إحتمالات ضرب سوريا..إغلاق إيران لـ”هرمز” أحد عوامل لجم الأميركيين
موقع إنباء الإخباري ـ
علي مطر:
إخترعت الولايات المتحدة الأميركية، بدعة إستخدام غاز السارين في سوريا، من قبل النظام السوري ـ علماً أنه معروف من قام بقصف الأهالي بها ـ من أجل ضرب سوريا المقاومة والممانعة، بعد أن وجدت الولايات المتحدة أن الجيش السوري يسيطر على الميدان، في ظل تراجع المجموعات المسلحة.
قامت الدنيا لدى الغرب ولم تقعد، أخذت طبول الحرب تقرع، العرب هللوا للحرب، المعارضة السورية كتبت على جبينها أنها أميركية، كل ذلك من أجل ضرب نظام الرئيس بشار الأسد، الذي يعتبر شوكة في عيون العرب المتأسرلين، والغرب المتأمرك.
هذه التهديدات كانت في أواخر شهر آب، لكن مع حلول شهر أيلول، يبدو أن همة الأميركيين تراجعت، فبعد أن انسحب البريطانيون بذكاء، وجدت أميركا نفسها، في مستنقع من التهديدات، دون أن تبدأ بالتنفيذ. أما أوباما فلم يعرف كيف يتراجع عن تهديداته، وكيف يحافظ على ما تبقى من صورته المشوهة اصلاً، فقرر إحالة الموضوع على الكونغرس، من أجل ايجاد للهرب من الهاوية السورية.
ويعتبر إغلاق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط أسهل من شربة ماء بالنسبة لايران، كونها تعتبر الدولة الساحلية التي يقع المضيق في مياهها الإقليمية. كما لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية منظومات متكاملة من الأسلحة المتطورة من السفن الحربية والغواصات والزوارق السريعة والصواريخ والطوربيدات البحرية والألغام البحرية وسلاح الطيران التابع للقوات البحرية، التي تمكّنها في أي وقت من إغلاق المضيق. مما سيؤدي إلى أزمة إقتصادية خانقة لأميركا وأوروبا.
وبإغلاق المضيق، فإن إيران قادرة على إلحاق الضرر بالمصالح الإقتصادية الأميركية والأوروبية في مياه الخليج، وذلك كفيل بردع الإدارة الأميركية وغيرها عن التفكير بالخيار العسكري. فإيقاف ناقلات النفط، مثلاً، قد يؤدي إلى رفع سعر برميل النفط لأكثر من 200 دولار، مع ما قد يترتب على ذلك من ارتفاع أسعار وسائل النقل والمنتجات الاستهلاكية المصنفة أضعاف ما هي عليه حالياً.
وبإغلاق المضيق سيعاني كثير من الدول الأوروبية التي تمر بمصاعب اقتصادية من أزمة إفلاس خانقة. ومما لا شك فيه أنه إذا ما أغلق مضيق هرمز فإن ذلك سيجعل دول العالم جميعاً مخنوقة إقتصادياً، حيث سيكون من الصعب على الدول المنتجة للنفط أن تعوّض ما ينقل عبر مضيق هرمز من نفط (يصل إلى 18 مليون برميل يومياً)، وبالسرعة المطلوبة في حالة إغلاق المضيق، وستطال الأزمة بشكل أكبر الدول التي لا تملك مخزونا استراتيجياً من النفط وتعتمد عليه في تسيير عجلة الصناعة فيها، مثل الصين والهند واليابان وكوريا وأوروبا. وهنا تكمن أهمية جزر أبوموسى والطنبين الكبرى والصغرى، لأنها تقع على بوابة المضيق، ويمكن للجمهورية الاسلامية الايرانية من خلالها، تنفيذ التهديدات بإقفال المضيق بشكل كبير، وجعلها منصة لضرب الدول المعادية لها، لا سيما القواعد الاميركية في المنطقة. ولهذا السبب تضغط الولايات المتحدة الأميركية على إيران، لإعادة هذه الجزر الى الإمارات.
أما قانونياً، فإن قانون البحار يؤكد أن الدول المساحلة للمضايق تمارس سيادتها وولايتها رهناً بمراعاة ما نصت عليه الاتفاقية. ووفقاً للمادة 38 من اتفاقية قانون البحار، فإن جميع السفن العابرة للمضايق الدولية بما فيها بالطبع مضيق هرمز، سواء أكانت هذه السفن تجارية أم حربية، تتمتع بحق المرور العابر دون تمييز أو عراقيل ودون الإخلال بقوانين وأنظمة الدولة الساحلية وأمنها. وفي حال اعتداء الولايات المتحدة على إيران يصبح منحق إيران أن تستخدم مضيق هرمز سلمياً وعسكرياً وفق مصالحها وأن تمنع أي سفينة أجنبية من دخول الجزء الذي تمارس سيادتها عليه في حالة الطوارئ.
ولذلك، فإننا نرى اليوم أن هناك عدة عوامل، تلجم الاميركي عن التهور في شن حرب كبرى في المنطقة، بغض النظر عما يقال، بأن الضربة العسكرية يمكن أن تكون محدودة ولن تكون شاملة، وكيفية التعامل معها من قبل سوريا والحلفاء. إلا أن ما يهمنا، هو التأكيد على أنه في حال حصول اعتداء على سوريا، وتدخل إيران في الدفاع عنها، وقيام القوات الايرانية باغلاق المضيق، بوجه السفن الاجنبية، فإن ذلك سيؤدي إلى خسارات كبيرة في الاقتصاد الغربي، وبحسب توقعاتنا فإن الأوروبيين على وجه التحديد لن يقبلوا بهذه الضربة، التي ستكون كارثية على اقتصاداتهم في حال حصلت.