إسرائيل وأصدقاؤها ومخاوف من التقارب المصري الإيراني
وكالة أنباء آسيا:
كشفت تقارير عبرية عن حجم القلق الإسرائيلي من جهود التقارب وتطبيع العلاقات المصرية الإيرانية والتي بدأت بوادرها خلال الفترة القليلة الماضية، بعد أربعة عقود من القطيعة السياسية.
وتزايدت تلك المخاوف بعد أن كشف سلطان عمان بأن القاهرة تدعم بدورها الخطوات نحو تطبيع العلاقات مع إيران وذلك اثر لقاء جمعه بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وبحسب تحليل ما نشر عبر وسائل إعلام العدو، فإن إسرائيل تخشى من فك عزلة إيران عن محيطها ما يعني عودة العلاقات الدبلوماسية والسياسية بينها وبين الكثير من الدول، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديدًا لأمنها.
وعبر عدد من المسؤولين الإسرائيليين عن رأيهم في التقارب بين طهران وعدد من العواصم العربية حيث قال الرئيس السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي تامير باردو في مؤتمر “هرتسليا” للأمن ان التقارب بين إيران ودول المنطقة خاصة السعودية ومصر يهدد امن ومصالح إسرائيل.
بدوره حذر زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد الحكومة الإسرائيلية من أي تقارب بين مصر وإيران خاصة في المرحلة الحالية التي تواجه فيها إسرائيل الكثير من التحديات الأمنية.
ويبدو أن قرار عودة العلاقات المصرية الإيرانية لا يزعج الكيان العبري وحسب، بل يزعج أنصار إسرائيل أيضاً وتحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية والتي تعتبر أكبر حليف وداعم لكيان الاحتلال.
ففي تقرير صحفي نشر في جريدة واشنطن بوست تحدث السفير دينس روس مساعد وزير الخارجية الاسبق المعروف بولائه ودفاعه الشديد عن “كيان الاحتلال” عن استراتيجية بايدن الجديدة تجاه إيران، والتي تضمّنت تدريب الجيش الامريكي على الاستعداد للحرب واحتمالية توجيه ضربة للبرنامج النووي الايراني.
وأكد روس خلال مقالته على الآتي:” حرص الولايات المتحدة على جعل التفاهمات محدودة زمنيًا – حتى نهاية الولاية الأولى لإدارة بايدن. إيضاح الرئيس بايدن علنًا وسرًا، أنه إذا رأت الولايات المتحدة أن إيران تتحرك نحو السلاح بعد انتهاء هذه التفاهمات، فهو مستعد لتدمير 40 عامًا من الاستثمار الذي قامت به إيران في بناء بنيتها التحتية النووية. وإجراء الولايات المتحدة تدريبات في المنطقة للتمرن على الهجمات ضد أهداف محصنة للتأكيد على جديتها”.
كما أشار إلى أنه إذا أرادت الولايات المتحدة تقليل الدافع الإسرائيلي للاستباق خشية أن يفقدوا الخيار، فيجب على إدارة بايدن تزويد الإسرائيليين بالوسائل لمواجهة التشدد الذي يمكن أن تُنتجه إيران من الآن وحتى كانون الثاني (يناير) 2025، إن تزويد إسرائيل بالوقود الجوي لن يقلل فقط من حاجة إسرائيل إلى التحرك عاجلاً وليس آجلاً، بل يرسل أيضًا رسالة إلى إيران مفادها أنها إذا انتهكت التفاهم أو إذا مضت قدمًا في التشدد، فلن تتم إعاقة الإسرائيليين عن التراجع، إعادة ملء 180 مليون برميل على الفور من احتياطي البترول الاستراتيجي لدى الولايات المتحدة، مما يظهر أنها ستجعل نفسها أقل عرضة للخطر في حالة حدوث صراع في الشرق الأوسط”.
كما أوضحت تقارير أخرى أن مسار التقارب المصري – الإيراني، يشير إلى نمط إقليمي من الدبلوماسية المتجددة، وأنّ العلاقات الودية مع مصر يمكن أن تساعد طهران في مواجهة الجهود الأميركية – الإسرائيلية لإنشاء تحالف عربي ضدها.
واعتمدت إدارة ترامب مقاربة عدائية تجاه إيران. فهي تسعى إلى بناء جبهة موحدة من الدول العربية ضد إيران. لكن التحركات التي تقوم بها الدولة الإيرانية خلال الفترة الأخيرة والتي من شأنها عودة العلاقات مع دول عربية بعد انقطاع دام لسنوات والتي بدأت بالسعودية يعني مواجهة هذه الجبهة الموحدة. ومن المرجّح أن يؤدي التحوّل التدريجي في موقف مصر تجاه إيران إلى إعاقة هذا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ومنذ اغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات في 1978، كانت العلاقة بين القاهرة وطهران مضطربة، بالرغم من فترات انفراج في بعض الأحيان. لكن يبدو أنّ مصر وإيران تدخلان فصلاً جديداً في علاقاتهما. إذ انتشرت أخبار عن خطط القاهرة وطهران لتبادل السفراء وعودة العلاقات السياسية بين البلدين.