أيّ سياسة ينتجها العهد الجديد؟
صحيفة البناء اللبنانية ـ
العلامة الشيخ عفيف النابلسي:
أيّ سياسة ينتجها العهد الجديد؟ سؤال لا بدّ من طرحه بقوة على كلّ القوى السياسية التي يُفترض بها أن تقدّم إجابات جديدة للرأي العام اللبناني.
المسألة لا تتعلق فقط برئيس الجمهورية بل بكلّ القوى التي امتلكت حيّزاً من النفوذ داخل السلطة منذ الطائف وحتى الساعة. نحن أمام تحدّ هائل وخصوصاً على مستوى بناء الدولة لا حماية الدولة. فالحماية يتكفّلها الجيش وتتكفّلها المقاومة، لكن الخطر من هذا البناء الذي لا يشبه الأبنية الموجودة عند شعوب أخرى.
عندما يصبح الخلاف هو القاعدة والأزمات هي المجرى الطبيعي للحياة، والدستور لا يحمل شيئاً من الملاءمة بين الواقع والنص، سنجد أنّ نظام العيش أصبح مهدّداً، والنسيج المشترك هشاً، والفراغات الهائلة هي التي تمثل المستقبل. لذلك ثمة معرفة يجب أن نعلمها، وثمة حقائق يجب أن نتبصّر بها، وثمة عمل يجب أن ننجزه، وثمة أخلاق يجب أن تتقاطع مع فكرة «ذكاء اللبنانيين»، وثمة فلسفة يجب أن تقول لنا إننا في طريق الخروج من الأزمات.
علاقات الأمس واليوم بين القوى اللبنانية تكشف عن انعدام الثقة والرؤية، وهذا ما يعكس حركة متطورة للقلق والبؤس الذي هو أكثر تجذّراً من الأمن والاستقرار والازدهار. لماذا نعيش على هذا النحو. هذا ما يجب أن تجيب عليه النخب السياسية التي كان إنتاجها من السياسة على مدى السنوات الماضية رديئاً، فهل يدرك الجميع أنّ هناك ضرورة لإنتاج ما هو أفضل للبنان اليوم قبل الغد!؟