننا في بلد الأقليات، وإذا بالفعل من نجح يريد تحقيق بناء وطن كما جاء الإدعاء خلال الترشح، عليهم الإعتراف بالآخر، لكون الجميع سيجلس تحت سقف البرلمان معاً، وعلى طاولة واحدة، والعمل على أداء جديد، وأساليب معاصرة ووطنية في التواصل مع كافة نواب وأبناء البلد!.
ولا بد من تحديد عناوين معينة بعمل تغييري، والإبتعاد عن والولدنات والميديا حتى لا يصبح مجلسنا كالعراق خاصة بين التيار الوطني وحركة أمل، وسينكشف إستيعابهما لصفعات الإنتخابات في أول إستحقاق وطني، وهو رئاسة المجلس!.
من الواضح أن لا هوية سياسية عند بعض النواب الجدد، وتصرفات صبيانية غلبت على خطابات غالبيتهم، وحضور رخوي ومطاطي لنواب نجحوا بأصوات منتقمة من السلطة!. كما لا وجود لأغلبية، وربما هذا يشكل صدمات لمن إنتخبهم، ومن الصعوبة أن يُنجِحوا اي مشروع وطني أو بناء مشاريع خدماتية، وبالطبع المنتخب العنصري، والطائفية، وعشق العودة إلى فكر الإلغاء والميليشيات، وصوت المال الشيطاني أضر هذا المجلس الغريب بكل تكويناته، والبعيد حتى الآن عن البعد الوطني!.
القوة الشعبية كانت لجمهور المقاومة والثنائي الوطني دون منازع إرتضينا أو لم، وقد حصلوا على أكبر نسبة أصوات إنتخابية وتفضيلية في لبنان، إضافة إلى أكبر كتلة في البرلمان رغم خسارتهما المؤلمة لأكثر من حليف، وبالتحديد سقوط الحليف الدرزي المتمثل بالأمير طلال ارسلان الذي يتحمل الخسارة لعدم العمل على ماكينة إنتخابية بجدية، والزميل وئام وهاب حيث خانه الأقربون!.
وكذلك خسارة نواب الحزب السوري القومي الإجتماعي، وهذه صفعة قوية للمقاومة، الحزب للأسف أصبح أحزاباً بسبب العند والإدعاء بالقيادة عند البعض مما شتت الاصوات، واربكت الحلفاء، وخسرتهم مقاعدهم، والغريب أن يخسر القومي سليم سعادة والحزب يصبح خارج الكورة، والأغرب ان يعطي عدد كبير من القوميين في عاليه مارك ضو وهو عدو المقاومة وعدوهم، فقط بسبب حقدهم على بعضهم!.
هذا حزب الشرفاء لا يجوز أن يصبح تكتلات وأحزاب غير فاعلة داخل حزب لم يقدم للوطن غير النشامة والحسم، وكل من يبرر ذلك الحال هو شريك بإستمرارية الوضع المؤسف… كلما توحد هذا الحزب يتوحد الوطن الحلم!.
59 نائباً للمقاومة والخلفاء والباقون أقليات متناحرة غير منسجمة مهما حاولت السفيرة الأميركية جمعهم، ومهما دفع السفير السعودي من مال لكي يقربهم من بعضهم، وقد نجد تفاوتاً في خطاباتهم ومواقفهم إلا إذا سقط الأمر مع تهديد حاسم، وبالتأكيد فشل الجميع في إختراق بيئة المقاومة اسقطوا دون دراية موضوع نزع سلاح المقاومة!.
الأهداف الرئيسية التي خيضت على أساسها جماعات السفارات الإنتخابات لم تتحقق، ونجاح جبران باسيل والتيار البرتقالي أصبح قوة، ونجاح جميع نواب الثنائي الوطني لا يحتاج إلى تأكيد المؤكد، ولم يتم إلغاء زعامة سعد الحريري رغم إرتكاب فعل خيانته في بيروت وطرابلس وصيدا
الأهداف الرئيسية التي خيضت على أساسها جماعات السفارات الإنتخابات لم تتحقق، ونجاح جبران باسيل والتيار البرتقالي أصبح قوة، ونجاح جميع نواب الثنائي الوطني لا يحتاج إلى تأكيد المؤكد، ولم يتم إلغاء زعامة سعد الحريري رغم إرتكاب فعل خيانته في بيروت وطرابلس وصيدا، هذا لا يعني أن السعودية فشلت كلياً، وبما أنها قامت بإنجاحها كتلة القوات، وعدم خرقها وإلغاء لمن ذكرته يصبح فشلها كبير جداً!.
على قوى المقاومة بمن حملت قراءة جديدة للواقع بعد ما حدث في الإنتخابات من أجل تصحيح الأخطاء، وعدم تلقي الصفعات من سوء تصرف الحلفاء!.
التيار الوطني الحر رغم الحرب الخارجية، والأموال السعودية والأميركية، والإعلام المضلل هو الفائز الأهم، ونجاح نوابه ضربة للجميع بمن فيها السفارات التي كانت فاعلة في الإنتخابات، ونجاح جبران باسيل أيضاً شكل صفعة حديدية نارية خارقة تشبه صفعة فوز وليم طوق في بشري للخصم، وفي الشمال الثالثة فشل الجميع في إسقاط باسيل، ولكن العند الذي أدعاه جبران جعله يقدم نواب صيدا وجزين هدية إلى القوات الجعجعية، ويطلق النار على التيار قبل المقاومة مع إن التيار هو اليوم أكبر كتلة مسيحية رافعة في لبنان، عليه إعادة النظر بكل ملفاته، والإبتعاد عن إختراع أعداء وزيادتهم، والطلب لعدد كبير من مسؤوليه عدم الثرثرة والتنظير والخروج لمن يشاء عبر الفضائيات متهجماً على حلفائه!.
لا شك أن القوات ربحت في هذه الإنتخابات، ولكنها لم تنتصر رغم كذبها الإعلامي، وهي الأكثر إستفادة من المال الإنتخابي العلني وتدخل البخاري المفضوح والمفتوح لها خاصة في طرابلس، والصوت السني الذي خان دماء رشيد كرامي ورفيق الحريري هو الذي أنجح نوابها، ويكفيها تبجحاً وإعلاناً إنها نجحت في مدينة الشهيد رشيد كرامي، وأسقطت الأقرب إليه الآدمي فيصل كرامي!.
الصفعة الكبرى للقوات كانت في بشري، ومن ثم في عكار، ولكنها قدمت صفعة نارية قاسية، ولن تنسى وبهدوء وذكاء على خد التيار والنائب جبران باسيل في جزين وصيدأ!.
السعودية لكونها النائب الرئيسي في الإنتخابات اللبنانية قضت على الشخصية السنية الفاعلة في هذه الإنتخابات، وأتت بتكتلات ضعيفة وهشة وغير منسجمة، ومشرذمة، وزورت تاريخ السنة الذي بناه آل كرامي وسلام ورفيق الحريري، وهي فعلياً خسرت حربها ضد المقاومة وضد سعد الحريري بسقوط كلي لـ “فؤاد السنيورة”، وبسبب السعودية أصبحت قوة السنة أقلية في المجلس النيابي الحالي، ولا يمكن جمعها في كتلة واحدة لآن خياراتها السياسية مختلفة كلياً، وإستطاع محمد ضاهر أن يحصل على أكبر نسبة أصوات سنية، ومن ثم حسن مراد وهما خارج الدائرة السعودية!.
وليد جنبلاط حافظ وبصعوبة على مقاعده، ولكن فوز من يدعوا التغيير في عرينه هز العصا له، وهو صفع الرئيس نبيه بري صفعة قاسية في حاصبيا “يقول بعض من في قيادة أمل إنها خيانة، وهذه ليست أول مرة”، وأيضاً صفع المقاومة في إسقاط الحليف الدرزي لها!.
المردة وزعامة سليمان فرنجية نالت بصعوبة مقعدين، وهذا الرقم لا يبشر، ربما يتحمل سبب ذلك عدم التعامل بجدية مع الإنتخابات، وتشتت أصوات الحزب القومي، وبدوره أهدى الصفعة القوية والمؤلمة إلى القوات كانت في بشري!.
الكتائب الأضعف مهما تسلحوا بمقاعد غيرهم، حجم أقل من متواضع، والحقيقة تضخم بالحجم الخطابي، والنتيجة لا تحسب، وهذا ما كانت تؤكده السفيرة الأميركية في كل مجالسها، لكن السفير السعودي كانت نظرته للكتائب وحجمها مختلفة، وها هي النتيجة!.
بالتأكيد هنالك نمطية مختلفة ستواجه البرلمان اللبناني على كل الأصعدة وبالتحديد في إدارته المختلفة عن كل ما هو سائد منذ عقود، وبطريقة التعامل مع بعضهم بعد الخطابات الهمجية العنصرية الفتنوية الإلغائية الحاقدة، ولكن التحدي المقبل للبرلمان سيكون بالدرجة الأولى رفع ملفات أموال المودعين والحدود البحرية مع الكيان المؤقت، والقانون الإنتخابي الجديد الذي أدع الجدد من النواب على تأمينه… هذا التحدي سيحدد هوية كل نواب المجلس، فهل ينتمون إلى لبنان، ولبنان الذي نريد، أو أجندات أميركية سعودية يعملون على إنجاحها داخل إلبرلمان!.