“إسرائيل” ومنهج الإعتقال التعسفي.. النتائج والحلول؟
صحيفة الوفاق الإيرانية:
يوماً بعد آخر، تتصاعد اعتداءات “إسرائيل” الممنهجة بحق أهالي الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967، حيث واصلت قوات الاحتلال حملات المداهمة والاعتقال في الضفة والقدس المحتلتين مؤخراً، واعتقلت أكثر من 11 فلسطينياً، في ظل مواصلة سياسة الاستيطان والقتل والاعتقال بما يخالف القوانين الدولية والإنسانية، في تمادٍ متزايد للصهاينة ضد الفلسطينيين وثرواتهم ومقدساتهم.
ناهيك عن إقدام الكيان الغاصب على خطوات تصعيدية كثيرة بدءاً من عمليات الضم التي ستؤدي بلا محالة إلى انفجار “انتفاضة عارمة” ستقلب الموازين، وليس انتهاءً بارتكاب أبشع الجرائم الإرهابية في قتل وإعدام وتعذيب الفلسطينيين، بما يهدد بعودة المقاومة المسلحة إلى الضفة الغربية بعد أن شعر السكان بأنّ العقلية الإجرامية والإرهابية للمحتل الأرعن لا يمكن أن تتغير بأي شكل من الأشكال.
وإنّ عمليات الاعتقال التي نفذتها قوات الاحتلال الغاصب بحق إسلام زبيدي، وزياد أبو علي، ومحمد أبو دياك، وأحمد زبيدي من محافظة جنين خلال مرورهم على حاجز إسرائيلي في الأغوار، تدل بشكل جلي على أنّ العدو الصهيوني غير مستعد لأدنى تغيير في منهجه العدواني، والذي يصف جزءاً لا يستهان به من السكان بأنّهم “مجموعات إرهابية” في منطقتهم، وهذا ما يرفع حالات إطلاق النار على المستوطنين كل فترة.
ولا يخفى على أي متابع للشأن الفلسطيني أنّ سلسلة الاعتقالات في القدس والضفة الغربية، تتزامن مع تَواصل الاستيطان الصهيوني الذي يعتبره المجتمع الدولي غير قانوني في عهد كل الحكومات الإسرائيلية منذ عام 1967، فيما تنقسم الحكومة الائتلافية للعدو حول مسألة العنف المفرط الذي يرتكبه مستوطنون يهود بحق أبناء فلسطين، باعتبار أنّ الضفة الغربية المحتلة مرهونة بقرارات السلطة الفلسطينية المتعاونة مع العدو الإرهابي، وقد وصل الإجرام والاستخفاف الصهيوني بأرواح الفلسطينيين لحد لا يمكن السكوت عنه أبداً، حيث إنّ التاريخ والواقع يثبتان بأنّ الصهاينة يتمادون أكثر فأكثر في عدوانهم الذي لا يمكن أن يوقفه إلا القوة والوحدة والمقاومة، والدليل على ذلك هو قتل واعتقال الفلسطينيين بشكل مباشر وبمختلف الطرق دون أي رادع قانوني أو إنساني أو أخلاقي.
إضافة إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الباغية الشابين أمين بوشناق ومحمد الأحمد من جنين على حاجز نصبته قرب رام الله، في وقت يتنبأ في كثيرون بأن تتحول الضفة الغربية المحتلة لـ “غزة ثانية” تردع الكيان وتوقفه عند حده، نتيجة ازدياد جرائم الإسرائيليين في اعتقال وإطلاق النار على الفلسطينيين وتسببها بتعذيب واستشهاد كثيرين.
ومع تصاعد احتمالية التصعيد الأكبر في المواجهة مع قوات العدو، ، اقتحمت مجموعات كبيرة من العصابات الصهيونية بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم واعتقلت الشابين عدي محمد ثوابتة ومهدي صلاح طقاطقة، بعد يوم فقط من حملة اعتقالات في البلدة طالت أكثر من 5 فلسطينيين، وتنال الضفة الغربية عادة نصيب الأسد من حملات الاعتقال، في ظل ارتفاع حدة الإجرام والاستيطان الصهيوني والتهويد وسرقة الأرض الفلسطينية لصالح المستوطنين في القدس والضفة الغربية، والتي قارب تعداد مستوطنيها 800 ألف مستوطن، وتدعو فصائل المقاومة الإسلامية بشكل مستمر أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والداخل المحتل إلى إشعال الأرض الفلسطينية المحتلة تحت أقدام جنود الاحتلال رداً وثأراً للمعتقلين ولدماء شهداء فلسطين وحماية لأبناء الضفة الغربية المحتلة والمستهدفة، لأنّ قوات الاحتلال لا تكف عن استهداف وقتل وتهجير الفلسطينيين ونهب أراضيهم.
وبما أنّ يمنعوا إطلاق يد المقاومة لتقوم بدورها في لجم العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، اعتقلت قوات الاحتلال طه أبو لطيفة من مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة ونقلته إلى جهة مجهولة، ومحمد علقم خلال زيارته لأقاربه في بلدة بيتونيا، ومحمد البرغوثي من بلدة عابود شمال غرب رام الله، وهذا ما يعرقل المقاومين في الضفة المحتلة لإشعال ثورة الشعب الفلسطيني الذي يعيش ضمن نظام فصل عنصري من جديد، خاصة أنّ يد الجلاد الإسرائيلي لن تتوقف عن جرائمها إلا بقطعها وإبعادها عن الأراضي الفلسطينية.
وباعتبار أنّ الكيان الصهيوني العنصري منذ ولادته غير الشرعية، قام على العنف المفرط والإجرام غير المعهود باعتراف الصهاينة، ، اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي بيت ريما وبيت لقيا في قضاء رام الله، ولم يبلغ عن اعتقالات حتى اللحظة، في محاولة من الكيان الإرهابي لتطبيق منهج “القبضة الحديدية” ما يجعله يزداد ظلماً وعدواناً، بعد أن فرضه المستعمرون على العالم وعلى المنطقة، والتاريخ أكبر شاهد على الوحشية والدموية الصهيونية في فلسطين والمنطقة.
ومن الجدير بالذكر أنّ مواجهات عنيفة اندلعت بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في بلدة بيتا جنوب شرق نابلس تخللها عملية إطلاق نار، فيما يدرك أبناء الضفة الغربية وغيرهم من الفلسطينيين، أنّ العصابات الصهيونية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتوقف عن اعتقالاتها التعسفية وإجرامها وقضمها لأراضي الفلسطينيين وتهجيرهم، وأكبر دليل على ذلك نص إعلان الدولة المزعومة الذي يدعي أنّ أرض فلسطين هي مهد الشعب اليهودي، وفيها تكونت شخصيته الروحية والدينية والسياسية، وهناك أقيمت دولة للمرة الأولى، وخلقت قيم حضارية ذات مغزى قومي وإنساني جامع، وأعطت للعالم كتاب الكتب الخالد، ويزعم الإعلان أنّ اليهود نُفيوا عنوة من “بلادهم”، ويعتبرون أنّ الفلسطينيين هم ضيوف في “إسرائيل” وأنّ الجرائم التي يرتكبونها بحقهم بمثابة استعادة لحرياتهم السياسية في فلسطين.
خلاصة القول، إنّ حجر الزاوية في التحرر من ظلم وجبروت المحتل الأرعن لا يمكن أن يتم دون مقاومة ولو بأبسط الوسائل، للتصدي لعنجهية الاحتلال والتصدي لهجمات مستوطنيه وعربدتهم المتصاعدة، كما أنّ السبيل المهم في ردع العصابات الصهيونية وحماية فلسطين وشعبها، هو المصالحة وإنهاء التعاون الفاضح مع الكيان لإيقاف قضية التنسيق الأمني مع المؤسسة الأمنية والعسكرية الصهيونية والتي تشجع قوات الاحتلال والمستوطنين على العربدة والتغول في أراضي الفلسطينيين من خلال مخطّطات العدو الاستيطانية الرامية لإنهاء الوجود الفلسطيني الكامل.