إماراتُ الشواهق.. ترتعدُ خوفاً
صحيفة المسيرة اليمنية-
إبراهيم العنسي:
الإماراتُ السائرة على حافة الهاوية، حَيثُ السحيق بعيدًا لا يتراءى للعين وكلّ ما تفكر فيه خزائن أموالها العامرة، حَيثُ المليون إماراتي يعيشون الغربة في وطنهم بين مئات الجنسيات الحاضرة في مشهد الحياة هناك.
الإمارات اليوم باقتصادها الكبير تبقى شاخصة إلى المشهد الدرامي حولها، حَيثُ قوة التأثير تترك بصمات على المشاهدة الحية لما حول أبو ظبي ودبي على وجه الخصوص.. أبو ظبي بصناديقها السيادية ودبي العقارية، حَيثُ الاستثمارات والرواج التجاري والسياحة في غنى عن كُـلّ هذا التهريج والعبث في عرين أسود اليمن وبناة الحضارة.. وكما أن التاريخ لا يرحم فَـإنَّ حقائق الجغرافية والقيم الحضارية تعيد هذه الإمارات المجمعة إلى حقيقتها الأولى كقرى وقفار أقرب لأن يبتلعها تسونامي في أي يوم وفي أية لحظة، كقرية عامرة كفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الخزي والخوف.
ما تفعله إمارات اليوم لا إمارات الأمس أقرب ما يكون لجحود الشرف بالعروبة ونكران الأصل والانصهار في بوتقة المسخ والتدثر بعباءة الصليب حتى أن أهلها كرهوا من صنيع سيدهم ما سيوصلهم يوماً للعن مقعده بينهم.
في الإمارات اليوم حالة غليان مجتمعي تنكر في صمت انسلاخ الراعي عن رعيته وميل الأب نحو من ليسوا له بأهل غير أنه ترعرع في أهل الصليب فصار منهم وإليهم كما تشتهي نفسه.
اليوم تقف رمال الصحراء هناك شاهد على عنجهية كاذبة لإمارات السحاب وشواهق الزجاج تنتظر ساعة من نهار لتحيلها إلى خراب يعيدها لسيرتها الأولى.. أليس هذا ما ظهر من أولى بوادر مواجهة الحقيقة أمام سلاح جو اليمن.
أية فكرة تلك التي جعلت حاكمها المتصهين يتلبسه الغرور فلا يرى أن أمامه يمن عظيم الشأن والمكانة.. يمن مهما انحنى لعاصفة آتية ظل تاج الجزيرة وأَسَاس بناءها الأول ومنتهاها.
هكذا قال رجالها بالأمس القريب لحاكم أبوظبي أن كف أذاك وأرفع يدك وإلا لترين منا ما تقر به عيون المتعطشين من أبناء العروبة والإسلام نكالاً من الله بك.
ولعل عواصف اليمن الثلاث قد أوصلت رسالة اليمن العظيم لحاكم أبو ظبي ومن وراءه.. وإياك أن تستهين بالأمر فالقادم أشدُّ وأمرُّ.