إللّي بيخاف بينغلب….!؟
موقع المردة الإخباري ـ
مرسال الترس:
في مسرحية الاخوين رحباني “جبال الصوان” التي عُرضت في قلعة بعلبك عام 1969 ، يدور حوار بين بطلة المسرحية “غربة” التي تجسد دورها السيدة فيروز، وبين أهالي “جبال الصوان” المقاومين للطاغية “فاتك المتسلط”، فتسأل الناس:”ليلة مقتل “مدلج الذي هو والدها_ خفتو؟
فيجيبو بصوت واحد: إي خفنا…
_ وانغلبتو! لو ما خفتو كان فاتك خاف.
وتضيف: “لما بيوقع القتال بين اتنين واحد بدو يخاف، واللي بيخاف بينغلب.
هذا الحوار البسيط في المبنى، والمؤثر جداً، والمحفز وطنياً في آن واحد في المضمون، يذكرنا بما هو حاصل اليوم في منطقتنا من صراعات وانهار من الدماء على مساحة الوطن العربي، وسط اجواء لا حدود لها من الخوف على صعيد المناطق والسكان، ولذلك سنتوقف عند نموذجين لافتين ومعبرين، حصلت احداثهما خلال الايام الماضية:
الاول هو ما جاء من اخبار الجبهات على الارض السورية حيث أكدت مصادر ميدانية في داخل مدينة “عين العرب” السورية المعروفة لدى الاكراد باسم “كوباني”، أن (آرين ميركان) المقاتلة الكردية في وحدات “حماية المرأة”، أقدمت من على جبل “مشته نور” في الأطراف الشرقية من “كوباني” على تنفيذ عملية انتحارية ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وتفجير نفسها فيهم، وهذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها مقاتلة كردية في عملية فدائية نوعية.
والحدث الثاني هو تركيز وسائل الاعلام اللبنانية، خلال الثماني والاربعين ساعة الماضية، على مسارعة الاهالي في بلدة بريتال البقاعية والقرى المجاورة لها على حمل السلاح، والتوجه الى الجرود لمساعدة وحدات من “حزب الله” تعرضت لهجوم من قبل عناصر التنظيمات الارهابية من “داعش” و”النصرة” وما لف لفهما، دون أن يكونوا آبهين في ما قد يواجههم من ألاخطار التي قد تودي بحياتهم.
وفي الحدثين لاحظ المراقبون والمتابعون أنه لو وجد الخوف لدى المقاتل لما حمل السلاح وواجه الاعداء الذين إن وصلوا الى بلدته أو قريته أو منزله فلن يرحموه أو يرحموا عائلته، ففضل مواجهتهم بايمان في قضيته، وقوة في قلبه ليكون نبراساً للآخرين في كيفية المحافظة على الارض والعرض، دون التوقف عند الشائعات أو التهويل مهما كان حجمه أو حيثياته.