إغتیال العلماء النوویین الإيرانيين.. جریمة لن تمر بلا عقاب
صحيفة الوفاق الإيرانية:
خلال عامي 2010 الى 2020 استشهد 5 من العلماء النوويين الإيرانيين -مسعود علي محمدي، ومجيد شهرياري، وداريوش رضائي نجاد ومصطفى أحمدي روشن- والدكتور محسن فخري زاده في إطار مخططات العدو لمنع تقدم الشعب الإيراني في مختلف المجلات العلمية والتكنولوجية.
واستشهد العلماء النوويين الإيرانيين مسعود محمدي، ومجيد شهرياري، وداريوش رضائي نجاد ومصطفى أحمدي روشن ورئيس منظمة الابحاث والابداع بوزارة الدفاع الايرانية، الدكتور محسن فخري زاده باستخدام القنابل المغناطيسية في اغتيال 3 منهم، وأطلق الرصاص على اثنین اخرين.
ويصادف يوم 12 کانون الثاني الذكرى السنوية الثانية عشرة لاغتیال عالم الفیزیاء النووي مسعود علي محمدي الذي استشهد في بانفجار ارهابي استهدفه عندما كان خارجاً من منزله للذهاب إلى الجامعة.
واستشهد محمدي في انفجار دراجة مفخخة وضعت قرب منزله شمالي العاصمة طهران. ووضعت القنبلة في دراجة نارية بالقرب من منزل الأستاذ الجامعي وتم تفجيرها بالتحكم عن بعد لدى مروره قربها.
ويعتبر الشهيد محمدي البالغ من العمر خمسين عاما من “كبار العلماء النوويين في البلاد” وصدر له اكثر من 50 مؤلفا وبحثا نشرت في الدوريات العلمية.
کما يصادف 11 کانون الثاني الذكرى السنوية العاشرة لاستشهاد احد الشخصيات التي تبعث على الفخر في ايران وهو الدكتور “مصطفى احمدي روشن”.
واستشهد احمدي روشن وهو استاذ جامعي من خريجي جامعه شريف الصناعية شمال طهران واثر تفجير سيارته بقنبلة لاصقة.
طبیعة الانفجار كانت مشابهة للانفجارات الارهابیة السابقة التي استهدفت عدد من الاساتذة الجامعیین الایرانیین والتي استخدم فیها قنابل لاصقه.
وولد أحمدي روشن سنة 1970 في مدينة همدان وتخرج سنة 2002 من جامعة شريف الصناعية في فرع الكيمياء. كان يحضر لدراسة الدكتوراء في مجال الهندسة الكهربائية. وأشرف على أحد أقسام منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم في محافظة إصفهان.
ذكرت صحيفة الجارديان أن أحمدي روشن كان خبير كيمياء ومتخصصاً في صنع الأغشية البوليميرية للانتشار الغازي وهي جزء من العملية اللازمة لتخصيب اليورانيوم. وشغل أحمدي مساعد الشؤون التجارية في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم. وهناك العديد من المقالات كتبها ونشرت في مجلات عالمية.
ان أختیار الثنائي الصهیوامیركي ذكرى استشهاد العالم النووي علي محمدي لتنفیذ جریمة قتل العالم احمدي روشن، كانت رسالة واضحة مفادها ان الجهة التي تقف وراء هذا المسلسل الدموي هي واحدة، وانها عاقدة العزم علی تصفیة علماء ایران جسدیا دون خوف من محاسبة او متابعة من ای جهة دولیة مهما علا شأنها.
وتشكل جرائم اغتيال العلماء النوويين الايرانيين، مثالا على انتهاك حقوق الانسان وضرب كل الاعراف الدولية والقيم الانسانية بعرض الحائط، وأستهزاء بالمحافل الدولية، وترهيبا للشعوب التواقة للتحرر من التخلف والتبعية، وانتقاما من الشعب الایراني الذي لم يرضخ للكيان الصهيوني والغطرسة الأمريكية.
وعاود الثنائي الصهیوأمیركي مواصلة جرائمه النكراء ضد هذا الشعب، ظنا منه ان هذا السلوك الهمجي سیضطر الایرانیین الى رفع الرایة البیضاء وسیعید ایران الى بیت الطاعة الصهیوأمیركي.
واستعان الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، بكل الطرق التي تتوافر له، ومنها الإقدام على اغتيال العلماء الإيرانيين في مجالات متعددة بهدف عرقلة البرنامج النووي الإيراني والمجال العلمي.
واتهمت ایران كلاً من کیان الصهيوني والولايات المتحدة بالوقوف وراء هذه العمليات. ورفضت الكيان الصهيوني التعليق على هذه الاتهامات، لكن وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق موشيه يعلون، أعلن وقتذاك أن “إسرائيل” لا يمكن أن تقبل تحت أي ظرف من الظروف أن “تمتلك إيران سلاحاً نووياً”، على حد قوله.
وان نفی الادارة الامیركیة واجهزة مخابراتها، وحلیفتها الکیان الصهیوني وزعمائها، ای علاقة بهذه الجرائم ، لم یكن الهدف منه اثبات برائتهم، بل لذر الرماد في العیون وجعل المشهد ضبابیا ومفتوحا على اكثر من احتمال على مستوى العلاقة بین ایران والغرب. والا فأن ارهاب الدولة المنظم الذي یمارسه الثنائي الصهیوامیركي مع الشعب الایراني لم یعد خافیا على احد ویمكن تلمس ذلك من خلال التصریحات المتكررة لقادة هذا الثنائي والتي تعضدها مواقف عدائیة سافرة وممارسات اجرامیة ، لا یتملص منها هذا الثنائي فحسب بل یفتخر بها.
ولكن ممارسة الضغط على ایران عبر تهدیدها بقصف منشاتها او اغتیال بعض علمائها ، لن یعود لامیركا والکیان الصهيوني بایة نتیجة سوى انها ستقوي ارادة الشعب الایراني وتجعلهم اكثر ایمانا بقضیتهم واشد تمسكا باهدافهم وامضی عزیمة على المنازلة والتضحیة.
اغتیال العلماء النوویین الايرانيين…جریمة لن تمر بلا عقاب
واعلنت ايران مرارا ان جرائم اغتيالات العلماء النوويين الايرانيين، التي تشكل مثالا على انتهاك حقوق الانسان، لن تبقى بلا عقاب. وستبقى ايران تطالب بتحقيق العدالة لعلمائها وابطالها الذين سقطوا ضحية النظرة الغربية المتعجرفة الى الشعوب الاخرى، لاسيما الشعوب التي تملك جذورا تضرب في اعماق التاريخ، كالشعب الايراني، فهذا الحق لن يسقط بالتقادم، كما ان ايران، وبشهادة التاريخ، لم ولن تتنازل يوما عن قطرة دم واحدة لشهدائها.
یذکر انه منذ انتصار الثورة الاسلامية الايرانية سقط آلاف المدنيين من الرجال والنساء والاطفال والمسؤولين ورجال الدين والاكاديمين ضحايا لنشاطات ارهابية قامت بها المجاميع المناهضة للثورة وكذلك القوات الاجنبية. ويمكن القول ان ايران كانت هي الضحية الاولى او المحطة الاولى لتجربة الارهاب الاستكباري المنظم.
واستشهد منذ بداية الثورة اكثر من 17 الف مواطن ايراني غالبيتهم من المدنيين جراء عمليات ارهابية قامت بها زمرة المجاهدين الارهابية بدعم من کیان الاحتلال و امریکا و الدول الغربیة.
كما يمكن الاشاره الى اغتيال 5 من العلماء النوويين الإيرانيين وهم مسعود محمدي، ومجيد شهرياري، وداريوش رضائي نجاد ومصطفى أحمدي روشن ومحسن فخري زادة خلال عامي 2010 الى 2020.
تاريخ الاغتيالات
– 12 كانون الثاني/ يناير عام 2010: اغتيل مسعود محمدي ، أستاذ الفيزياء النووية في جامعة طهران، خلال انفجار دراجة نارية مفخخة في شمالي العاصمة طهران. وضعت الدراجة بالقرب من سيارته وتمّ تفجيرها بالتحكم عن بعد حين مروره من قربها.
– 29 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2010: مجيد شهرياري العالم النووي الإيراني، اغتيل بواسطة قنبلة مغناطيسية في سيارته شمال طهران.
– 23 تموز /يوليو عام 2011: اغتيل داريوش رضايي نجاد على يد مسلّحين يستقلون دراجة نارية، وأُطلق عليه 5 رصاصات أمام منزله في طهران.
– 11 كانون الثاني/ يناير عام 2012: اغتيل مصطفى أحمدي روشن، أستاذ الفيزياء النووية، في انفجار قنبلة مغناطيسية في سيارته بطهران.
– 3 كانون الثاني/يناير عام 2015: أعلنت السلطات الإيرانية إحباط محاولة لاغتيال عالم نووي إيراني، من دون تسميته.
– 27 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2020: اغتيال الدكتور محسن فخري زادة مهابادي، رئيس منظمة البحث والتطوير في وزارة الدفاع الإيرانية، “في تفجير سيارة من نوع نيسان بالقرب من سيارة الشهيد. ثم إطلاق النار علىه بعد التفجير.